عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
العالم العربي

هل بدأت إسرائيل بتطبيق "خطة الحسم" في غزة والضفة الغربية؟

هل بدأت إسرائيل بتطبيق "خطة الحسم" في غزة والضفة الغربية؟
مداهمة إسرائيلية لمخيم نور شمس في طولكرم المصدر: رويترز
30 أغسطس 2024، 12:24 م

تسعى "خطة الحسم" الإسرائيلية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وحسم قضايا الحل النهائي في الصراع العربي الإسرائيلي، وهي القدس والحدود وحق العودة والمياه وقضايا أخرى، وفق الوزير الأردني السابق وأستاذ العلوم السياسية الدكتور أمين المشاقبة الذي يؤكد أن إسرائيل بدأت بالفعل تطبيقها، ولا سيما مع الأوضاع الراهنة في غزة والضفة الغربية.

وعقب الانتخابات الإسرائيلية 2022، ومع صعود حزب "الصهيونية الدينية" لمفاصل الائتلاف الحاكم في إسرائيل، اعتمد المؤتمر العام للحزب، "خطة الحسم" التي طرحها زعيمه بتسلئيل سموتريتش، لحلّ الصراع مع الفلسطينيين، فيما يرى مراقبون وخبراء أن ما يحدث في غزة والضفة الغربية لا يخرج عن سياق هذه الخطة، وخطاب مُنشئها وزير المالية الحالي اليميني المتطرف سموتريتش.

"خطة خطيرة"

وأوضح الدكتور المشاقبة في حديث لـ"إرم نيوز" أن "خطة الحسم" دخلت مرحلة التطبيق بالفعل، مشددًا على أن "الخطة خطيرة ومرفوضة عربيًّا وفلسطينيًّا، خاصة بعدما تعلّم الفلسطينيون من خلال تجاربهم في التهجير القسري، التمسك والتشبث بالأرض والصمود".

وأشار إلى أن إسرائيل حملت منذ نشأتها أفكار "جابوتنسكي" التي تنادي بالعنف والقتل، مؤكدًا أنها تخوض الآن حرب إبادة جماعية، لإجبار الفلسطينيين على الهجرة وجعلهم غير قادرين على العيش، وألّا يتمتعوا بأي حقوق، من خلال القتل وتدمير البنية التحتية، وتقسيم مدن الضفة الغربية الرئيسة إلى كنتونات محاصرة ومعزولة.

يعد زئيف جابوتنسكي المولود في أوكرانيا 1880- 1940، أحد منظري الصهيونية الذين يؤمنون بإخضاع الفلسطينيين، من خلال إفقادهم الأمل.

ويرى الدكتور أشرف بدر في ورقة علمية نشرها بخصوص "خطة الحسم"، أن سموتريتش يسعى فيها "إلى العودة إلى جذور المخطط الصهيوني قبل انطلاق أوسلو، على أمل إنهاء الوجود الفلسطيني ككيان مستقل في أرض فلسطين، مؤكدًا أنها تشكل "إعادة إنتاج للخطاب الصهيوني المؤسس لدولة إسرائيل، مع إضافة للمرجعية التوراتية الخلاصية (المسيانية) لهذا الخطاب".

ويقول إن الأسس التي تقوم عليها "خطة الحسم"، "تتماهى مع ممارسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة التي قادتها أحزاب متنوعة من اليمين أو اليسار في "أرض إسرائيل الكاملة"، وتشجيع الاستيطان، واستخدام القوة والعنف، وإنكار وجود شعب فلسطيني، ورفض قيام أي كيان وطني فلسطيني، والتهجير. كلها سياسات ومبادئ مارستها الحكومات الإسرائيلية على مرّ السنين".

وبحسب الباحث، فإن الفرق بين الحكومات الإسرائيلية والتيار الديني القومي، ممثلًا بحزب الصهيونية الدينية، هو أنّ هذه الحكومات كانت تلجأ إلى تمرير سياساتها تحت مبررات "عقلانية" براغماتية مثل تحقيق الأمن، مشيرًا إلى أن سموتريتش يستند في "خطة الحسم" على رؤى توراتية و"عقائد" دينية، بحيث تخضع خطته للاعتبارات الأيديولوجية على حساب الذرائعية البراغماتية.

هل ينجح سموتريتش في إنفاذ خطته؟

ويعلّق المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي الفلسطيني عصمت منصور على الخطة والأوضاع الراهنة، بالقول: "لم تكن الظروف ملائمة لسموتريتش لتطبيق خطته، مثل ما نراه اليوم لتنفيذها، ولا سيما مع الحرب على غزة والصمت الدولي، والتواطؤ الإعلامي، وتنامي اليمين، والحالة الفلسطينية".

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز"، أن كل هذه العوامل جعلت تطبيق الخطة مدرجًا على جدول الأعمال، وهو أمر خطير، لأنها تنفي وجود الفلسطينيين، وإذا وجدوا سيكونون دون حقوق لا سياسية ولا اجتماعية ولا جماعية ولا أي نوع.

وأشار إلى أن سموتريتش من موقعه في حكومة اليمين الإسرائيلية كوزير للمالية، وموقع حزبه الذي يقود أيضًا وزارة الأمن القومي عبر الوزير إيتمار بن غفير ووزارة الاستيطان، يحاول تنفيذ الخطة، وجعلها أمرًا واقعًا.

وتعتمد "خطة الحسم" على عناصر أساسية هي التهجير، والاستيطان، والحفاظ على أرض إسرائيل كاملة.

التهجير

يناقش الدكتور بدر في ورقته، 3 احتمالات تحكم الخطة وهي: النجاح الكامل أو الفشل أو النجاح الجزئي، مشيرًا إلى أن سموتريتش بعد الفشل بالتهجير الطوعي أو الهادئ (إغراء الفلسطينيين بالهجرة)، لم يبقَ أمامه لإنجاز خطته سوى تنفيذ التهجير القسري. ويضيف بدر أنه لتحقيق هذا السيناريو لا بدّ من حدث كبير كحرب إقليمية.

أخبار ذات علاقة

مسؤول فلسطيني لـ"إرم نيوز": 3 أهداف للتصعيد الإسرائيلي في الضفة

 الاستيطان

فيما يتعلق بالاستيطان؛ تكمن مشكلة سموتريتش، بضعف دافعية الجيل الناشئ في إسرائيل نحو الاستيطان خارج منطقة المركز أي تل أبيب وضواحيها؛ "إذ إن نحو 50% من الإسرائيليين يسكنون بالمركز، ويتوزع الباقي على المدن الرئيسية".

وقد سعت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لتوفير حوافز أمام الجيل الناشئ بهدف الانتقال إلى الأطراف والضواحي، لكن معظم هذه الجهود لم تحقق غايتها، بحسب الورقة.

ويضيف الدكتور بدر: "على ذلك يمكن القياس بالنسبة إلى الاستيطان في مناطق الضفة الغربية، فعلى الرغم من الحوافز الاقتصادية للمستوطنين المتمثلة في تقديم تسهيلات مالية، ومساعدات لمن يرغب بالاستيطان في مناطق 1967".

ويشير إلى أن "الاستيطان في هذه المناطق أصبح شبه مقتصر على منتسبي التيار الديني القومي الذين يملكون الدافعية الأيديولوجية للاستيطان".

وبين "ما لم تحصل موجة هجرة يهودية جديدة من خارج فلسطين، من غير المتوقع أن يستطيع سموتريتش تنفيذ طموحه بـ(الحسم الاستيطاني)، وزيادة عدد المستوطنين في منطقة الضفة الغربية ليشكلوا أغلبية سكانية".

أخبار ذات علاقة

قلق بريطاني "بالغ" بشأن عملية إسرائيل في الضفة الغربية

 "أرض إسرائيل الكاملة"

ويتوقع الدكتور بدر أن ينجح سموتريتش في هدفه المتمثل بالحفاظ على "أرض إسرائيل الكاملة"؛ فالأحزاب الإسرائيلية، فيما عدا ميرتس، تدور حول برنامج اليمين بعدم جدوى المفاوضات مع الفلسطينيين، وأن التنازل عن أي جزء من الأرض سيضر بأمن "إسرائيل".

ونتيجة لوجود ما يشبه الإجماع بين الأحزاب الإسرائيلية على عدم الانسحاب من مناطق 1967، من المتوقع أن ينجح سموتريتش في مسعاه، بحسب بدر.

لكن الباحث يرجح أن يفشل سموتريتش في تنفيذ كامل خطته لاعتبارات ذاتية وموضوعية، وخاصة فيما يتعلق بالتهجير الطوعي، وما يسميه سموتريتش بـ"الحسم الأمني".

ويختم ورقته العلمية، بالقول إنه: "لا بدّ من إسناد العرب والمسلمين للفلسطينيين ماديًا ولوجستيا من أجل الصمود على أرضهم وإفشال مشروع سموتريتش للتهجير".

علاوة على ذلك، يقول "لا بدّ من فضح سموتريتش وما يمثله في إسرائيل أمام العالم والمجتمع الدولي، كونه يتنكر لوجود الشعب الفلسطيني وأبسط حقوقه التي ضمنتها الشرائع الدولية وهو حقّ تقرير المصير".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC