"تبون ينير بيروت".. دعاية جزائرية مفبركة و"فيسبوك" تتدخل

تداول ناشطون جزائريون على مواقع التواصل، مقطع فيديو اُلْتُقِط بوساطة طائرة مسيرة لبيروت ليلا، يظهر العاصمة اللبنانية وهي منارة بأضواء شوارعها ومبانيها، وسط تعليق على المقطع يختزل المشهد "تبون ينير بيروت".

وقال الناشطون إن التيار الكهربائي عاد إلى لبنان بعد قرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تزويد لبنان بالوقود اللازم لإعادة محطات توليد الوقود فيه إلى العمل، بعد انقطاع الكهرباء عن جميع أنحاء البلاد، بسبب نفاد مخزون الوقود يوم 17 أغسطس الماضي.

وبالعودة إلى حقيقة الفيديو المتداول، تبين بأنه يعود إلى تاريخ قديم قبل الأزمات المتلاحقة التي اجتاحت لبنان مؤخرا، وتسببت بانقطاعات متتالية للتيار الكهربائي، ما جعل أغلب السكان والمنشآت تعتمد على المولدات لتأمين الكهرباء.

 

وما يؤكد أن الفيديو "مفبرك" تصريح أدلى به صاحبه لفرانس برس وهو المصور اللبناني ماهر بركة، مؤكدا أنه نشره في مارس الماضي قائلا "لقد صوّرت الفيديو عن طريق طائرة مسيّرة فوق العاصمة بيروت، وكانت مضاءة آنذاك تماما كما تظهر في الفيديو".

وأضاف "كانت العاصمة في السابق مضاءة أكثر بكثير" ولكنّ اليوم مع الأزمات المتتالية لم تعد كما في السابق.
من جهتها، عمدت منصة "فيسبوك" على حذف الفيديو المتداول، وكتبت تعليقا على سبب الحذف "يقول مدققو الحقائق المستقلون إن هذه المعلومات ليس لها أي أساس في الواقع".

يأتي ذلك بالتزامن مع حقيقة أن الباخرة "عين آكر"  التابعة لشركة سوناطراك الجزائرية، التي تحمل أولى دفعات الوقود إلى لبنان، أبحرت الخميس ولم تصل بعد إلى لبنان حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

وتحمل "عين آكر" 30 ألف طن من الوقود، في الوقت الذي لم تفصح فيه الجزائر عن حجم الكميات التي تنوي تزويد لبنان بها.
وانطلقت الثلاثاء عملية تحميل الفيول على متن الناقلة التابعة للمجموعة العامة للنفط والغاز "سوناطراك" بميناء سكيكدة على بعد أكثر من 400 كلم شرقي الجزائر العاصمة، وتواصلت العملية لمدة 18 ساعة، وفق ما صرح المسؤول في "سوناطراك" حسين بلعابد لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

 

وأوضح بلعابد أنه كان من الضروري الانتظار ساعات بعد الانتهاء من التحميل لإتمام الإجراءات الفنية التجارية وإجراءات السلامة، قبل أن تتمكن السفينة من الإبحار نحو وجهتها.

ومنذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان في العام 1990، لم تتمكّن الحكومات المتعاقبة من إيجاد جلّ جذري للكهرباء، بسبب الفساد وتهالك البنى التحتية والأزمات السياسية المتتالية. 

وتشير القراءات إلى أن تزويد محطات التوليد بالوقود لن يكون حلا مثاليا للمشكلة، إذ يتوقع رغم ذلك استمرار انقطاعات الكهرباء يوميا ولمدد طويلة في أغلب المناطق اللبنانية لا سيما بيروت.