تحذير إسرائيلي جديد لسكان الضاحية والبقاع والجنوب اللبناني
خبراء: إسرائيل تضغط على "حزب الله" بورقة النازحين
يرى خبراء ومختصون سياسيون، أن إسرائيل تسعى إلى الضغط على ميليشيا حزب الله في لبنان بورقة النازحين من الجنوب اللبناني إلى العاصمة بيروت، لافتين إلى أن ذلك في إطار تكرار سيناريو غزة.
وتسبب ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري على الجبهة الشمالية لإسرائيل مع حزب الله، إلى نزوح نحو نصف مليون لبناني تجاه المناطق الشمالية، كما أن المئات منهم اضطُروا لاجتياز الحدود مع سوريا هربًا من اتساع دائرة القتال.
وبحسب التقديرات الأولية، فإن المواجهة العسكرية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله أدت إلى نزوح نحو نصف مليون لبناني من مناطقهم السكنية، وسط ترجيحات بارتفاع أعداد النازحين في حال استمر القتال بين الجانبين.
سيناريو غزة
ويرى المحلل السياسي، أليف صباغ، أن "إسرائيل تعمل بشكل حثيث لتكرار سيناريو غزة في لبنان، وهو ما ظهر بشكل جلي في الضربات العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية".
وقال صباغ، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تدرك خطورة هذا الملف، وإمكانية نجاحه في الضغط على حزب الله للقبول بشروطها للتهدئة"، لافتًا إلى أن إسرائيل ستعمل على توسيع رقعة عملياتها العسكرية بما يجبر الآلاف للنزوح، ويزيد الضغط على الحزب.
وأشار إلى أن "ملف النزوح سيزيد أيضًا الضغوط التي يعاني منها اللبنانيون وحكومتهم، خاصة أنهم يعيشون ظروفًا اقتصادية قاسية للغاية منذ سنوات طويلة"، مشددًا على أن ذلك سيكون نقطة رئيسة في إنهاء القتال بين إسرائيل ولبنان.
وأضاف: "بتقديري لا يمكن للبنانيين أن يتحمّلوا الأعباء التي عاشها سكان غزة من النازحين، وهو ما سيدفعهم للمطالبة علنًا بوقف الحرب، ما سيشكل ضغطًا شعبيًا على ميليشيا حزب الله وقيادته"، مؤكدًا أن التوتر العسكري بين الجانبين لن يطول كثيرًا.
وتابع: "بالرغم من التقديرات التي تشير إلى إمكانية الدخول في مواجهة عسكرية طويلة الأمد؛ إلا أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو التوصل إلى اتفاق إقليمي دولي يعيد الهدوء إلى المنطقة، ويضمن التهدئة على مختلف الجبهات لسنوات طويلة".
خطة تدريجية
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، سهيل كيوان، أن "حكومة بنيامين نتنياهو تعمل، بشكل تدريجي، على تكرار سيناريو غزة في لبنان"، لافتًا إلى أن إسرائيل معنية بإحداث أكبر قدر من الدمار بالجنوب اللبناني، وإجبار مئات الآلاف على النزوح.
وأوضح كيوان، لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل تؤسس لإمكانية التوافق على منطقة أمنية داخل الحدود اللبنانية، والتي تخطط حكومة نتنياهو لإفراغها من مقاتلي حزب الله والسكان على حد سواء"، مؤكدًا أن استمرار القتال سيخدم الخطة الإسرائيلية.
وأضاف: "النازحون هم الملف الأكثر تعقيدًا وصعوبة سواء في غزة أو لبنان، وإسرائيل تدرك أهمية الضغط على الجهات المعادية لها من خلال تهجير السكان من مدنهم ومنازلهم، وتدمير هذه المنازل وجعلها غير صالحة للسكن".
وأشار إلى أن "الحزب سيكون مضطرًا للرضوخ للشروط الإسرائيلية، والقبول بالتوصل إلى اتفاق سياسي يوقف القتال، ويسحب الحزب قواته إلى ما بعد نهر الليطاني"، مؤكدًا أن إسرائيل معنية بتغيير المعادلات السياسية والعسكرية.
وختم: "بتقديري الصراع الدائر في المنطقة، في الوقت الحالي، سيؤدي إلى تغيير شكل الشرق الأوسط بالكامل، وأن استمراره ينذر بإمكانية اندلاع حرب إقليمية، والتي قد تمتد، في نهاية الأمر، إلى حرب عالمية ثالثة، بمشاركة معظم دول العالم".
