ويتكوف: القضية المركزية لحل النزاع بأوكرانيا هي الأقاليم الخمسة التي تسيطر روسيا عليها
يثير قرار الجيش الإسرائيلي نقل الفرقة 98 التابعة للجيش الإسرائيلي من لبنان إلى غزة، تساؤلات حول طبيعة المهمة القتالية الجديدة للفرقة في القطاع، وتأثيرها على مسار النشاط العسكري الإسرائيلي هناك.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن "الفرقة 98 تستعد للقتال في قطاع غزة، بعد ثلاثة أشهر من القتال في لبنان"، مبينًا أن قوات الفرقة 98 استكملت مهامها في الجبهة الشمالية على مدار الأسبوع الماضي.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن "إرسال الفرقة 98 بالجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة يأتي من أجل زيادة الضغط العسكري على حركة حماس"، واصفةً ذلك بـ"الخطوة غير العادية"، خاصة أنها تتزامن مع تقدم بمفاوضات وقف إطلاق النار بين طرفي القتال في غزة.
وأوضحت أن "التقديرات تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي ينوي القيام بمناورة أخرى داخل غزة، من أجل زيادة الضغط على حماس، وحرمان الحركة من قدراتها العسكرية"، مبينًا أن هذا النوع من المناورات تزايد خلال الأشهر الماضية.
والفرقة 98 هي تشكيل نخبوي من وحدات المظليين والقوات الخاصة، ويجري إسناد مهام محددة لها خلال العمليات البرية، وتعتبر واحدة من أكثر القوات القتالية تميزًا وتنوعًا في إسرائيل، كما أنها لعبت دورًا محوريًّا على جبهتي غزة ولبنان.
وتمتاز الفرقة الإسرائيلية بقدراتها المحمولة جوًّا، كما أن باستطاعتها نشر القوات بسرعة كبيرة في مختلف مسارح العمليات، علاوة على أن هدفها الأساسي قيادة العمليات التي تتطلب إجراءات سريعة وحاسمة، باستخدام القوة النارية الثقيلة والمهارات المتخصصة.
وصُممت الفرقة 98 في البداية للدفاع عن الحدود ضد التهديدات من لبنان وسوريا، ولديها خبرة في العمل بالتضاريس الجبلية والمعقدة، وتتألف من عدة ألوية، بما في ذلك وحدات المشاة والمدرعات والمدفعية، ومن أبرزها لواءي المظليين والكوماندوز.
ويرى الخبير في الشأن العسكري، اللواء واصف عريقات، أن "نقل الجيش الإسرائيلي لأقوى فرقه العسكرية إلى غزة، يأتي في إطار ثلاثة أهداف رئيسية"، لافتًا إلى أن الهدف الأول يتمثل بالضغط العسكري على حماس.
وقال عريقات، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل ترغب بممارسة أقوى أنواع الضغط على حماس حتى اللحظات الأخيرة، من أجل تقديم أكبر قدر من التنازلات لإتمام صفقة تبادل أسرى"، لافتًا إلى أن الحركة ستكون مضطرة للتجاوب مع تلك الضغوط.
وأوضح أن "الهدف الثاني يتمثل في الاستعداد لأي مفاجآت غير متوقعة فيما يتعلق بمفاوضات التهدئة، بحيث يبدأ الجيش خطواته العسكرية في اللحظات الأولى مع ذلك"، مؤكدًا أن إسرائيل، وإن كان لديها رغبة بوقف القتال، إلا أنها ستواصل الاستعدادات العسكرية.
وأضاف عريقات أن "الهدف الثالث يتمثل في وجود توجه لدى إسرائيل بتسليم الفرقة المهام العسكرية المتعلقة بالحفاظ على أي اتفاق يمكن التوصل إليه، وأنها الجهة المكلفة بالبقاء في المحاور العسكرية خلال الفترة المقبلة، وقبل انسحاب إسرائيل بالكامل من القطاع".
وتابع: "بتقديري الفرقة ستنفذ خلال الفترة التي تسبق أي اتفاق للتهدئة عمليات عسكرية نوعية، تعزز قدرة المفاوض الإسرائيلي على الضغط على حماس، وإجبارها على القبول باتفاق للتهدئة في إطار شروط حكومة بنيامين نتنياهو".
وفي السياق، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، فريد أبو ضهير، أن "نقل الفرقة العسكرية لغزة يشير إلى نية إسرائيل تنفيذ مخطط عسكري كبير"، مرجحًا أن يكون المخطط مرتبطا بشمال القطاع بشكل خاص، وما يطلق عليه اسم مخطط الجنرالات.
وقال أبو ضهير، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تعمل بشكل حثيث على فرض واقع عسكري صعب في قطاع غزة، يجبر أي جهة ستتولى مسؤولية القطاع على الرضوخ للإملاءات والشروط الإسرائيلية"، مبينًا أن شمال القطاع سيكون ساحة المعارك الكبرى خلال الأيام المقبلة.
وزاد: "تطبيق خطة الجنرالات يحتاج إلى قوات عسكرية بقدرات الفرقة 98، ومن الممكن أن تبدأ هذه الفرقة مهمتها في شمال القطاع بأي لحظة"، مؤكدًا أن إسرائيل ستعتمد بشكل أساسي على الفرقة في حال انهارت مفاوضات التهدئة.
وختم أبو ضهير قائلًا: "كما أن هذه الفرقة وفي حال التوصل لاتفاق، ستوكل لها مهمة العمل ضد أي تهديدات لخرق الاتفاق، على مختلف المستويات"، مشيرًا إلى أن حماس والفصائل المسلحة ستكون في موقف صعب للغاية بسبب تلك الفرقة.