مصر وقطر تبحثان الجهود المشتركة لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية

logo
العالم العربي

"مجلس الشورى".. ماذا نعرف عن مركز صناعة القرار في حزب الله؟

"مجلس الشورى".. ماذا نعرف عن مركز صناعة القرار في حزب الله؟
نصرالله وصفي الدين ونعيم قاسم المصدر: متداولة
09 أكتوبر 2024، 8:44 ص

يتكرر ذكر اسم "مجلس شورى" حزب الله منذ اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله في الـ27 من سبتمبر/ أيلول الماضي، فيما تتجه الأنظار إلى هذه "المؤسسة"التي تعتبر "مركز صناعة القرار" في المنظمة، لاختيار الأمين العام الجديد، منذ الأنباء عن اغتيال القيادي في حزب الله هاشم صفي الدين (وهو أحد أعضاء مجلس الشورى)، إذ كان المرشح الأوفر حظًّا لخلافة حسن نصر الله بمنصب الأمين العام لحزب الله.

والآن، بعد شغور منصب الأمين العام لحزب الله، تقع مهمة اختيار خليفة نصر الله على مجلس الشورى، والتي تجري وفقًا لآلية محددة، حسب مصدر متابع لملف حزب الله في لبنان.

وحاول نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، في إطلالته الثانية أمس، أن يعكس تخطي حزب الله لاغتيال قياداته وإنجاز ترتيبات قيادية ولو مؤقتة، بما يؤمن "القيادة والسيطرة وإدارة الحزب"، واعدًا بانتخاب الأمين العام "وفق الآليات التنظيمية. وسنعلن ذلك في حينه". 

ما الهيكل الداخلي لحزب الله؟

الهيكل الداخلي لحزب الله، وفقًا لمصدر متابع لمسيرة حزب الله منذ تأسيسه، مركزي للغاية وهرمي، حيث تسترشد قيادته في المقام الأول بمجلس الشورى. وعلى رأس مجلس الشورى يجلس الأمين العام. وحتى يوم الجمعة الـ27 من سبتمبر/ أيلول، كان حسن نصر الله يشغل هذا الدور.

وفقًا للنظام الداخلي للحزب، يجري اختيار الأمين العام الجديد بعد انتخابه من قبل أعضاء "مجلس الشورى" الذي يُعرف بأنه "مجلس شورى القرار".

ويقول المصدر إن مجلس الشورى هو الذي يتولى القيادة العليا للحزب، وعادة ما يتم انتخابه خلال مؤتمر مركزي، يتشكل من كوادر وقيادات حزب الله وكان- قبل فترة طويلة- يُعقد كل ثلاث سنوات.

في حين أن المؤتمر لم ينعقد منذ سنوات بسبب ظروف الحرب في كل من سوريا و لبنان، وبات نصر الله يشغل منصب الأمين العام للحزب بشكل تلقائي.

يوضح المصدر: يتبع مجلس الشورى خمس هيئات منفصلة؛ المجالس السياسية والبرلمانية والتنفيذية والقضائية والجهادية. وتبدو وظائف المجالس السياسية والبرلمانية واضحة إلى حد كبير في عنوانها، حيث يتمتع الأول بمسؤولية الحفاظ على الإستراتيجيات السياسية والتحالفات لحزب الله، في حين يوجه الأخير الأنشطة البرلمانية للمجموعة.

ويتولى المجلس التنفيذي مسؤولية الخدمات الاجتماعية والمالية للجماعة، فضلًا عن الحفاظ على تحالفها الحاسم مع إيران. وأخيرًا، يحكم مجلس القضاء في النزاعات الداخلية، مع ضمان احتفاظ الجماعة بمبادئها الدينية بينما يشرف مجلس الجهاد على الأنشطة العسكرية للجماعة.

أعضاء مجلس الشورى الأخير

حتى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ومن بعده نائبه هاشم صفي الدين ( إن تأكد)، كان يترأس المجالس الرئيسة في مجلس الشورى، كل من  الأمين العام حسن نصرالله وهو رئيس مجلس الشورى، ونعيم قاسم، وهو نائب الأمين العام للحزب، ومحمد يزبك، وهو رئيس المجلس القضائي، وإبراهيم أمين السيد، رئيس المجلس السياسي، وهاشم صفي الدين، وهو رئيس المجلس التنفيذي والذي كان المرشح الأول لخلافة نصر الله، وحسين خليل، وهو المساعد السياسي للأمين العام، ومحمد رعد، رئيس المجلس البرلماني ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة، وهو الجناح السياسي لحزب الله في مجلس النواب اللبناني. فيما تشير بعض المصادر إلى المستشار الإيراني محمد رضا زاهدي الذي اغتالته إسرائيل في هجومها على القنصلية الإيرانية في دمشق، باعتباره الإيراني الوحيد في مجلس شورى حزب الله.

ظروف وقرارات استثنائية

يقول المصدر المواكب لما يجري في البيت الداخلي لحزب الله، إن "الظروف الاستثنائية الراهنة تفرض على حزب الله تجاوز الآلية التنظيمية المتعارف عليها في انتخاب الأمين العام الجديد. وكان المرجح أن يصار إلى عقد اجتماع اسثنائي للهيئة المعنية بالانتخاب، ويضيف أنه "ليس معلومًا ما إذا كان اجتماعًا كهذا قد انعقد فعلًا وكان هدفًا للغارات الإسرائيلية، أم أن حزب الله يتريث في التسمية لأن أي شخصية يصار إلى تعيينها ستكون هدفًا لإسرائيل حكماً".

القيادة الجماعية قبل 1989

يجري الحديث حاليًّا عن أن الحزب يتجه إلى اعتماد قيادة جماعية للحزب بدلًا عن تسمية أمين عام جديد، نظرًا للظرف الاستثنائي القائم، ولتهديدات إسرائيل بتصفيته. وبغض النظر إن كان التوجه صحيحًا أو أنه محاولة لتشتيت العيون الإسرائيلية "المتربصة" بقادة الحزب، لم تكن "القيادة الجماعية" أمرًا جديدا على الجماعة.

يقول المصدر، إن القيادة كانت في حزب الله حتى عام 1989 جماعية، حتى تم اختيار صبحي الطفيلي بمنصب أمين عام الحزب وبقي في المنصب حتى عام 1991، وانتخب في أعقاب ذلك عباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل، بعدها اختير حسن نصر الله في المنصب حتى تم اغتياله من قبل إسرائيل أواخر الشهر الماضي.

يخلص المصدر إلى أن اختيار الأمين العام الجديد للحزب ليس قرارًا سهلًا لأنه يستوجب اختيار شخصية قيادية تمتلك حضورًا مميزًا، وخاصة في هذه المرحلة. ويرى أنه قد يجري اختيار أمين عام جديد للحزب في وقت قريب، غير أن الأمر سيتوقف على الوضع الداخلي لمجلس الشورى، ويقول "قد يجري اختيار شخصية جديدة من دون الإعلان عنها في الوقت الراهن خشية تعرضها للاستهداف من قبل إسرائيل".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC