قتيل في غارة اسرائيلية جديدة على جنوب لبنان
أكد مصدر مطّلع على الملف الأمني في جنوب لبنان، أن التحديات الأمنية والعسكرية التي سيواجهها الرئيس جوزف عون ستكون غير مسبوقة، ولا سيما في ظل التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
وأوضح المصدر لـ "إرم نيوز"، أن الرئيس عون على اتصال دائم مع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، ويتابع المستجدات الأمنية بشكل مستمر. كما تلقى تأكيدات أمريكية وفرنسية وعربية تفيد بأن الجيش الإسرائيلي سينسحب من المناطق التي احتلها خلال وبعد الحرب الأخيرة مع حزب الله، مع انتهاء مهلة الشهرين المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار المصدر إلى أن ثلاث نقاط حدودية فقط لن تشملها عملية الانسحاب المباشر، حيث تعتبرها إسرائيل ضرورية لمراقبة انتشار الجيش اللبناني، على أن يتم البت في وضعها لاحقًا.
وأكد المصدر أن توجيهات الرئيس عون، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، لم تختلف عن أوامره عندما كان قائدًا للجيش، إذ شدد على عدم الانجرار إلى أي مواجهة بسبب الاستفزازات الإسرائيلية إلا في حالات استثنائية، وعدم الانسحاب من المواقع التي يتسلمها الجيش اللبناني بعد الانسحاب الإسرائيلي مهما كانت الظروف، إضافة إلى التعاون الكامل مع القوات الدولية لضمان عدم عودة المظاهر المسلحة لأي جهة كانت.
من جانبه، قال العقيد المتقاعد جميل أبو حمدان لـ إرم نيوز إن الرئيس عون معروف بمواقفه الحازمة، وسيكون حريصًا على فرض الأمن في الجنوب، مضيفًا أن عون يمتلك الآن قوة سياسية ودبلوماسية تمكنه من الضغط لتحرير الأراضي اللبنانية ووقف الاعتداءات الإسرائيلية.
وأشار أبو حمدان إلى أن عون يتميز بنهج تجنب الصدام المباشر مع أي طرف داخلي؛ ما قد يساعده على ردع حزب الله عن القيام بأي تحركات عسكرية ليس فقط في الجنوب، بل في مختلف المناطق اللبنانية، تنفيذًا للقرارات الدولية، وخاصة القرار 1701، ومواكبةً للجهود الدولية الرامية إلى إحداث تغييرات داخل لبنان.
في السياق ذاته، ترى مي عبد الرحمن، المختصة بالشؤون الدولية، أن الرئيس عون يدرك استحالة الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، لذا سيعتمد على الدبلوماسية والضغط السياسي لمنع عودة التوتر، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وقالت عبد الرحمن لـ "إرم نيوز"، إن عون سيحاول الاستفادة من علاقاته الممتازة مع القوى الدولية المؤثرة في الشأن اللبناني، مثل: الولايات المتحدة، وفرنسا، والسعودية، لضمان الدعم اللازم للجيش اللبناني في المرحلة المقبلة.
وأشارت عبد الرحمن، إلى أن عون يسعى إلى إعادة هيكلة الجيش اللبناني وتسليحه، لتمكينه من ضبط الأمن في الجنوب والشمال، ومساندة القوى الأمنية في الداخل. ومع ذلك، لفتت إلى أن عملية التسليح ستكون تحت رقابة دولية، لضمان عدم عودة حزب الله إلى جنوب الليطاني أو إعادة بناء بنيته العسكرية هناك.
