أكسيوس: عرض ترامب النهائي للسلام يتطلب من أوكرانيا "قبول الاحتلال الروسي"

logo
العالم العربي

خبراء: البرهان "يستقوي" بالحركة الإسلامية للبقاء في السلطة

خبراء: البرهان "يستقوي" بالحركة الإسلامية للبقاء في السلطة
الفريق عبد الفتاح البرهانالمصدر: (أ ف ب)
28 يناير 2025، 4:30 م

حذّر خبراء من أن طموح قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، في حكم السودان والانفراد بالسلطة قد يؤدي إلى تقسيم البلاد.

وأكد الخبراء في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن رغبة البرهان في البقاء في السلطة جعلته "يستقوي" بالحركة الإسلامية المتنفذة في أجهزة الدولة المدنية والعسكرية، ويتبنى مشروعها السياسي من خلال الحرب المستمرة مع قوات الدعم السريع.

أخبار ذات علاقة

السودان.. غضب شعبي إثر استهزاء ميليشيا مسلحة بـ"الثورة"

وقال المحلل السياسي داؤود خاطر إن البرهان، منذ ظهوره في المشهد عقب سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، ظل يعادي التحول الديمقراطي في البلاد، لأنه "شخصية دكتاتورية تريد الانفراد بالسلطة وفرض نفسها حاكمًا على البلاد"، على حد تعبيره.

وأوضح خاطر لـ"إرم نيوز" أن البرهان يستقوي مؤقتًا بالحركة الإسلامية، مشيرًا إلى أن هذا التحالف غير مرجح أن يستمر طويلًا، في ظل تربص كل طرف بالآخر.

وأضاف: "إذا سنحت الفرصة للبرهان في أي لحظة، فإنه قد يضحي بالحركة الإسلامية، كما أن الأخيرة قد تفعل الشيء نفسه إذا شعرت أن البرهان لا ينفذ تعليماتها وأجندتها السياسية".

وأشار خاطر إلى أنه حتى إذا توقفت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، فمن المتوقع أن تندلع حرب أخرى بين البرهان والحركة الإسلامية وميليشياتها، التي تقاتل حاليًا مع الجيش.

وتابع: "هذا التحالف لن يستمر ولن يضمن للبرهان البقاء في السلطة، لأن الحركة الإسلامية تقاتل اليوم من أجل الحكم، وليس من أجل البرهان، وربما تضحي به في أي لحظة، كما فعلت مع المخلوع عمر البشير من قبل".

وبيّن أن "الحركة الإسلامية السودانية لديها تجارب سابقة في الوصول إلى السلطة عبر دعم العسكر، وهي تدرك أن العسكريين إذا تُركوا، سيضحون بها في مرحلة ما"، مشيرًا إلى أنها ستسعى للتخلص من البرهان فور انتهاء المصلحة المؤقتة معه.

من جهته، أوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أبوعبيدة برغوث أن البرهان امتداد لنظام الرئيس السابق عمر البشير، الذي رفض التداول السلمي للسلطة على مدى 30 عامًا حتى أُسقط بعد خروج الشعب ضده.

وقال برغوث لـ"إرم نيوز" إن البرهان جزء من الحركة الإسلامية وينفذ سياساتها، التي ترفض التحول المدني الديمقراطي والانتقال السلس للسلطة.

وأضاف: "البرهان لن يتخلى عن هذا النهج، لأن أي تحول ديمقراطي يفقده كرسيه، الذي يتمسك به، وأشعل لأجله الحرب التي اقتربت من دخول عامها الثالث".

وأوضح برغوث أن الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع امتداد لحروب سابقة أشعلتها الحركة الإسلامية ضد الأقاليم التي طالبت بالتداول السلمي للسلطة، مؤكدًا أن الانتقال السلس للسلطة وحده يمكن أن يجنب السودان ويلات الحروب.

وأشار إلى أنه "في ظل السياسات التي يقودها البرهان والحركة الإسلامية، ستستمر الحروب في السودان، لأن هناك حالة وعي شعبي شاملة ضد سياسات الدكتاتورية واحتكار السلطة"، وفق قوله.

وبين أن السودانيين يتطلعون إلى تحول مدني ديمقراطي يعتمد مبدأ التداول السلمي للسلطة.

وأكد برغوث أن الجميع يطالب اليوم بدولة ديمقراطية تسود فيها العدالة والمساواة، وتنزع السلطة من الفئة التي احتكرتها لسنوات، والمتمثلة اليوم في البرهان والحركة الإسلامية.

شغف السلطة

بدوره، رأى المحلل السياسي عمر محمد النور أن "شغف البرهان بالسلطة يجعله يتحالف مع أي جهة يعتقد أنها ستساعده في تحقيق حلمه بالبقاء في كرسي الحكم".

وأوضح النور لـ"إرم نيوز" أن البرهان سبق أن نكص عن عهده بتسليم السلطة للمدنيين خلال الشراكة بين المكونين المدني والعسكري عقب سقوط نظام البشير.

وأضاف: "عندما جاء موعد نقل السلطة إلى المكون المدني وفق الوثيقة الدستورية، خرق البرهان الاتفاق وأطاح بشركائه المدنيين، ليحكم منفردًا حتى اليوم".

وأشار إلى أنه "رغم أن البلاد غارقة في دماء الحرب وأصبحت على شفا الانقسام، فإن البرهان ما زال متمسكًا بحلمه في حكم السودان وإنقاذ وحدة البلاد".

ومع ذلك، قال النور إن كل المؤشرات تذهب عكس طموحات البرهان، مشيرًا إلى أنه "حتى لو انتهت الحرب بهزيمة قوات الدعم السريع، فإن مطالب السودانيين بالحكم المدني الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة لن تتوقف، وسيجد البرهان نفسه أمام هذه المطالب".

تعديلات الوثيقة الدستورية

كانت مصادر سودانية قد ذكرت لـ"إرم نيوز" أن البرهان يسعى لتعديل الوثيقة الدستورية بهدف تشكيل حكومة انتقالية تعيد ترتيب المشهد وتُمهد لإجراء انتخابات عامة تعتمد البرهان رئيسًا للبلاد.

وأوضحت المصادر أن البرهان عدّل الوثيقة الدستورية لأول مرة عقب الانقلاب الذي نفذه المكون العسكري على المدنيين في 25 أكتوبر 2021، حيث حذف كل ما يشير إلى تحالف قوى الحرية والتغيير كشريك في الحكم.

ووصفت المصادر التعديلات بأنها تفتقر إلى الأساس القانوني، وتشبه ما قام به البرهان عقب الانقلاب على رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، مؤكدة أن البرهان يسعى لفرض نفسه حاكمًا دكتاتوريًا على السودان، مستغلًا الوضع الراهن، وفق قولها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات