إعلام حوثي: الطيران الأمريكي يستهدف بغارتين شمال محافظة عمران

logo
العالم العربي

كيف منح "حزب الله" تبريراً لإسرائيل لشن هجوم على لبنان؟

كيف منح "حزب الله" تبريراً لإسرائيل لشن هجوم على لبنان؟
مركبات مدمرة في جنوب لبنان جراء القصف الإسرائيليالمصدر: (أ ف ب)
23 مارس 2025، 6:31 ص

قال خبراء مختصون بالشأن اللبناني إن ميليشيا "حزب الله" أعطت التبرير مسبقا لإسرائيل لشن اعتداءات على جنوب لبنان، سواء تلك التي جرت في الأيام السابقة، حيث خرقت تل أبيب اتفاق وقف إطلاق النار، أو الضربات التي وقعت في الساعات الأخيرة. وذلك حتى لو لم تكن الضربات الصاروخية على المستوطنات الإسرائيلية يوم السبت الماضي من جانب الميليشيا اللبنانية.

وأكدوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن تقديم حزب الله الذريعة لإسرائيل جاء نتيجة عدم التزام الميليشيا اللبنانية، على المستوى السياسي والعسكري، بالاتفاق مع مؤسسات الدولة في بيروت على عدم التواجد جنوب الليطاني، بحيث يكون جنوب لبنان خاليًا من أي وجود عسكري لها.

أخبار ذات علاقة

7 قتلى وعشرات الإصابات في الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان

كما أن توجيه ضربات إلى إسرائيل، التي تستغلها الأخيرة دون الكشف عن مصدرها، يحرج لبنان ويعيق قدرته على التعامل مع واشنطن للضغط على تل أبيب لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار، والتأكيد على ضرورة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي نهائيًا من الجنوب، طالما أن حزب الله، الذي تؤكد تل أبيب أنه يشكل تهديدًا لها، غير موجود عسكريا هناك.

وبدأ الجيش الإسرائيلي، ليل السبت الأحد، موجة ثانية من الغارات على جنوب لبنان ردًا على إطلاق صواريخ على إسرائيل صباح ذلك اليوم.

ووجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يسرائيل كاتس، الجيش لبدء هذه الموجة الثانية من الهجمات على أهداف تابعة لميليشيا حزب الله، وفقًا لبيان صادر عن مكتب كاتس مساء السبت.

وأضاف البيان أن هذه الهجمات تأتي ردًا على إطلاق الصواريخ من لبنان، واستكمالًا للموجة الأولى.

وكان "حزب الله" نفى أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل، وجدد التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وذلك في أول تعليق له على اتهامات تل أبيب له باستهداف مستوطنة "المطلة" في الجليل الأعلى.

يقول المتخصص في الشأن اللبناني، جمال ترو، إنه بالرغم من أن إسرائيل، التي تشن ضربات متكررة بذريعة القضاء على قيادات حزب الله أو استهداف مواقعه، كانت تنتظر أي حدث قادم من لبنان، فإن إطلاق الصواريخ الأخيرة من الجنوب يُعد "انتحارًا" للبنان، إذ قد يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة؛ ما يمنح إسرائيل المبررات لشن قصف شامل يدمر البنية التحتية اللبنانية.

وسخر ترو، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، قائلًا إن إطلاق الصواريخ من الجنوب بهذه الطريقة يجعل البعض يتساءل عما إذا كان من نفّذ ذلك يعمل لصالح تل أبيب، حتى لو كانت الصواريخ قد أُطلقت من داخل حزب الله، لأن هذا الفعل يورط لبنان في سيناريو خطير.

وتابع ترو أنه يجب التأكد مما إذا كان حزب الله هو من أطلق هذه الصواريخ، كما نفى مؤخرا، أو إذا كان هناك انفلات بين عناصره، أو إن كان ما حدث خارجا عن سيطرته بالكامل. وأضاف أنه إذا كان الحزب مسؤولًا عن الإطلاق، فإن ذلك يعكس عدم تقدير للمسؤولية في ظل هذه الظروف الصعبة، فضلًا عن سوء فهم لطبيعة العقلية الإسرائيلية، التي تستغل أي حادثة لتبرير التصعيد العسكري.

ويرى ترو أن هذه العملية ليست مجرد رد على الخروقات الإسرائيلية، بل تحمل في طياتها رسالة سياسية تتعلق بتصريحات رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، الذي قال إنه لا وجود لسلاح حزب الله، إذ يبدو أن الحزب أراد تأكيد أنه لا يزال حاضرا ومؤثرا.

65dd6a23-b68f-4fb4-9a79-af386744f514

من جانبه، يرى الباحث السياسي بيار منير أن حزب الله، من خلال الضربات التي انطلقت من مناطق خاضعة لسيطرته في الجنوب، حتى وإن أنكر مسؤوليته عنها، فقد مهد الطريق أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحصول على ذريعة لتضخيم المشهد، وادعاء أن حزب الله هو من يعتدي على إسرائيل، بينما كانت تل أبيب هي الجهة التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار.

وأشار منير إلى أن المجتمع الدولي لن يلتفت إلى تجاوزات إسرائيل بعد هذه الصواريخ، مما يمنح تل أبيب الغطاء اللازم لمواصلة اعتداءاتها على لبنان.

وأوضح منير، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن حزب الله أعطى التبرير مسبقًا لإسرائيل لشن اعتداءات على جنوب لبنان، سواء عبر انتهاك تل أبيب لاتفاق وقف إطلاق النار في الأيام السابقة، أو عبر الضربات التي حدثت مؤخرًا، حتى لو لم يكن الحزب هو من أطلق الصواريخ يوم السبت الماضي.

وأرجع منير ذلك إلى عدم التزام حزب الله بالخروج من جنوب الليطاني والتمسك بوجوده العسكري هناك، الأمر الذي أدى إلى استغلال إسرائيل لهذه الأحداث دون أن يتمكن لبنان من اتخاذ موقف قوي في التعامل مع واشنطن للضغط على تل أبيب من أجل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وإجبارها على الانسحاب نهائيا من الجنوب.

أخبار ذات علاقة

باريس تعلق على التصعيد العسكري جنوبي لبنان

وأضاف أن التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان كان متوقفا على تدبير أي سيناريو "مفتعل"، وهو ما فشلت تل أبيب في تحقيقه، بينما قدّم حزب الله لها المبرر بعدم تعاونه مع مؤسسات الدولة اللبنانية للخروج من الجنوب، وبدلًا من ذلك، فضل تنفيذ أجندة طهران، حتى لو لم يكن إطلاق الصواريخ صادرا منه مباشرة.

وأردف منير بأن ما يهم حزب الله هو التماشي مع الرسالة التي تسعى طهران إلى إرسالها إلى واشنطن وتل أبيب، وهي أن نفوذها لا يزال قائما، وأن أي محاولة لفرض شروط عليها "كما يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب" لن تكون مقبولة، مما يعني أن إسرائيل ستظل في مرمى أذرعها العسكرية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC