طالب الزعيم السياسي والديني العراقي، مقتدى الصدر، إيران، بتسليم أعضاء جماعة "القربان" لبلاده بهدف معاقبتهم.
وعادت جماعة القربان ذات المعتقدات الغريبة التي تشمل الانتحار الطوعي لأعضائها، إلى الواجهة مجدداً في العراق، حيث وصلت دعوات التصدي لها بين العراقيين إلى إيران.
وقال الصدر في رسالة وجهها لمؤيديه: "حسب فهمي، فإن مثل هذه الحركات مدعومة من الخارج، ولذا أناشد الجمهورية الإسلامية بتسليمهم إلى الحكومة العراقية لمعاقبتهم أو إلى الحوزة العلمية لمحاسبتهم شرعيًا أو قانونيا بأسرع وقت ممكن".
وأضاف الصدر، الذي كان يرد على استفسار مكتوب ورد إليه حول جماعتي "القربان" و"العلي اللهية"، أن "على الجميع فضحهم والتبليغ عنهم وعدم مساندتهم بل مقاطعتهم حتى بالمأكل والمشرب".
وأوضح في رده "كل هذه الحركات وغيرها إنما هي نتيجة الانحطاط الثقافي والعقائدي وفيه ميول للدنيا وجمع المال والأنصار من أجل منافع دنيوية بصرف النظر عن النتائج الدينية".
وقال إن "الطامة الكبرى هو استخفافهم بعقول الشباب وأمرهم بالانتحار المحرم.. وليس ذلك إلا جهل ومعصية..".
وجاء حديث الصدر بعد نحو أسبوع على ضبط رجال الأمن في العراق، أحد مسؤولي جماعة "القربان"، وهو مشرف على إجراء قرعة عمليات الانتحار التي تنتهجها الجماعة.
ويشكل ضبط مسؤول في "القربان"، أول ظهور رسمي للجماعة الغامضة التي ظهر اسمها للعلن، في العام 2023، وسط معلومات شحيحة عن معتقداتها، وسلوكها الذي يقوم على تضحية شخص من الجماعة بنفسه (انتحاره) عن طريق القرعة.
وقالت وزارة الداخلية العراقية في بيان، إن مفارز شعبة مكافحة الإجرام في محافظة واسط، تمكنت من القبض على متهم "ينتمي إلى إحدى الحركات الدينية المنحـرفة التي تطلق على نفسها (العليَّ اللهية)".
وأضاف البيان أن المتهم اعترف في التحقيق بأنه كان "يشرف على إجراء قرعة عمليات الانتـحار (القربان) التي بموجبها يتم اختيار الشخص الذي يشنق نفسه حتى الموت".
كما اعترف المتهم أنه "يقوم بإقناع الشباب بالانضمام إلى هذه الحركة المتطرفة، ويتلقى دعماً مالياً من خارج العراق".
وأوضح البيان أن المتهم أُحيل إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
وكانت وكالة الاستخبارات والتحقيقات بوزارة الداخلية العراقية، قد أعلنت عام 2023، عن إلقاء القبض على 4 أشخاص في قضاء سوق الشيوخ بمحافظة ذي قار، بتهمة الانضمام إلى "القربان"، دون أن تشير لكونهم مسؤولين في الجماعة أم مجرد أعضاء عاديين.
ومنذ العام 2023، تردد اسم جماعة "القربان" في عدد من حوادث الانتحار التي شهدتها البلاد، وبينها حادثة انتحار شابين، الشهر الماضي، في محافظة بابل، لكن وزارة الداخلية نفت بشكل رسمي أن تكون الجماعة خلف تلك الحادثة، وقالت إن الانتحار ارتبط بمشاكل نفسية.
يُشار إلى أن الدستور العراقي يجرّم ظهور مثل تلك الحركات والجماعات المتطرفة، وتصل عقوبة تأسيسها أو الانتماء لها إلى المؤبد أو الإعدام.
