البيت الأبيض: ترامب منفتح على اتفاق مع الصين

logo
العالم العربي

حصاد مصر 2023.. ولاية جديدة للسيسي وعشرات الاكتشافات النفطية

حصاد مصر 2023.. ولاية جديدة للسيسي  وعشرات الاكتشافات النفطية
30 ديسمبر 2023، 12:26 م

شهدت مصر على مدار العام 2023 أحداثاً كثيرة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والنفطية والفنية وغيرها، لكن  الحدث الأبرز  في آخر هذا العام هو الانتخابات الرئاسية التي حسمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمصلحته.   

فوز السيسي بولاية جديدة

يُعد الحدث الأبرز خلال العام الجاري هو فوز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بولاية جديدة في الانتخابات التي شهدتها البلاد خلال شهر ديسمبر، إذ حصل على نسبة 89.6% بإجمالي أصوات 39 مليونًا و702 ألف و451 صوتًا من إجمالي الأصوات الصحيحة، وذلك في انتخابات شهدت نسبة مشاركة "تاريخية" وصلت إلى 66.8%، وفقا للجنة العامة للانتخابات.

في هذا الإطار يرى رئيس حزب الجيل ناجي الشهابي، أن الإقبال الكبير على الانتخابات الرئاسية كان غير مسبوق في ظل تحديات ضخمة، خصوصًا بعد المواقف الكبيرة التي اتخذتها مصر تجاه أزمة غزة، موضحًا أنها تعكس المواقف الشعبية الداعمة للقضية وتعبيرًا عن دعم القيادة السياسية لها.

وفي تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، قال الشهابي إن الانتخابات الأخيرة لعبت دورًا رئيسًا في تعزيز دور الأحزاب السياسية، لافتًا إلى أن دعوة الرئيس السيسي للحوار الوطني خطوة مفصلية في تحريك الحياة الحزبية وكسر حالة الجمود التي سيطرت عليها في العقد الأخير من عمر الدولة المصرية، وهو ما ينعكس إيجاباً على الحياة السياسية وعلى طاولة المناقشات العميقة والعلمية والموضوعية من جلسات لجان الحوار الوطني التي ناقشت فيها أهم القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأكد أن الحياة السياسية المصرية بعد الانتخابات الرئاسية ستختلف تمامًا عما قبلها، مشيرًا إلى أنها ستكون حياة سياسية راشدة يرتفع فيها دور الأحزاب السياسية في كل القضايا، خاصة ما يتعلق بالأمن القومي للبلاد.

ترتيب العلاقات مع القوى الإقليمية

شهد المستوى الدبلوماسي في العام 2023، تطورات كبيرة في العلاقات المصرية التركية، تمثّل في المساعدات المصرية لأنقرة جراء الزلزال الذي ضربها في فبراير/شباط الماضي، ومكالمة هاتفية بين الرئيسين المصري والتركي، ثم زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لأنقرة.

كما زار شكري سوريا، في أول زيارة رسمية له منذ اندلاع الحرب في هذا البلد، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، بالإضافة إلى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.

وعن زيارة شكري لتركيا وسوريا، يرى خبير العلاقات الدولية أحمد يوسف أنها كانت مدخلًا مهمًّا لإعادة ترتيب العلاقات بين القوى الإقليمية، مشددًا على أنها أسهمت في استعادة قدر من التوازن بعد سنوات من الصراع.

وفي تصريحات لـ"إرم نيوز"، أشار يوسف إلى عودة العلاقات العربية مع سوريا التي أثمرت عودة دمشق إلى مقعدها في جامعة الدول العربية بعد غياب لأكثر من عقد كامل، وكذلك استعادة جزء كبير من العلاقات المصرية التركية، في ظل الحاجة المشتركة لمزيد من التعاون.

واعتبر أن نجاح مصر في هذا الإطار يمثل جزءًا من نجاح دبلوماسيتها الإنسانية، التي ظهرت في مشاهد أخرى؛ منها استقبال آلاف النازحين من السودان عقب اندلاع الاشتباكات في أبريل/نيسان الماضي، رغم الظروف الاقتصادية الراهنة.

"حياة كريمة"

ومن الجانب التنموي، واصلت المبادرات الرئاسية، وعلى رأسها مبادرة "حياة كريمة" دورها في دعم المجتمع المصري، إذ تمّ خلال العام المنصرم الانتهاء من 382 وحدة صحية ومستشفى مركزيًّا، والانتهاء من 317 وحدة إسعاف و787 مركز شباب، كما تم الانتهاء من 169 محطة مياه شرب و24 ألف وصلة مياه منزلية، وإنجاز 9 محطات معالجة و739 مشروع صرف صحي، و287 ألف وصلة صرف صحي منزلية، ورصف وتطوير 15 طريقًا رئيسًا و20 طريقًا داخليًّا. 

وفي هذا الشأن تقول الدكتورة إيمان عبد الله، أستاذة علم الاجتماع، إن الإنجازات طالت الريف المصري الذي يفتقر إلى البنية الأساسية والخدمات، موضحة أن 70%؜ من القرى كانت بحاجة إلى تنمية شاملة من شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء والتعليم والصحة، لافتة إلى أن العمل في المبادرة يقوم على حماية الإنسان عبر توفير بيئة صحية سليمة، تعود بالنفع على المواطن، وهو ما بدا في تمرير العديد من القوانين التي تهدف إلى تحسين حياة ملايين المواطنين.

وبشأن التطوير على المستوى التعليمي، أشارت عبدالله، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، إلى أن الحكومة المصرية أسهمت في زيادة عدد الفصول، إذ أنشأت نحو 14 ألف فصل دراسي لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب، وذلك في إطار تطوير العملية التعليمية، ناهيك عن التركيز على محو الأمية، وهو ما يعكس التركيز على تحقيق التنمية المستدامة.

وأسهمت المبادرة كذلك في تعزيز المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر وذلك لتحسين الأوضاع الاقتصادية، إذ انخفضت معدلات البطالة؛ ما عزز من حالة الحماية الاجتماعية.

وعن اهتمام الدولة بالمرأة المصرية، قالت عبد الله، إنه تم التصدي للعديد من القضايا مثل زواج القاصرات والحرمان من التعليم والتحرش والغارمات وغيرها، بالإضافة إلى دور المرأة في العمل السياسي من خلال تمثيلها في البرلمان والمشاركة المؤثرة للسيدات في الانتخابات.

اكتشافات أثرية واسترداد قطع منهوبة 

حققت مصر خلال 2023 نجاحًا كبيرًا على مستوى الاكتشافات الأثرية، كان أبرزها اكتشاف مقبرة أثرية مغطاة بالرواسب الرملية، بمنطقة الوديان الغربية بالأقصر، والكشف عن أكبر مدينة سكنية رومانية بشرق النيل بحفائر قصر "أندراوس" بالأقصر، حيث عُثر فيها على أبراج حمام في موقع الاكتشاف.

 وتضمنت الاكتشافات أول مدينة سكنية كاملة بشرق الأقصر أسفل قصر يسي أندراوس، وتعود إلى العصر الروماني، وتم العثور بداخلها على عدد من المباني السكنية وبرجين للحمام من القرنين الثاني والثالث ميلادي، فضلا عن عدد من الورش لصناعة وصهر المعادن وأوانٍ وقوارير المياه وأدوات للطحن وعملات رومانية من النحاس والبرونز، وتم الكشف عن 4 مقابر أثرية بمنطقة جسر المدير بسقارة.

كما شملت افتتاح مقبرتي جحوتي وحري من الدولة الحديثة بمنطقة ذراع أبو النجا ضمن مشروع جحوتي بمدينة الأقصر، وافتتاح حجرتين جديدتين بمعبد حتشبسوت بالدير البحري، وافتتاح مقبرة ميرو بشمال العساسيف بالبر الغربي بالأقصر، والكشف عن مجموعة من المقابر من العصر الفارسي والروماني والقبطي بمنطقة البهنسا بمحافظة المنيا، إذ تم الكشف عن 3 مقابر من الحجر الجيري من العصر الروماني، و3 مقابر أخرى فردية من العصر الفارسي، و16 مقبرة من العصر البيزنطي والقبطي، وذلك أثناء أعمال الحفائر بمنطقة الجبانة العليا.

كما تم اكتشاف تمثال لأبو الهول وبقايا مقصورة كلاوديوس بجوار معبد دندرة بمحافظة قنا، والانتهاء من أعمال مشروع ترميم وحماية وتطوير جبانة الشاطبي الأثرية بالإسكندرية.

وعن اكتشاف المقبرتين جحوتي وحري، يرى الباحث الأثري هاني رشدي، أن المقبرتين جحوتي وحري لهما أهمية كبرى، حيث ترجع إحداهما لعصر الملكة حتشبسوت، بينما كانت الأخرى تابعة لرجل كان يشرف على خزانة الدولة ومدون للرحلات، موضحًا أن المصريين القدماء كانوا يقومون بالرحلات بشكل منظم وفق القواعد والأصول.

وأضاف في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا ليس الاكتشاف الوحيد، إذ تم اكتشاف أول بردية كاملة يبلغ طولها نحو 15 مترًا، تتميز بحالة جيدة، ومن المقرر عرضها في المتحف المصري الكبير عند افتتاحه.

من ناحية  أخرى، فقد نجحت الدولة المصرية خلال عام 2023 في استعادة مجموعة كبيرة من القطع الأثرية المنهوبة، وتضمنت استرداد 6 قطع أثرية من الولايات المتحدة الأمريكية، و4 قطع أثرية من إيطاليا، وقطعتين أثريتين من فرنسا، وقطعة أثرية واحدة من سويسرا، و40 قطعة أثرية من ألمانيا.

كما تم ضبط 960 قطعة أثرية بالمنافذ المصرية قبل خروجها من البلاد بطرق غير شرعية.

الطاقة النظيفة 

تسعى الدولة المصرية بخطوات كبيرة نحو استخدام الطاقة النظيفة والتقليل من الانبعاثات الكربونية، إذ شهد عام 2023 تركيب أول قطعة نووية في تاريخ مصر بمحطة الضبعة.

وتشمل محطة الضبعة النووية، التي تقع على الساحل الشمالي لمصر، أربعة مفاعلات لتوليد الكهرباء بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل، ومن المنتظر أن يبدأ تشغيل المفاعل الأول عام 2028.

وفي هذا الإطار يرى الرئيس الأسبق لمركز الأمان النووي في مصر، الدكتور كريم عبد العزيز الأدهم، أن خطوات كبيرة شهدها هذا القطاع في العام المنصرم، أبرزها التطور الكبير في استخدام الإشعاع طبيًّا أو في المجالات الأخرى، حيث تطور أداء النظائر المشعة بصورة كبيرة، واستُخدم كذلك في تطوير الإنتاج الزراعي.

وفي تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، قال إن محطة الضبعة النووية شهدت هي الأخرى انطلاقة كبيرة، باعتبارها خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث سيتم تدشين 4 مفاعلات كاملة قادرة على إنتاج كمية كبيرة جدًّا من الطاقة، مضيفًا أن تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية المكونة من 4 وحدات طاقة نووية، يُعد خطوة مهمة في تطوير القطاع النووي في مصر.

وأضاف أن كل وحدة ستولد طاقة كهربائية بمقدار 1200 ميغاوات، مشيرًا إلى أن الطاقة النووية تتميز بأنها آمنة في ضوء محدودية أعداد الضحايا في الحوادث السابقة (غير العسكرية)، بالإضافة إلى أنها دائمة، ولن تنفد على غرار الوقود الأحفوري، ونظيفة، حيث تصل نسبة الانبعاثات الناجمة عنها إلى "صفر".

65 كشفا نفطيًّا جديدًا

في الجانب النفطي، أصدرت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، تقريرا يتضمن اكتشافاتها من النفط والغاز خلال عام 2023، إذ بلغ عددها 65 كشفا جديدا، بواقع 51 كشفا للبترول، و14 للغاز، وذلك بمناطق بالصحراء الغربية وخليج السويس ودلتا النيل وسيناء.

ووفقا لبيان الوزارة، فإنه خلال العام 2023، تم توقيع 29 اتفاقية للبحث عن البترول والغاز بإجمالي استثمارات حدها الأدنى 1.2 مليار دولار، ومنح توقيع بنحو 61 مليون دولار، وحفر 87 بئرًا جديدة.

ووصل إجمالي إنتاج مصر من الثروة البترولية خلال العام 2023 إلى نحو 74 مليون طن بواقع نحو 28 مليون طن زيت خام ومتكثفات، ونحو 45 مليون طن غاز طبيعي، ومليون طن بوتاجاز، إضافة إلى البوتاجاز المنتج من مصافي التكرير، وفقا للبيان.

وتعليقًا على ذلك يقول الخبير الاقتصادي الدكتور محمد البهواشي، إن مصر تزيد من قوتها النفطية واكتشافاتها واستغلالها لمياهها الاقتصادية باعتبارها مركزًا إقليميًّا لتبادل الطاقة، لافتًا إلى أن هذه الخطوة لها أهمية كبيرة خصوصًا في هذا الوقت الحرج الذي يمر به العالم. 

وأضاف، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن استغلال الدولة للمياه الاقتصادية سواء في خليج السويس أو مياه البحر الأحمر، من المنتظر أن يؤدي إلى طفرة نفطية، مشيرًا أن مصر تثبت قدراتها على اتخاذ القرار بشأن ترسيم الحدود سواء في البحر الأحمر أو المتوسط الذي مكنها من أن تحصل على مواردها من الغاز طبيعي والنفط الخام. 

أسعار الفائدة 

عقدت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، 8 اجتماعات خلال العام 2023، لحسم سعر الفائدة، في ظل أحداث اقتصادية شديدة الصعوبة.

ورفع البنك المركزي سعر الفائدة خلال الـ8 اجتماعات للجنة السياسة النقدية بنحو 3 %، إذ ثبّتها خلال 5 اجتماعات في العام الجاري، وتم رفع سعر الفائدة بنسبة بلغت 2% في اجتماع شهر مارس 2023، وبنسبة بلغت 1% في اجتماع أغسطس الماضي.

وعلقت خبيرة أسواق المال الدكتورة حنان رمسيس، قائلة إن قرار البنك المركزي بتثبيت سعر الصرف يُعد استكمالًا لسياسات الإصلاح الاقتصادي التي تنتهجها الدولة خلال الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن هذا القرار يُسهم في الحفاظ على نسب التداول والاستثمارات داخل البورصة؛ لأن رفع سعر الفائدة يؤدي إلى توجه الأموال من البورصة إلى القطاع المصرفي.

وفي تصريحها لـ"إرم نيوز"، أكدت أن انضمام مصر لتجمع "بريكس" واتفاقات التبادل التجاري بالعملة المحلية مع عدد من الدول، مثل السعودية والهند، أسهما في تقليل الحاجة إلى الدولار، متوقعةً أن تحقق هذه الاتفاقات ما يقدر بنحو 40 إلى 60 مليار دولار في عام 2025.

تطور الدراما وتراجع السينما 

شهد العام 2023 العديد من التطورات في هذا الجانب، رصدها المؤرخ الفني محمد شوقي، إذ رأى أن الدراما شهدت طفرة ملحوظة في الموضوعات التي ناقشتها، في الوقت الذي واصلت فيه السينما التراجع.

وقال شوقي، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، إن مسلسل "تحت الوصاية" يتصدر الأعمال الدرامية لعام 2023، من حيث القصة والحبكة وأداء الفنانين؛ الأمر الذي يجعله باقيًا لسنوات مقبلة وبصمة لا تغيب بسهولة، بينما ارتبطت بعض الأعمال الدرامية والتي حصدت مشاهدة عالية بالتريند الذي يعكس النجاح الآنيّ.

وبشأن السينما، يقول شوقي، إنها لم تشهد أي تطور ملحوظ. وشدد على ضرورة إيلائها المزيد من الاهتمام من قبل الفنانين والمنتجين، موضحًا أن السينما هي التي تصنع تاريخ الفنان ومجده، مشيرًا إلى أن كبار النجوم في مصر صنعوا تاريخهم في السينما على غرار عادل إمام ومحمود عبد العزيز، وبالتالي تبقى الحاجة ملحة لإحياء هذه الصناعة المهمة، وتمنى لها الازدهار في عام 2024.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC