حزب الله يقول إنه قصف بالصواريخ تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في ثكنة "زرعيت"

logo
العالم العربي

سياسي سوري: إسرائيل "مشروع توسعي" يجر المنطقة كلها لحرب

سياسي سوري: إسرائيل "مشروع توسعي" يجر المنطقة كلها لحرب
طارق الأحمد
11 أكتوبر 2024، 6:37 ص

يقول السياسي السوري طارق الأحمد، عضو المكتب السياسي في "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، لـ"إرم نيوز"، إن "إستراتيجية دمشق تجاه إسرائيل واحدة، وهي أنها تنظر إلى إسرائيل كمشروع توسعي لن يتوقف عند فلسطين فقط، بل يمتد للعالم العربي ككل"، مؤكداً أن "إسرائيل تجرّ المنطقة كلها إلى حرب، وليست سوريا فقط".

ويوضح الأحمد، من دمشق، أنه "لا شك أن سوريا ولبنان وفلسطين منطقة واحدة، وهذا ليس من باب العقيدة فقط، بل من باب الإيمان والوقائع العلمية، لذا من الطبيعي أن تتأثر سوريا بامتدادات وتداعيات الحرب"، مشيراً إلى "الكل يترقب الضربة الإسرائيلية المفترضة وما يمكن أن تشكله في مسار الأحداث والميدان".

وهنا نصّ اللقاء مع السياسي طارق الأحمد:

طوال فترة حرب غزة، شهدنا تصعيداً عادياً بين تل أبيب ودمشق، كيف تفسر ازدياد وتيرة الأحداث بعد حرب لبنان؟

لم يكن التصعيد عادياً، بل أعتقد أن تل أبيب كانت تعتدي على دمشق حتى في السنوات الأولى من الحرب على سوريا، وهدأت في فترة كانت تل أبيب منشغلة وغارقة في حرب غزة..

لكن الآن الاعتداءات على دمشق سببها التفويض الكبير الذي حصلت عليه حكومة نتنياهو من الإدارة الأمريكية، وهذا بعد التصفيق الكبير لنتنياهو في الكونغرس، وضعف الإدارة الأمريكية غير المسبوق.

أخبار ذات علاقة

خبير: إسرائيل تخطط لجرّ سوريا إلى الحرب بعد غزة ولبنان

 

ما دلالات الضربات الإسرائيلية المكثفة على سوريا، مؤخراً؟

من الواضح أن إسرائيل متدخلة في الحرب السورية، وكذلك الأزمة السورية، منذ عام 2011، وهذا يحمل الكثير من الأدلة، حيث يدعم الكيان الصهيوني أكثر التنظيمات الإسلاموية والمسلحة والمصنفة على لائحة الإرهاب للأمم المتحدة، وهو "جبهة النصرة".. ونتنياهو سبق أن زار بنفسه جرحى تلك الجماعة في المستشفيات الإسرائيلية.

ومن الملاحظ أن الضربات الإسرائيلية زادت على سوريا بعد عام 2011، والتي كانت تتزامن، ولا تزال، مع فشل المهمات القتالية للتنظيمات الإرهابية في سوريا، التي حاولت الوصول إلى دمشق.

والآن، تهدف الضربات الإسرائيلية على سوريا إلى تحويلها لمجموعة من الدويلات الطائفية ليسود فيها المشروع الإسرائيلي، الذي تخطط من خلاله إسرائيل لتقسيم جميع الدول العربية، وتبقى هي دولة عظمى تقود هذه الدول.

لذا، تهدف إسرائيل لإضعاف سوريا، وكذلك أي دور يمكن أن يحمي سوريا، فتضرب سوريا في مختلف المناطق.

وإلى أين ستتجه الأمور عسكرياً وسياسياً؟

الاتجاه العسكري يتعلق بنوعية القتال، ولا يمكن الحسم، ولاسيما أن التوغل البري في لبنان أثبت عكس ما يقوله الجيش الإسرائيلي، الذي يحاول اجتثاث حزب الله والمقاومة.. وطالما أن المعتدي طرح مشروعه، فعيلنا أن نراقب كيف ستتطور الأمور..
 
فهل ينجز نتنياهو المهمة بسهولة؟ حتى الآن المؤشرات العلمية من الميدان تقول شيئاً مختلفاً، كما أن الاتجاه السياسي يلحق بالعسكري في نهاية المطاف.

لا يزال ميزان القوة بين إيران وإسرائيل غير محسوم، والكل يترقب الضربة الإسرائيلية "المفترضة" وما يمكن أن تشكله في مسار الأحداث والميدان.

إسرائيل تقول إن دمشق تضم مقرات ومساكن لقيادات الحرس الثوري الإيراني، وقيادات حزب الله.. كيف ترى الأمر؟

هذا ما يدحضه الواقع وحتى الاعترافات، لأن الكثير من الأهداف المعروفة كانت لمقرات للجيش السوري.

أخبار ذات علاقة

"مشروع دولة يهوذا".. هكذا تخطط إسرائيل لابتلاع غزة

  

لماذا لا ترد دمشق على غارات إسرائيل؟ هل هو احتفاظ بحق الرد أم ضبط نفس أم ماذا؟

"ضبط النفس" أو "الاحتفاظ بحق الرد"، كل هذه التعابير تعود لمسألة واحدة متمثلة بالأخطار الوجودية التي تهدد سوريا، حيث بدأ الأمر بالخطر الأكبر منذ عام 2011، الذي هدد بتقسيم البلاد، إنه خطر الإرهاب، حيث توجد مناطق محتلة في الشمال الشرقي والشمال الغربي، وجاء الخطر الأخير ليزيد أزمات على أزمات..

سوريا، ومن منطلق مسؤوليتها، توازن هذه الأخطار وتعي ذلك.. وضمن هذه النظرة، فإن الرصانة في الإجابة تقول إن سوريا لا شك لا تريد أن يُضرب ضيوفها، ولا دولة تقبل بهذا الأمر بأي شكل من الأشكال، لذا تحاول دفع الأمور الأكثر خطراً لتتفرغ لما هو أدنى من ذلك، رغم أنني لا أقلل أبداً من خطورة العدوان الإسرائيلي.

هل تجرّ إسرائيل سوريا للحرب؟

إسرائيل تجرّ المنطقة ودول العالم كلها إلى حرب.. وحتى حرب أوكرانيا تدخلت فيه، وهي تمارس العدوان على الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك القتل والإبادة والحرب على السلطة الفلسطينية التي وقفت حارساً لها، إلا أن ذلك لم يشفع لها.

العلاقة بين دمشق وطهران حزب الله.. كيف سيبدو شكلها في المرحلة المقبلة؟ وهل ستؤثر الضغوط عليها؟

هذه العلاقة حكمتها الظروف. ومن المعلوم أن دمشق كانت لديها علاقات مع جميع دول العالم، وحتى السفارة الأمريكية كانت عاملة وكذلك الأوروبية، فالميزان التجاري هو الأهم بين سوريا ودول العالم.

وعلاقة سوريا وإيران لم تكن قديمة، بل يمكن تشبيهها بعلاقة مُسعف بمريض، فطهران أسعفت سوريا في وقت الحاجة والأزمة، بغض النظر عن أي توجه آخر.

4d7eb304-511c-4c51-afb6-febb682a7e68

ما تداعيات حرب غزة ولبنان.. كيف ستؤثر على سوريا برأيك؟

تاريخياً، لا شك أن سوريا ولبنان وفلسطين منطقة واحدة، وهذا ليس من باب العقيدة فقط، بل من باب الإيمان والمعرفة العلمية والجيوسياسية..

ومن الطبيعي أن تتأثر سوريا من تداعيات المشروع الإسرائيلي والصهيوني، الذي يستهدف كل المنطقة والعالم، فإسرائيل المعتدية صاحبة اليد الطولى، والوقائع التي أمامنا بالغة الخطورة، كونها تستعمل كل أسلحة التصفية في وجه كل مَن يقف بوجه مشروعها أو يظهر رأياً مخالفاً لها.

ما الإستراتيجية التي ستتبعها دمشق مع إسرائيل في الفترة المقبلة؟

لدمشق إستراتيجية واحدة تجاه إسرائيل.. وحتى لو جنحت سوريا للسلام، حيث شاركت في أكثر من مؤتمر للسلام، إلا أنها مدركة أن إسرائيل مشروع توسعي لن يتوقف عند فلسطين فقط، بل يمتد للعالم العربي ككل..  

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC