الخارجية الإيرانية: طهران تنوي تقييم نوايا الطرف الآخر في اجتماع السبت
أثارت العقوبات الأمريكية التي فرضتها واشنطن مؤخراً على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ردود فعل استهجنت القرار، في ظل تصاعد الأزمة السودانية وتعقيداتها المتشابكة.
ووصف مستشار قائد الدعم السريع، د. يعقوب عبد الكريم نورين، القرار الأمريكي بأنه "ظالم وغير مبرر"، مشيراً إلى توقيته المتزامن مع نهاية فترة حكم إدارة الرئيس جو بايدن.
وفي حوار مع "إرم نيوز" كشف نورين عن رؤيته للعقوبات الأمريكية وتأثيرها على الأوضاع في السودان، وأهداف قوات الدعم السريع في المرحلة المقبلة.
كيف تصف العقوبات الأمريكية الأخيرة المفروضة على قائد قوات الدعم السريع؟
هذه العقوبات قرار مؤسف وظالم، وجاءت في توقيت حرج يتطلع فيه الشعب السوداني لإنهاء الحرب وتحقيق السلام. نحن نرى أنها عقوبات تفتقر إلى الأسس القانونية والمنطقية، وتستهدف تقويض جهودنا لبناء دولة المواطنة والحقوق المتساوية.
ما تأثير هذه العقوبات على قوات الدعم السريع وموقفها من النزاع؟
تأثير العقوبات محدود، ولن تثنينا عن النضال لتحقيق دولة قائمة على العدالة والمساواة. سنواصل عملنا الميداني والسياسي لإيصال رسالتنا إلى المجتمع الدولي وتوضيح الحقائق للولايات المتحدة وتصحيح موقفها من قوات الدعم السريع.
لماذا تعتقد أن الإدارة الأمريكية فرضت العقوبات الآن؟
هذا القرار يبدو وكأنه جزء من "عقوبات التسليم والتسلم" التي تصدرها الإدارات الأمريكية في نهاية فتراتها. إدارة بايدن أخفقت في تحقيق اختراق في الملف السوداني أو وقف إطلاق النار، لذا لجأت إلى العقوبات كوسيلة لإظهار موقفها، رغم أنها لم تسهم في تخفيف معاناة المدنيين أو تحسين الوضع الإنساني.
هل تعتقد أن هذه العقوبات تعكس موقفاً متوازناً تجاه أطراف النزاع؟
بالطبع لا. العقوبات استهدفت الطرف الذي استجاب لجميع المبادرات السلمية، بينما تجاهلت الجيش السوداني وحلفاءه الإسلاميين الذين يتحملون مسؤولية استمرار الحرب. كان على الولايات المتحدة أن تفرض العقوبات على الجهات الرافضة للسلام، وليس على من يعمل لتحقيقه.
كيف ترد على الاتهامات بأن قائد الدعم السريع يقوّض التحول الديمقراطي؟
هذا الادعاء غير صحيح. حميدتي انسحب من انقلاب 25 أكتوبر 2021 فور ظهوره، واعتذر للشعب السوداني، وأعلن دعمه للتحول الديمقراطي. نحن ملتزمون ببناء دولة ديمقراطية تقوم على دستور دائم يضمن الحقوق المتساوية للجميع.
كيف ترى خطوات عبد الفتاح البرهان لتشكيل حكومة جديدة؟
البرهان يفتقر إلى الشرعية لتشكيل حكومة. محاولاته الحالية مجرد "مساحيق تجميلية" لن تحظى بأي اعتراف دولي. انقلابه على الوثيقة الدستورية وحكومة الثورة أفقده المصداقية.
ما رسالتكم للمجتمع الدولي في ظل هذه التطورات؟
ندعو المجتمع الدولي إلى تفهم حقيقة الوضع في السودان، والتعامل بجدية مع الأطراف التي تسعى للسلام، بدلاً من دعم أطراف تسهم في تأجيج الصراع. كما نؤكد التزامنا بحماية المدنيين والعمل على توفير الحقوق الأساسية لهم في المناطق التي نسيطر عليها.
هل يمكن للعقوبات أن تزيد من تعقيد الوضع الإنساني؟
بالتأكيد. العقوبات تمنح الجيش غطاءً لزيادة القصف الجوي على المدنيين، وقد شهدنا بالفعل مجازر جماعية مثل المقابر الجماعية شمال الخرطوم. القرار الأمريكي سيزيد من معاناة الشعب السوداني بدلاً من تخفيفها.
كيف تقيّم الوضع الميداني في ظل هذه التطورات؟
قوات الدعم السريع تحقق تقدماً كبيراً في الميدان، خصوصاً في الجزيرة والخرطوم. هذا يزيد الضغط على البرهان ويكشف عجزه عن تشكيل حكومة شرعية. نحن مستمرون في النضال لتحقيق أهدافنا الوطنية وتخفيف معاناة شعبنا.