الجيش الإسرائيلي: مستعدون لتصعيد الضغط على حماس لأن ذلك سيؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن

logo
العالم العربي

منظمات حقوقية: مجازر ارتكبها الجيش السوداني وميليشياته طالت المئات في الدندر

منظمات حقوقية: مجازر ارتكبها الجيش السوداني وميليشياته طالت المئات في الدندر
كتيبة تابعة للجيش السودانيالمصدر: رويترز
31 أكتوبر 2024، 4:04 ص

تلاحق الجيش السوداني والمليشيات المتطرفة التي تقاتل إلى جانبه اتهامات بقتل مئات المدنيين بناءً على الهوية، في مدينة الدندر وسط السودان.

وقالت مصادر محلية لـ"إرم نيوز" إن الجيش السوداني وميليشيا البراء بن مالك فور دخولها مدينة الدندر مارست حملة اعتقالات واسعة وسط سكان المدينة أغلبهم من كبار السن، بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع.

والأسبوع الماضي، استرد الجيش السوداني مدينة الدندر التابعة لولاية سنار وسط السودان، عقب انسحاب القوات التي سيطرت عليها في يوليو/تموز الماضي.

أخبار ذات علاقة

السودان.. البرهان يدفع بورقة الميليشيات لإطالة أمد الحرب

 

وأكدت المصادر أن الاعتقالات طالت سكان القرى المجاورة لمدينة الدندر، خصوصًا القرى التي ينحدر سكانها من غربي السودان، ومن القبائل المصنفة بواسطة الجيش بأنها حواضن الدعم السريع.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لمجموعات من المدنيين يتعرضون للضرب بالسياط من مسلحين يرتدون زي الجيش السوداني، فيما يتحدث الجنود عن أن المدنيين متعاونون مع قوات الدعم السريع.

وسط هذه الأنباء، تحدثت تقارير لمراصد حقوقية عن إعدام الجيش المئات من المدنيين في مدينة الدندر، بناءً على الهوية وبتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع.

وأعلن "المرصد الوطني لحقوق الإنسان" في السودان قتل وتعذيب أكثر من 440 مدنيًا من سكان مدينة الدندر، من قبل الجيش السوداني، بمن فيهم أسر كاملة بدوافع جهوية وقبلية.

وقال المرصد، في بيان، إن الانتهاكات تأتي بعد دخول الجيش السوداني إلى مدينة الدندر في الأيام الماضية.

وأضاف أنه "بحسب فريقنا الميداني، فإن الانتهاكات طالت جميع الفئات، خاصة الشباب بزعم انتمائهم لقوات الدعم السريع، وأن التقارير الأولية تشير إلى أن هناك مئات المدنيين يتعرضون الآن لانتهاكات فظيعة".

ودعا المرصد الحقوقي الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية إلى التقصي العاجل حول هذه الانتهاكات وإدانتها وفقًا للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان.

كذلك أكدت تقارير أخرى أن قوات الجيش، مدعومة بكتائب الحركة الإسلامية، نفذت حملة اعتقالات وتصفية استهدفت مدنيين أبرياء على أساس العرق والانتماء القبلي، أسفرت عن قتل المئات، جميعهم من أبناء قبائل غرب السودان، بدعوى تعاونهم مع قوات الدعم السريع في أثناء سيطرتها على المدينة.

وأكدت التقارير أن المجزرة شملت 72 أسرة، جميع أفرادها مدنيون لا علاقة لهم بالصراع، كما تم قتل بعض أصحاب المطاعم وبائعات الشاي، بسبب تقديمهم الطعام أو الخدمات لقوات الدعم السريع خلال سيطرتها على المدينة.

إبادة جماعية

وقال المستشار في قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، إن "ما تقوم به كتائب البراء الإرهابية وكتائب العمل الخاص التابعة للاستخبارات العسكرية، من تصفيات وحملات انتقامية بحق المدنيين في مدينة الدندر بولاية سنار، يعد تصفية عرقية وإبادة جماعية تتطلب تدخلًا عاجلًا من منظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لوقف هذه المجازر الانتقامية.

وانتشرت مقاطع فيديو تُظهر وحشية الاعتداءات والتعذيب الجسدي والنفسي للمحتجزين قبل إعدامهم بدم بارد، إذ بلغ عدد الضحايا 462 شخصًا، من بينهم نساء وكبار سن، قُتلوا بوحشية في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقوانين الدولية، وفقًا لمرصد "بوابة السودان".

وأضاف المرصد أن "الحملة تركزت على اعتقال وتصفية الأفراد بناءً على الانتماء القبلي والمناطقي، إذ اتهمت استخبارات الجيش بعض السكان المحليين بتعاونهم مع قوات الدعم السريع، فيما تعرضت مجموعات كبيرة للتنكيل بزعم أنها تمثل "حواضن اجتماعية" لقوات الدعم السريع".

وأشار إلى أن المجازر التي ارتكبت في مدينة الدندر تشكل محطة مأساوية جديدة في صراع مرير يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، موضحًا أن إقحام المدنيين في النزاع بناءً على الهوية والعرق يشكل انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان وتهديدًا مباشرًا للنسيج الاجتماعي السوداني.

ويرى مراقبون أن استهداف المدنيين في مناطق سيطرة الدعم السريع يعكس نمطًا متكررًا لدى الجيش السوداني وكتائب الحركة الإسلامية الموالية له، فقد سبق أن أعدمت عناصره العشرات في منطقة الحلفايا بالخرطوم بحري عقب دخولها في سبتمبر الماضي، بدواعي التعاون مع قوات الدعم السريع.

ليست المرة الأولى

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تُتهم فيها المليشيات المتحالفة مع الجيش السوداني، بقتل مدنيين بناءً على الهوية، إذ سبق أن وقعت عشرات الانتهاكات في مواقع متفرقة من السودان بحق أشخاص ينحدرون من عرقيات تمثل حاضنة اجتماعية لقوات الدعم السريع في دارفور وكردفان، بعد اتهامهم بالانتماء للقوات التي تقاتل الجيش منذ الـ15 من أبريل/نيسان الماضي.

واتُّهمت مليشيا "البراء بن مالك" بارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين على أساس العرق والهوية، شملت جز رؤوس 3 شبان في مدينة الأبيض شمالي كردفان، في فبراير/شباط الماضي، بتهمة الانتماء لقوات الدعم السريع، قبل أن يتضح لاحقًا أنهم مدنيون كانوا في طريقهم إلى ذويهم وسط السودان، وأعلن الجيش وقتها تشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة لكن لم تظهر نتائجها، حتى الآن.

كما اتُهِمت هذه الميليشيا في مايو/أيار الماضي، بقتل أحد الموطنين وبقر بطنه والتمثيل بجثته من خلال إخراج أحشائه والتلويح بها في مشهد صادم، أرادوا من خلاله القول إن ذلك سيكون مصير كل المتعاونين مع قوات الدعم السريع.

وفي آخر انتهاكات هذه الميليشيا المتشددة ما ارتكبته في منطقة الحلفايا بالخرطوم بحري، حيث أعدمت عشرات المدنيين بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع عقب سيطرة الجيش على المنطقة.

وتضم هذه الميليشيا مقاتلين من مختلف الأجهزة العسكرية لـ"الإخوان"، خصوصًا جهاز الأمن السري التابع للحركة الإسلامية الحاكمة في عهد الرئيس السابق عمر البشير، الذي كان وقتها يعرف بـ"الأمن الشعبي" صاحب السجل الدموي، وفق حقوقيين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات