في "الخطبة الحزينة".. خامنئي أمام قرارات تجنبها منذ 1989

قالت مصادر مطلعة في بيروت إن الأيام المقبلة ستكون "الأصعب" على المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي من المتوقع أن يظهر في خطبة الجمعة لنعي الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله.

وأشارت المصادر  إلى أن خامنئي قد يضطر إلى اتخاذ قرارات خطيرة حاول تجنبها منذ توليه مهامه في 1989 خلفًا للخميني.

وأكدت المصادر أن إعلان إسرائيل عزمها الرسمي على الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير يضع خامنئي في موقف حرج.

وتفصّل المصادر ما تعتبره "نجاحات"  إيران في عهد خامنئي، بدءًا من إدارة حرب غير مباشرة ضد إسرائيل، وصولاً إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة دون مناقشة دورها الإقليمي.

 

لكن إيران تعيش الآن "مرحلة الجروح المؤلمة"، بدءًا من اغتيال قاسم سليماني عام 2020 وحتى اغتيال نصر الله أخيرًا، بعد أن كانت قد تحاشت المواجهات المباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة.

ومع تصاعد التحديات، يدرك خامنئي أن نتنياهو يسعى لضرب "إنجازات" المحور الذي تشكله طهران.

وترى المصادر في تصريحات أدلت بها لصحيفة "الشرق الأوسط" أن القرارات التي سيتخذها خامنئي بعد الرد الإسرائيلي المرتقب قد تدفع المنطقة إلى مرحلة أشد خطورة، ما يجعل من الصعب على الولايات المتحدة البقاء بعيدة عن هذه التطورات.

إدارة حروب الظل

حقق المرشد الإيراني علي خامنئي عدة نجاحات استراتيجية طوال مدة ولايته، منها إطلاق حرب منخفضة التوتر ضد إسرائيل، بحيث لم تظهر فيها بصمات إيرانية مباشرة. كما تعامل ببراعة مع تداعيات هجمات 11 سبتمبر 2001، وتمكن من إبقاء إيران بعيدة عن دائرة الاتهام.

خامنئي تبنى "الحياد الإيجابي" عندما أسقطت القوات الأميركية نظام "طالبان"، ووصل الجيش الأميركي إلى الحدود الأفغانية-الإيرانية. وعندما غزت الولايات المتحدة العراق، أدى دور المراقب والمسهّل، مستفيدًا من سقوط نظام صدام حسين.

وعلى الصعيد الإقليمي، زعزع خامنئي الوجود العسكري الأميركي في العراق بالتعاون مع سوريا، إلى حد تسهيل انتقال عناصر من "القاعدة" إلى العراق عبر الأراضي الإيرانية.

 

رعى خامنئي شراكة بين قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني والأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، ما جعل طهران صاحبة القرار الفعلي في أربع عواصم عربية: بيروت، دمشق، بغداد، صنعاء.

كما نجح النظام الإيراني في إبرام الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، دون مناقشة دور إيران الإقليمي أو قواتها الرديفة في الدول العربية.

ورغم الاغتيالات التي قامت بها إسرائيل داخل إيران، حافظ خامنئي على سياسة تجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل، مفضلًا إدارة الصراع في الظل.

الضربات المؤلمة

تزايد التحدي لإيران مع إطلاق إسرائيل حربها الحالية في لبنان، التي بلغت ذروتها باغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، وهو الجرح الثالث لإيران بعد مقتل قاسم سليماني وإسماعيل هنية.

وتؤكد مصادر مطلعة أن إيران لا تستطيع تحمل رؤية "حزب الله" يتكبد خسائر غير مسبوقة، ما يضع المرشد علي خامنئي في موقف حرج، خاصة في ظل إدراكه بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يقوم بانقلاب على المحور الإيراني بأكمله" ويهدد "إنجازات" عهده الطويل.