"صحة غزة": نفاضل بين الجرحى لدخول العمليات وفقدنا العشرات جرّاء الانتظار‎

قال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الماضية 17 مجزرة في مناطق غزة كافة، الأمر الذي أسفر عن ارتقاء 214 شهيدا و300 جريح.

وأضاف القدرة، خلال المؤتمر الصحفي للوزارة الذي عُقد مساء الثلاثاء، أن "عددا كبيرا من الضحايا ما زال تحت الأنقاض وفي الطرقات، ما يرفع حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 19.667 شهيدا و52.586 إصابة، منذ السابع من أكتوبر الماضي".

وأردف أن "الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات إعدام وإبادة جماعية في شمال غزة، بعد أن قام بتصفية الخدمات الصحية فيها ودمر المستشفيات وأخرجها عن الخدمة؛ بهدف تشريد 800 ألف نسمة وحرمان آلاف الجرحى والحوامل والأطفال والمرضى المزمنين من الخدمات الصحية".

وأعرب عن استغرابه من "صمت العالم وهو يرى المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي أمام مرآى ومسمع الجميع، فضلًا عن إصرار الإدارة الأمريكية على استمرار الحرب وشرعنتها والمشاركة في قتل الأطفال والنساء والكوادر الطبية والصحفيين، الأمر الذي يعبر عن سقوط مجموعة القيم الأخلاقية والمبادئ الحقوقية التي يدعيها المجتمع الدولي".

وأوضح أن "مستشفيات جنوب غزة عاجزة تمامًا أمام الأعداد الهائلة من الإصابات وتفاضل بين الحالات لإنقاذ حياتها بما يتوفر من إمكانيات سريرية وطبية وبشرية محدودة، إذ إن مئات الإصابات تفترش الأرض وتنتظر أمام غرف العمليات في مستشفيات جنوب غزة، ما أدى إلى فقدان حياة العشرات منهم".

وأفاد القدرة بأن "الجيش الإسرائيلي يعتقل 10 كوادر صحية من مستشفى العودة، وبذلك يرتفع عدد الكوادر الصحية التي يعتقلها إلى 99 كادرًا صحيًا، على رأسهم مدراء مستشفيات شمال غزة محمد أبو سلمية وأحمد الكحلوت وأحمد مهنا، كما أدى استهداف المنظومة الصحية إلى مقتل 310 من الكوادر الصحية، وتدمير 102 سيارة إسعاف، بالإضافة إلى استهداف 140 مؤسسة صحية وإخراج 23 مستشفى و 53 مركزا صحيا عن الخدمة.

وبين أن "413 جريحا فقط منذ بدء الحرب على القطاع غادروا عبر معبر رفح البري، وهذا أقل من 1% من عدد الإصابات"، مشددًا على أن "أولوية الوزارة هي خروج 5000 جريح"، مشيرا إلى أن "استمرار نفاد مطاعيم الأطفال يزيد الوضع الصحي للمواليد صعوبة".

ولفت إلى أن "الطواقم الصحية رصدت 355 ألف إصابة بالأمراض الجلدية والمعدية"، مطالبا المؤسسات الأممية "بالعمل على توفير المياه والغذاء الكافي، والرعاية الصحية المناسبة في مراكز الإيواء لأكثر من 700 ألف طفل و50 ألف سيدة حامل و3500 مريض مزمن، منهم 1100 مريض غسيل كلى وآلاف الجرحى".

ودعا القدرة شركاء العمل الصحي إلى "إقامة نقاط طبية وعيادات متنقلة لتوفير الرعاية الصحية للنازحين في المناطق الغربية لخان يونس ورفح، وبالتدخل العاجل لتوفير الاحتياجات الدوائية والوقود لإعادة تشغيل مجمع الشفاء الطبي".