logo
العالم العربي

معبر السويداء-الأردن يعود للواجهة بعد لقاء الشرع مع الوفد الدرزي

معبر السويداء-الأردن يعود للواجهة بعد لقاء الشرع مع الوفد الدرزي
الطريق إلى معبر نصيب على الحدود السوريةالمصدر: وسائل إعلام أردنية
25 فبراير 2025، 11:07 ص

وعد الرئيس السوري أحمد الشرع وفد الطائفة الدرزية الذي زاره أمس الاثنين، ببحث إمكانية فتح معبر حدودي مع الأردن، حيث أكد الشرع أنه سيطرح الملف على الجانب الأردني لأنه يحتاج موافقة الدولتين، وتنسيقًا مشتركًا.

وقبل ذلك، طلب الشرع دراسة لفتح معبر بين الأردن والسويداء، بعد لقائه مع الكاتب والمعارض السوري السابق، ماهر شرف الدين، في قصر الشعب، بالعاصمة السورية دمشق.

وقال شرف الدين في تغريدة عبر حسابه في موقع “X” ‏إنه من المواضيع التي طرحها على الشرع، ضرورة افتتاح معبر مع الأردن يمر من السويداء، لما سيجلبه من إنعاش اقتصادي لمحافظة فقيرة ومهمّشة على مدى عقود.

وأكد ماهر شرف الدين، أن الرئيس الشرع، طلب منه أن يزوّده بملف متكامل عن مقترح المعبر لكي تتمّ دراسته من قبل المختصّين، في خطوة تمهيدية لفتح معبر بري بين الأردن والسويداء. فما هي قصة هذا المعبر وما هي دواعي افتتاحه؟

أخبار ذات علاقة

خاص- رد على نتنياهو ومعبر مع الأردن.. ماذا دار في اجتماع الشرع والوفد الدرزي؟

 

طلب "قديم" جديد

بعد مرور أيام على الانتفاضة والمظاهرات الشعبية التي اشتعلت ضد نظام الأسد المخلوع في محافظة السويداء، في أغسطس 2023، نشرت "دار طائفة الموحدين الدروز" بيانًا حددت فيه جملة من المطالب من بينها "دراسة فتح معبر حدودي يربط المحافظة بالأردن، من أجل إنعاشها اقتصاديًا".

ورغم أن هذا الطلب الذي ذكرته أولًا الجهة الدينية العليا في المحافظة ذات الغالبية الدرزية سبق أن طرح الحديث عنه قبل انطلاقة الثورة السورية وبعدها بأعوام، فقد عاد ليردده شيخ عقل الطائفة الدرزية، حمود الحناوي حينها.

وناشد الحناوي الأردن بفتح المعبر، وقال إن "أهل المحافظة لا يستحقون الباب الموصود، فهم أمناء على المعابر وحسن الجوار"، معتبرًا أن "ما يتسرب إلى الأراضي الأردنية من المخدرات محرم وليس من الأعراف والدين".

ورغم أن السويداء تقع في أقصى الجنوب السوري المحاذي للأردن، فإنها لا ترتبط بأي معبر حدودي كما هو الحال بالنسبة لجارتها الواقعة إلى الغرب، محافظة درعا.

وبقيت مطالبات الأهالي وأعضاء "مجلس الشعب" في المحافظة قبل سنوات دون أي استجابة، ليأتي بيان "دار طائفة الموحدين الدروز" ومن ثم حديث الحناوي، واليوم مطالب وفد الطائفة الدرزية، ليعيد قصة فتح المعبر الحدودي.

أخبار ذات علاقة

خاص- "جيش فئوي" يثير غضب الفصائل المعارضة في السويداء

 

مدينة فقيرة و"مقطوعة"

تعتبر السويداء مدينة فقيرة وغير قادرة على إقامة مشروعات مستقلة، حسب ما يقول سكان فيها، وكانت تعتمد في السابق على أموال المغتربين والمواسم، في حين أسهمت القروض الصغيرة في تأسيس مشروعات صغيرة، خاصة قبل الحرب.

وبعد 2011 تغير الوضع الاقتصادي في المدينة، إذ عانت من غلاء الأسعار ونقص المواد الأساسية وغلائها بسبب احتكارها من تجار الحرب، وصولًا إلى الحد المتفاقم الذي وصلت إليه الأوضاع المعيشية قبل انهيار النظام وحتى الآن.

ويوضح الكاتب والخبير الاقتصادي أيهم أسد، أن المطلب الخاص بالمعبر الذي تردد على لسان رجال الدين "اقتصادي بحت"، تعود جذوره الأولى إلى فترة التسعينيات، وحتى الأيام التي سبقت أحداث الثورة.

ويقول أسد لـ "إرم نيوز": "هناك رؤية في المحافظة ترى أن المعبر من شأنه أن ينشّط حركة التبادل التجاري وحركة تصدير المنتجات الزراعية"، كما يسود اعتقاد بأنه "سيرفد اقتصاد المحافظة المعزولة".

وترتبط السويداء بشريان اقتصادي وحيد مع العاصمة السورية دمشق، حتى أن جميع مخصصات الطحين اللازمة للأفران تدخل بشكل يومي من هناك، ويشير الظاهر إلى عدم وجود صوامع للحبوب.

ويرى أنه "من السهل حصار المحافظة كنوع من العقاب من جانب السلطة الحالية كما السلطة السابقة، بسبب ارتباطها بالطريق الوحيد، الذي يسيطر عليه حكام دمشق بالأساس"، ولذلك يتردد الحديث بكثرة عن مطلب "فتح المعبر".

اتفاق سوري - أردني

وفي العام 2005 قررت حكومتا الأردن وسوريا إنشاء منفذ حدودي ثالث يربط بين الأردن وسوريا من جهة محافظة السويداء السورية ومدينة دير الكهف الأردنية في الباديه الشمالية، حيث تحمست الحكومة الأردنية للمشروع لفوائده الاقتصادية.

وتم اعتماد القرار بعد مشاورات ودراسات ركزت على مزايا هذا المنفذ الذي شكل قبل مائة عام طريق الحرير بين الأردن وسوريا عندما كانت وسائل النقل آنذاك هي قوافل الإبل.

لكن قرار المعبر الحدودي بين السويداء والأردن، تراجع إلى الخلف واختفى الحديث عنه بعد الحرب، إثر تمركز قوى إيرانية على الحدود السورية الجنوبية التي أعادت حسابات الأردن، وأيضًا وصول "داعش" إلى السويداء العام 2018، والأهم انتشار مافيات المخدرات التي دعمها نظام الأسد، وتسببت بمشكلات كبيرة للجانب الأردني.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات