logo
العالم العربي

هل تنجح "رسالة الإخوان" بمنع البرهان من المشاركة في محادثات جنيف؟

هل تنجح "رسالة الإخوان" بمنع البرهان من المشاركة في محادثات جنيف؟
عبد الفتاح البرهانالمصدر: رويترز
01 أغسطس 2024، 6:24 م

ألقت حادثة محاولة الاغتيال التي تعرض لها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بظلالها على مستقبل محادثات جنيف المقبلة مع قوات الدعم السريع بشأن وقف الحرب في البلاد.

وقال محللون أن العملية رسالة تحذير من الإخوان للبرهان لمنع قبوله التفاوض والمشاركة في المحادثات المقررة يوم 14 من الشهر الجاري بسويسرا، مشيرين إلى أن قائد الجيش قد وضع بالفعل جملة اشتراطات بشأن قبول الدعوة، وذلك عقب نجاته من محاولة الاغتيال.

وكانت طائرة مسيرة مجهولة استهدفت يوم الأربعاء حفل تخريج ضباط عسكريين في منطقة جبيت العسكرية بشرق السودان، كان يشرفه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، حيث قتلت نحو 5 أشخاص بينما نجا البرهان.

وتقع منطقة جبيت في ولاية البحر الأحمر بشرق السودان على بعد حوالي 726 كيلومترًا عن العاصمة الخرطوم، بينما تبعد عن مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة بحوالي 100 كيلومتر.

رسالة

وأكد المحلل السياسي شوقي عبد العظيم، أن محاولة الاغتيال التي تعرض لها البرهان قد تؤثر على مستقبل التفاوض بشأن وقف الحرب، لجهة أنها قد تكون رسالة للبرهان بالتراجع عن قبول التفاوض مع قوات الدعم السريع.

وقال عبد العظيم لـ"إرم نيوز" إن عناصر نظام الرئيس السابق عمر البشير، ظلوا في كل مرة يتحدثون بلسان الجيش رافضين قبول التفاوض، مشيرًا إلى أن تهديداتهم بتعريض حياة البرهان للخطر قد أصبحت حقيقة.

وأوضح أن المسيرة التي استهدفت البرهان انطلقت من داخل مناطق سيطرة الجيش السوداني نفسه، لأنها لا يمكن أن تقطع مسافات بعيدة من مناطق سيطرة قوات الدعم السريع لتصل إلى الهدف.

 وأشار إلى أن "الدعم السريع" نفسها أعلنت عدم مسؤوليتها عن الحادثة.

وتقع منطقة جبيت العسكرية في ولاية البحر الأحمر بشرق السودان على بعد حوالي 726 كيلومترًا عن العاصمة الخرطوم، بينما تبعد عن مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة بحوالي 100 كيلومتر.

وأضاف أنه "حتى ولو لم نصدق قوات الدعم السريع، فالشواهد كلها تقول إن المسيرة انطلقت من داخل حدود سيطرة الجيش، وهي رسالة مباشرة بتهديد حياة البرهان شخصيًا حال ذهب إلى المفاوضات في جنيف".

وأشار إلى أن "ذهاب الجيش إلى المفاوضات مع قوات الدعم السريع يعني فشل كل خطة الحرب السياسية التي روج لها النظام البائد"، وأن "كل الاتهامات التي وجهوها إلى القوى المدنية والسياسية ستذهب أدراج الرياح".

وأضاف أن "عناصر النظام السابق حريصون على ألا يذهب البرهان إلى المفاوضات إلا في ظل سقوفات محددة وتحولات جديدة تضمن سيطرتهم على المشهد".

ومع ذلك يؤكد عبد العظيم أن "ذهاب البرهان من عدمه إلى جنيف أمر غير مقطوع به حتى الآن، لكن المؤكد أن قائد الجيش لم يرفض صراحة الذهاب إلى جنيف، وإنما وضع شروطًا ومطالب هي بمثابة عراقيل أمام دعوة التفاوض، منها خروج قوات الدعم السريع من المدن وإشراك أطراف أخرى إلى جانب الجيش في المفاوضات".

وأضاف أن "البرهان الآن يرفع سقف التفاوض لكنه لم يرفض الذهاب إلى جنيف، ويردد خطابًا متطابقًا مع ما أعلنته وزارة الخارجية من شروط لقبول المفاوضات، وهي شروط بمثابة العراقيل، ومع ذلك من الصعوبة بمكان أن يرفض البرهان الذهاب إلى جنيف؛ لأن المحادثات المقبلة مراقبة من كل العالم، وتم التحضير لها جيدًا، ولا يستطيع البرهان أن يضع نفسه في مواجهة العالم".

ولا يزال الجدل متواصلًا في السودان حول محاولة الاغتيال التي تعرض لها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في وقت أشارت فيه أصابع الاتهام إلى تورط "جماعة الإسلاميين" من عناصر نظام الرئيس السابق عمر البشير، في الحادثة لقطع الطريق أمام تلبية دعوة التفاوض مع قوات الدعم السريع في جنيف.

خلافات

ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبو عبيدة برغوث، إن الأمر لا يتوقف على محادثات جنيف وحدها وإنما ملف السلام برمته تحتدم حوله الخلافات بين الجيش وحلفائه المتعددين.

وأشار إلى أن كل مجموعة من الأجنحة المتصارعة تعمل باتجاه مختلف عن الأخرى مما قد يقود بعضها إلى القيام بمثل محاولة الاغتيال التي تعرض لها البرهان.

وأكد برغوث لـ"إرم نيوز" أن ما تعرض له البرهان يأتي في سياق هذه الصراع الذي يحتدم داخل معسكر الجيش حيال قضية الحرب والسلام، مستبعدًا وقوف قوات الدعم السريع وراء الحادثة لبعد مواقع سيطرتها فضلًا عن تحصين منطقة جبيت العسكرية.

وأضاف أن "منطقة جبيت حصينة يصعب اختراقها فكيف لقوات الدعم السريع أن تصل لهذه المنطقة عبر مسيرات تقطع مئات الأميال، كما أن المسيرة التي سقطت في مكان التخريج كان صوتها مسموعًا وواضحًا، دون أن تتصدى لها دفاعات الجيش".

وأشار إلى أن ملف المفاوضات كله عليه خلافات، وأن الطرف الداعم للحرب ظل يرفض ذهاب الجيش لأي مفاوضات؛ لأنه يريد أن يعود للسلطة أو استمرار الحرب بعدما تيقن أن المفاوضات تقطع أمله في العودة، وفق قوله.

ونوه بأن "الشروط التي بدأت تلوح بها مجموعات معسكر الجيش من شاكلة إشراك الحركات المسلحة والمقاومة الشعبية وغيرها من الميليشيات، في المحادثات المقبلة، هي مجرد عراقيل أمام انطلاقة المفاوضات في جنيف".

ومنذ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن دعوتها لطرفي الحرب بالسودان إلى محادثات وقف إطلاق نار في جنيف محدد لها 14 من الشهر الجاري، بدأ أنصار نظام الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، في الترويج لرفض الدعوة وسط مطالبات بإشراك أطراف أخرى من حلفاء الجيش السوداني في المحادثات.

وأعلنت وزارة الخارجية السودانية التي تتهم بأنها تحت سيطرة منسوبي النظام السابق، في بيان، استنكارها تقديم الدعوة للجيش السوداني، وليس للحكومة السودانية.

وفي أول خطاب له عقب نجاته من محاولة الاغتيال وضع البرهان شروطًا جديدة للمشاركة في المفاوضات المتوقعة، قائلًا "سمعنا أن هناك مفاوضات، نرحب بها، لكن الجهة التي يجب أن تتم دعوتها هي الحكومة وليس الجيش وحده، فالمواطنون والحركات الموقعة على اتفاق جوبا تقاتل معه، مع أخذ رأي الجيش ومشاورته".

أخبار ذات علاقة

نجاة قائد الجيش السوداني من محاولة اغتيال شرقي البلاد

 من جهته يستبعد المحلل السياسي، علي الدالي، أن تؤثر حادثة اغتيال البرهان على عملية المحادثات المقبلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جنيف.

وقال الدالي لـ"إرم نيوز" إن الحادثة لن تؤثر على محادثات جنيف، لكنها بالتأكيد ستكون فرصة للجيش للتمسك بشروطه التي أعلنها في وقت سابق، كما يجعلها مبررًا لوضع شروط جديدة قد تكون بمثابة عراقيل.

وأضاف أن "الجيش بعد حادثة محاولة اغتيال البرهان سيتشدد أكثر من شروطه، ويرفع من سقوفات التفاوض، لدرجة ربما تعرقل المحادثات لبعض الوقت من خلال التأجيل، لكن دون نسفها".

واستطرد بالقول: "ربما يذهب بوفد يلتقي قوات الدعم السريع، وقد تبدأ بجو مشحون بالتوتر، أو عبر تفاوض غير مباشر بين الطرفين، لكن قطعًا لن تؤثر على المفاوضات ولا أعتقد أن الجيش سيرفض الذهاب".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC