ترامب: الرسوم الجمركية المتبادلة ستطبق في 2 أبريل المقبل ولا نعتزم إصدار إعفاءات

logo
العالم العربي

صراع نفوذ ومصالح.. هل انتهت فترة "خفض التصعيد" في سوريا؟

صراع نفوذ ومصالح.. هل انتهت فترة "خفض التصعيد" في سوريا؟
مقاتلون من فصائل مسلحة مع مروحية عسكرية في مدينة حلبالمصدر: أ ف ب
05 ديسمبر 2024، 5:36 ص

رجّح خبراء في العلاقات الدولية، صعوبة نجاح التنسيق الجاري حاليًّا بين روسيا وتركيا وإيران حول إمكانية نزع فتيل الأزمة السورية وإعادة الوضع إلى طبيعته قبل سقوط "حلب" في يد الفصائل المسلحة.

واستبعد الخبراء تفعيل "خفض التصعيد" في المناطق الأربع المتعلقة باتفاق أستانا، المزمع بحثه مجددًا في العاصمة القطرية الدوحة في الـ7 والـ8 من ديسمبر الجاري.

وأرجع الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، صعوبة التوصل إلى ترتيب يُحقق تهدئة في الشمال السوري إلى عدة عوامل، من بينها أن الدول الثلاث تُحرّكها أهداف تتراوح بين تثبيت النفوذ وتحقيق المصالح على الأرض السورية؛ ما يخلق تباينات تُعيق التوصل إلى تنسيق يساعد على نزع فتيل الأزمة، فضلًا عن رفض الفصائل المسلحة التراجع عما حققته في حلب وإدلب، في ظل الإمكانيات التسليحية والآليات العسكرية الحديثة التي تتحرك بها.

أخبار ذات علاقة

بعثت بمستشارين عسكريين .. إيران تحشد "قوات ومعدات" على جبهات حماة وحلب

  خفض التصعيد

وتُجرى اتصالات دولية وإقليمية لإحياء المسار التفاوضي والتوصل إلى حل سلمي يُجنّب سوريا مزيدًا من التصعيد، وسط تواصل بين بضع عواصم ومسؤولين.

وقد تجلّى ذلك في زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مؤخرًا إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث التقى نظيره التركي هاكان فيدان، وترددت تصريحات حول احتمالية عقد اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع المقبل، يضم قطر وإيران وتركيا وروسيا لبحث الوضع في سوريا في إطار اتفاق أستانا.

4e3e2922-d745-48fc-85bf-d2859ce3576a

ويرى الكاتب والباحث مصعب السعود، أن التنسيق بين روسيا وتركيا وإيران منذ اتفاق أستانا وما تضمنه بشأن مناطق خفض التصعيد الأربع لم يكن ناجحًا، وأرجع ذلك إلى ما وصفه باختراق الجانب الروسي آليات التنسيق عبر القصف المستمر للمدنيين في الشمال الغربي.

وأشار في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى أن تحقيق حالة من الاستقرار مرهون بالتطورات الميدانية على الأرض، خاصة مع الاجتماع المنتظر في قطر يومي الـ7 والـ8 من ديسمبر. وأكد أن أي اتفاق مقبل أو تغييرات ميدانية لن تعني بالضرورة انسحاب المعارضة.

ولفت السعود إلى أن هناك مسارين يتحركان بالتوازي بالنسبة للفصائل: الأول يتمثل في إعادة الخدمات الكاملة للمناطق المحررة وتثبيت المدنيين المعارضين للنظام، أما الثاني فهو استمرار القتال العسكري.

وأشار إلى أن الفصائل تُوجّه رسائل إلى المناطق التي تدخلها مفادها أن من التزم بيته فهو آمن، ومن سلّم سلاحه كذلك، بينما من أراد الانشقاق سيُسهّل له ذلك، في تأكيد على رفضها العودة إلى الوراء، وفق تعبيره.

وأكد السعود أن الفصائل المسلحة اتخذت قرارًا بعدم التراجع عن مكاسبها، في ظل وجود دول داعمة، لكنها لا تفرض رأيها بشكل مطلق على الفصائل، مشيرًا إلى أن  تركيا وغيرها قد تطلب مواقف معينة، إلا أن تقدم الفصائل وانتصاراتها يجعل من المستحيل التراجع عنها، بحسب قراءته.

أخبار ذات علاقة

إيران: نسعى للوساطة بين سوريا وتركيا منذ سنوات

 مصالح توسعية 

ومن جانبه، يستبعد الخبير في العلاقات الدولية، علي الزين، نجاح التنسيق بين روسيا وإيران وتركيا لنزع فتيل الأزمة.

وأوضح الزين أن هذه الأطراف تتحرك بدوافع تثبيت النفوذ وتحقيق مصالح توسعية في سوريا باستخدام ميليشياتها، أو من خلال وجودها العسكري واللوجستي.

وأشار الزين في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى أن مصطلح "مناطق خفض التصعيد" لم يكن سوى أداة مراوغة لتحقيق مصالح مؤقتة، وانتهت صلاحية هذا المصطلح في ظل التطورات الأخيرة في الشمال السوري.

وأكد أن إعادة صياغته لن تكون سوى مساومة لتحقيق مصالح مرتبطة بتغيرات إقليمية ودولية.

وأوضح الزين أن الضامنين والفاعلين في اتفاق أستانا لم يلتزموا به، مشيرًا إلى أن الاتفاق كان مليئًا بالمراوغات، مؤكدًا أن بعض الأطراف سعت إلى تقسيم سوريا إلى فيدراليات أو تحويلها إلى أوراق ضغط لخدمة أهدافها.

وأضاف أن روسيا لن تنخرط في تنسيق مع أطراف تريد تحويل سوريا إلى نقطة ضغط تؤثر في الحرب في أوكرانيا، خاصة مع تصاعد دور "كييف" مدعومًا من "الناتو" وفق قوله.

وتابع أن التنسيق الإيراني قد يهدف إلى تحسين تحركات الميليشيات وضبط خطوط الإمداد، لكنه سيُقابَل بشكوك من روسيا وتركيا، معتبرًا أن أي تحرك إيراني سيكون جزءًا من إستراتيجية التفاف تهدف إلى استغلال التباينات الحالية مع أطراف أخرى.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات