محللون: إعادة احتلال غزة سيحمّل إسرائيل "كلفة باهظة"

رأى محللون سياسيون وخبراء عسكريون، أن رفض الجيش الإسرائيلي خطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن البقاء فترة طويلة في غزة، ينبع من إدراكهم للكلفة العسكرية والأمنية لإعادة احتلال القطاع.

يتزامن ذلك، مع تمسك قادة الجيش الإسرائيلي بالبقاء في محوريْ "نتساريم" وسط قطاع غزة، و"فيلادلفيا" جنوبي القطاع على الحدود مع مصر، ورفضهم تقديم تنازلات بشأن السيطرة على المحورين في مفاوضات التهدئة.

كلفة باهظة

يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، أن "3 أسباب رئيسية تدفع الجيش الإسرائيلي للتمسك بالمحورين ورفض البقاء طويل الأمد في القطاع، الأول هو الكلفة العسكرية والأمنية الباهظة وهو ما سيزيد الخسائر البشرية في صفوف الجيش، ويعرّض قادته لانتقادات حادة ولاذعة".

وأضاف جعارة، أن "السبب الثاني يتمثل في ضعف ميزانية الجيش، ودون مضاعفة الموازنة العامة للجيش فإنه لن يكون بمقدور قادته البقاء في قطاع غزة وتوفير الاحتياجات العسكرية والأمنية للجنود".

وتابع: "السبب الثالث يتمثل برغبة قادة الجيش الإسرائيلي في عدم التعرض للانتقادات والعقوبات الدولية".

ونوه إلى أن "تمسك قادة الجيش بالبقاء في المحورين، يأتي لدواعٍ أمنية وعسكرية، خاصة وأن ذلك يضمن لهم حرية العمل في القطاع وتنفيذ العمليات الخاطفة والمعقدة".

إتمام الصفقة

ويرى الخبير في الشأن العسكري واصف عريقات، أن "تمسك الجيش الإسرائيلي بالبقاء في محوري فيلادلفيا ونتساريم يأتي لتعزيز سيطرته الأمنية والعسكرية على القطاع إلى حين الانتهاء بشكل كامل من العمليات العسكرية وإتمام صفقة تبادل الرهائن مع حماس".

وقال عريقات لـ"إرم نيوز"، إن "الجيش الإسرائيلي يدرك أهمية المحورين من ناحية منع حصول حماس على تعزيزات عسكرية تمكنها من إعادة بناء قدراتها العسكرية، والقدرة على تنفيذ العمليات الهجومية بمختلف مناطق القطاع".

وأضاف: "يشبه المحورين إلى حد كبير المناطق العازلة التي أوجدتها إسرائيل على الحدود الشرقية والشمالية مع غزة، وهو الأمر الذي يدفع جيشها للتمسك بهما ورفض الانسحاب إلا باتفاق يضمن الهدوء على الجبهة الجنوبية".

وأشار إلى أن "الجيش يقوم حالياً بتجهيز المحورين بالطريقة التي تمكنه من إعادة احتلالهما بشكل أسرع عقب أي انسحاب، وفي حال قرر المستوى السياسي استئناف القتال ضد حماس والفصائل المسلحة في غزة".