الخارجية الإيرانية: طهران تنوي تقييم نوايا الطرف الآخر في اجتماع السبت
أثارت أحكام أصدرها القضاء التونسي بإعدام 8 مُدانين في اغتيال الناشط السياسي محمد البراهمي العام 2013، تساؤلات حول ما إذا كان القضاء قد اقترب من حسم الملف.
وخلال السنوات الماضية، لم يتوقف ملف الاغتيالات في تونس عن إثارة الجدل والسجالات السياسية في البلاد.
وواجه المُدانون الثمانية تهماً تتعلق بـ"جريمة الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة، وحمل السكان على قتل بعضهم بعضًا بالسلاح، وإثارة الهرج والقتل على التراب التونسي".
فيما تم الحكم على متهم تاسع وهو في حالة فرار، بالسجن لمدة 5 سنوات وفقًا لما ذكرته مصادر قضائية في تونس.
وشهدت تونس، بعد 2011، اغتيالين سياسيين، إذ قُتل الناشط السياسي اليساري شكري بلعيد، في السادس من فبراير/شباط 2013، قبل أن يقع قتل الناشط السياسي والنائب في المجلس الوطني التأسيسي، آنذاك، محمد البراهمي، في 25 يوليو/تموز من العام ذاته.
وقال الناشط في حزب التيار الشعبي التونسي محسن النابتي، تعليقًا على هذا التطور إن "ما حدث الأربعاء هو خطوة إيجابية في طريق حسم ملف الاغتيالات السياسية".
وأضاف النابتي لـ"إرم نيوز"، أن "الأحكام صدرت بحق مجموعة تنفيذ الاغتيال والملف كما يعرف كثيرون من 2013 تم تفكيكه إلى أكثر من ملف، هناك مجموعة التنفيذ ومجموعة من الأمنيين أخفوا وثيقة للمخابرات الأمريكية تحذّر من حدوث اغتيال سياسي في تونس وهناك مجموعة تخص الجهاز السري الذي تتهم فيه حركة النهضة".
وتابع: "نعتبر أن هذه الخطوة إيجابية في انتظار استكمال بقية الملفات وهي الأكثر تعقيدًا باعتبار أنها ستحمل المسؤولية للجهات السياسية التي كانت تحكم في البلاد في تلك الفترة، لأنه عندما نتحدث عن تورط أمنيين فنحن نتحدث عن جريمة دولة حصلت".
ورأى النابتي أن "هذا فصل من مسار كامل وطويل نتمنى أن يتم الحسم فيه في أقرب وقت مُمكن، وأن تُطوى هذه الصفحة نهائيًا، ويأخذ كل ذي حق حقه، نحن لا نطلب أحكامًا للتشفي أو الانتقام بل نريد الحقيقة فقط".
وتأتي أحكام قضية البراهمي بعد أن أصدر القضاء التونسي، في مارس/آذار الماضي، أحكامًا بإعدام 4 مُدانين في قضية اغتيال بلعيد وهي أول أحكام تصدر في هذه الملفات.
وقال المحلل السياسي التونسي محمد صالح العبيدي إن "هذه الأحكام المتتالية تعد خطوة حاسمة بشكل كبير، إذ ستنهي السجالات القائمة بشأن من يقف خلف هذه الاغتيالات التي هزت البلاد، وزرعت الفرقة بشكل كبير".
وأضاف العبيدي لـ"إرم نيوز"، أنه "من المفترض، الآن، أن يتم الكشف عن الجهات السياسية المحرضة والمورطة في الاغتيالات السياسية التي شكلت نقطة تحول في تاريخ تونس والتجربة السياسية التي عرفتها بعد 2011".
