logo
العالم العربي

قيادات عسكرية إسرائيلية تدفع باتجاه شن حرب استباقية على "حزب الله"

قيادات عسكرية إسرائيلية تدفع باتجاه شن حرب استباقية على "حزب الله"
الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية المصدر: رويترز
11 أغسطس 2024، 9:08 ص

كشفت قناة عبرية النقاب عن محاولات تباشرها قيادات عسكرية إسرائيلية، لدفع المستوى السياسي لاتخاذ قرار بشن عمليات استباقية ضد ميليشيا حزب الله، وعدم انتظار ردها على الاغتيالات الأخيرة.

وقالت قناة "الأخبار 12" أمس السبت، إن فريقًا داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يتبنى فكرة مبادرة إسرائيل بعمليات عسكرية قوية في لبنان، "حتى ولو كان الثمن الذي سينجم عنها المزيد من التصعيد".

لا حرب ولا هدوء

وأشارت إلى أنه في ظل الاستعدادات الإسرائيلية لرد ميليشيا حزب الله على اغتيال رئيس أركانه، فؤاد شكر، بضاحية بيروت الجنوبية، أواخر الشهر الماضي، فإن تلك الاستعدادات أفرزت فريقًا من قيادات المؤسسة العسكرية يدعم فكرة "إرخاء الحبل"، أي إزالة القيود التي يضعها المستوى السياسي على العملية الاستباقية.

وتجدر الإشارة إلى أن حالة التأهب التي يعيش الإسرائيليون على وقعها منذ إعلان اغتيال شكر، والذي اتبعه اغتيالات أخرى بحق قيادات ميدانية، منها قيادي "قوات الرضوان" جمال الدين جواد، تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر كبيرة، وتزيد الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية، للحد الذي دفع الأمين العام لميليشيا حزب الله، حسن نصر الله للحديث عن كون "الانتظار جزءاً من العقاب".

وكانت ميليشيا حزب الله قد أعلن، السبت، أنه استهدف 8 مواقع إسرائيلية بالمسيرات الانتحارية، من بينها قواعد عسكرية، عقب غارة إسرائيلية على بلدة "مجدل سلم" جنوبي لبنان.

أخبار ذات علاقة

"هجوم غير مسبوق".. حزب الله يطلق عشرات المسيرات نحو إسرائيل

 

ومن ثم يمكن وصف الفترة الحالية بأنها فترة "اللا حرب واللا هدوء"، ويبقى مفهوم "الانتظار" متعلقا بعدم تطور العمليات العسكرية المتبادلة لتصل إلى نموذج أشبه بحرب لبنان الثانية لعام 2006.

أسانيد "الضربة الوقائية"

وخلال الأيام الأخيرة حدّدت العديد من التقارير الإسرائيلية أهدافًا محتملة سوف تستهدفها ميليشيا حزب الله لو قررت الانتقام لاغتيال شكر، وطُرحت نظريات منها الهجوم البري وكذلك عبر البحر، ومن ثم سيكون الرد الإسرائيلي على تلك العمليات واسعاً، وهو ما يقود إلى احتمالية "الحرب الشاملة".

تلك هي القاعدة التي يستند إليها قادة عسكريون في إسرائيل، يرون أنه طالما ستقود غالبية السيناريوهات إلى حرب واسعة النطاق، فإنه من الأجدر بدء هجمات إسرائيلية عنيفة على جنوب لبنان وضد أهداف إستراتيجية لميليشيا حزب الله من شأنها أن تقوض قدرات الميليشيا اللبنانية على توجيه رد قوي.

وأوضحت القناة بشكل غير مباشر سبب آخر يقف وراء رغبة فريق بالمؤسسة العسكرية في بدء الهجوم، وهو أن الجيش الإسرائيلي استكمل جميع الاستعدادات الممكنة لتلقي هجوم من ميليشيا حزب الله، كما أعد قائمة بسلسلة من العمليات داخل لبنان، والتي تنتظر فقط صدور القرار السياسي.

ووفق "الأخبار 12" قالت مصادر عسكرية ذات صلة، إنه "على المستوى السياسي إرخاء الحبل وتمكين الجيش من شن عمليات قوية ضد حزب الله، حتى ولو كان الثمن المزيد من التصعيد"، أي عمليًا الحرب الشاملة.

اعتبارات الحكومة

من جانب آخر، يبدو وأن عدم رغبة المستوى السياسي الإسرائيلي في إصدار مثل هذا القرار يرتبط باعتبارات عديدة، منها التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن ثم وضعت حكومة إسرائيل الاعتبارات الأمريكية بالحسبان، حيث أفادت القناة أنه "على الرغم من التوتر، إلا أن هناك جهوداً سياسية أمريكية كبيرة تبذل من وراء الكواليس من أجل كبح جماح حزب الله وكذلك إيران".

ومن بين الاعتبارات الأمريكية التي تحول دون صدور قرار بهجوم وقائي على ميليشيا حزب الله أن هناك آمالاً لدى البيت الأبيض في إمكانية الوصول إلى صفقة أسرى في غزة، بموجبها تتوقف الحرب، وفق ما أشارت إليه القناة العبرية.

وفي وقت سابق، أفادت تقارير عديدة أن هناك محاولات دولية وإقليمية تجري على قدم وساق لحث ميليشيا حزب الله على تخفيف حدة التصعيد، وخفض قوة الرد المحتمل على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر.

وتحدثت القناة عن دعوات لتأجيل الرد إلى ما بعد منتصف الشهر الجاري، عقب استئناف مفاوضات الأسرى، كي لا يبدو ميليشيا حزب الله، أنه من نسف تلك المفاوضات، فيما أشارت القناة إلى أن "حزب الله" لم يرد على تلك الدعوات بالسلب أو بالإيجاب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC