تجدد الغارات الإسرائيلية على بلدة بوداي في بعلبك بالبقاع اللبناني

logo
العالم العربي

خبير لبناني لـ"إرم نيوز": الجيش سيكون عنوان المرحلة المقبلة

خبير لبناني لـ"إرم نيوز": الجيش سيكون عنوان المرحلة المقبلة
فادي عاكوم، محلل سياسي لبنانيالمصدر: إرم نيوز
05 أكتوبر 2024، 8:27 ص

أكد المحلل السياسي اللبناني، فادي عاكوم، أن الجيش اللبناني سيكون عنوان المرحلة المقبلة على مستوى المشهد السياسي والعسكري في لبنان.

وأشار إلى وجود توافق على إنشاء منطقة عازلة بين الحدود ونهر الليطاني، تكون خالية من السلاح باستثناء سلاح الجيش اللبناني بالتعاون مع القوات الدولية "اليونيفيل" المنتشرة على طول الحدود اللبنانية.

وأوضح عاكوم، في حوار مع "إرم نيوز"، أن هناك حاجة لبنانية ماسة في الوقت الراهن لانتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت، مؤكدا أن هذا ما تعمل عليه قوى سياسية بالفعل، وأنها ربما تنجح قريبا في ذلك. 

وتاليا تفاصيل الحوار.. 

في البداية، ماذا يطلب لبنان حاليا من المجتمع الدولي في هذا التوقيت؟

 كل ما يطلبه لبنان اليوم من المجتمع الدولي هو لجم إسرائيل ووقف الضربات التي يتعرض لها لبنان ككل بحجة استهداف "حزب الله".

لكن، يبدو أن المجتمع الدولي غير قادر على الضغط على إسرائيل ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لأسباب عديدة منها ما يتعلق بانشغال المجتمع الدولي بالأزمة الروسية الأوكرانية، وكون الولايات المتحدة أمام الانتخابات الرئاسية، فضلا عن ضعف النفوذ الفرنسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي انعكس بشكل عام في الأداء السياسي الفرنسي.

كل هذه الظروف تجمعت في ظل المطالبات اللبنانية، وهذا يبدو واضحا من خلال الاجتماعات التي أجراها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزرائه في نيويورك، وهذه الاجتماعات لم تثمر عن أي شيء .

 

هل ما وصل إليه الوضع في لبنان كدولة يتطلب إطارا جديدا يتعلق بالجيش اللبناني؟

الجيش اللبناني سيكون البطل أو النجم أو العنوان للمرحلة المقبلة على مستوى المشهد السياسي والعسكري في لبنان، وذلك في ظل ما يتضح بوجود توافق على إنشاء منطقة عازلة بين الحدود ونهر الليطاني، تكون خالية من السلاح باستثناء سلاح الجيش اللبناني بالتعاون مع القوات الدولية "اليونيفيل" المنتشرة على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل.

ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بعد لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، صرح بهذا الأمر، وقال إن هذا هو توجه الدولة اللبنانية، وهو ما تم إبلاغه لجميع الدول المعنية بالملف اللبناني.

وعندما نتحدث عن بري فالأمر هنا لا يتعلق فقط بمنصبه كرئيس للمجلس النيابي، بل أيضا من خلال علاقته بـ"حزب الله"، لكونه رئيس حركة أمل، وهما يشكلان معا ما يسمى بـ"الثنائي الشيعي"، وهو يبدو أنه مكلف بالاتفاق مع حزب الله، لإيجاد حل سياسي للخروج من هذه الأزمة.

 

مع هذا التصعيد المتلاحق والمستمر من جانب إسرائيل على بيروت ومناطق أخرى ليس لحزب الله حاضنات فيها.. ماذا تريد أن تقول تل أبيب من خلال ذلك؟ 

ضربات إسرائيل المستمرة تختلف عن كل ما سبقها، حيث كان في أعوام 1982 و1992 و1996 و2006. في السابق كان يتم استهداف مناطق معينة، كالجنوب أو البقاع، ولكن الآن كل لبنان أصبح أهدافا.

ربما تريد إسرائيل القول للبنان إنه لا أحد في أمان في ظل وجود حزب الله، وإن كل من يشتبه بأنه على علاقة بحزب الله سيتم قصفه، وأي منطقة يشتبه بأنها قد تحتوي صواريخ أو أسلحة مخبأة فهي أهداف مؤكدة، وبالتأكيد تجاوز الأمر كل الحدود من هذا العدوان الذي دمر البلد وسط صمت العالم.

 

هل من الممكن أن تحقق "إسرائيل – نتنياهو" من هذه الضربات أكبر عملية تهجير لأهالي الجنوب ومنعهم من العودة وجعل الجنوب مناطق أشباح؟

سيكون ضربا من الجنون أن تعمل إسرائيل على تحويل الجنوب إلى منطقة أشباح وإفراغه من الأهالي فقط لمجرد دفع "حزب الله" للخروج من هذه البقعة اللبنانية.

الجميع يعلم أن هذا أمر مستحيل تنفيذه على الأرض. ربما يكون ذلك لفترة معينة، ولكن من المستحيل تهجير أهالي الجنوب من مناطقهم للأبد.

وللعلم، فالجنوب ليس مناطق لمؤيدين لـ"حزب الله" فقط، فهذا هو الظاهر، لكن هناك الآلاف من العائلات المسيحية، وبالتالي ستكون معضلة كبرى.

 

كيف ترى تلاحم الشعب اللبناني في هذه الحرب وترك الخلافات جانبا في هذه الأزمة؟

تلاحم الشعب اللبناني لافت، وسط حالة اختلاف بأكثر من شكل، كان التلاحم بحجم ما يتعرض له البلد، ما حدث من حملات تبرعات بالدم لآلاف الجرحى، وتكرر ذلك في جميع المناطق باستقبال أبناء الجنوب "الشيعي" من قبل أبناء بيروت السنة والأرثوذكس والموارنة.

فتحت مدارس ومستشفيات مسيحية وكنائس، لاستقبال النازحين، وقامت منظمات المجتمع المدني من مختلف الطوائف بتقديم المعونات العاجلة والمتطلبات الضرورية بتأمين المسكن والغذاء والدواء.

ربما لم يرَ لبنان ذلك منذ الحرب الأهلية عندما كان هناك انشقاق كبير أيضا في الداخل اللبناني، ولكن حدث تلاحم مجتمعي وطني حينئذٍ، علما بأن معظم من ساعدوا النازحين من معارضي سياسة "حزب الله"، لكن تم فصل السياسة والخلافات عن الأوضاع الإنسانية، ونجحوا في ذلك إلى أبعد الحدود.

 

إلى أي مدى كان لعدم وجود رئيس جمهورية دور في ما آلت إليه البلاد من عدوان؟

من المؤكد أن هناك حاجة ماسة في الوقت الراهن لرئيس جمهورية في أسرع وقت، وهذا ما تعمل عليه قوى سياسية بالفعل، وربما تنجح في ذلك قريبا.

وبالنسبة لسؤالك، لا أعتقد أن وجود رئيس جمهورية من عدمه في لبنان كان سيمنع ما وصل إليه لبنان في هذه الأزمة. حتى لو كان هناك رئيس جمهورية لكان وجوده سيكون قائما في الأساس على رضا "حزب الله" عليه، وبالتالي لن تكون قراراته أو توجهاته معارضة لسياسة الحزب.

والأمر نفسه بالنسبة لإسرائيل، بأنها لن تهتم بوجود رئيس جمهورية أو لا، في ظل أن همها الأول والأخير هو تدمير البنى التحتية لحزب الله ومدن وقرى الجمهورية أيضا، لإبقاء لبنان ضعيفا، وإضعاف الحزب أكثر، وهو ما تعتبره ضمانة أمنية لها في الوقت الحالي.

أخبار ذات علاقة

"واشنطن بوست": رد الجيش اللبناني على "نيران إسرائيل" ينذر بتوسع الصراع

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC