الجيش الإسرائيلي: القوات البحرية قصفت بنية تحتية لحزب الله في جنوب لبنان

logo
العالم العربي

توغل وخرق لاتفاق فض الاشتباك في الجولان.. هل تدفع إسرائيل إلى حرب إقليمية؟

توغل وخرق لاتفاق فض الاشتباك في الجولان.. هل تدفع إسرائيل إلى حرب إقليمية؟
جنديان إسرائيليان يراقبان الجانب السوري من الجولان المصدر: رويترز
10 أكتوبر 2024، 9:02 ص

تتزايد المؤشرات على توجه إسرائيلي لفرض أمر واقع جديد على سوريا في أشد لحظاتها ضعفاً؛ إذ ثمة تحركات تفيد بأن إسرائيل قد تفتح جبهة جديدة في الجولان السوري، بحجة وجود ميليشيات تابعة لإيران في المنطقة، رغم النفي السوري وانتشار النقاط العسكرية الروسية التي تراقب خط الفصل وتمنع انتشار هذه الميليشيات..

إذاً.. ما حقيقة وأهداف التحركات الإسرائيلية وهل تدفع حكومة اليمين المتطرف سوريا إلى حرب إقليمية لا ترغب فيها، أم أن للأمر علاقة بما يجري في لبنان واستخدام الجولان كممر لقواتها نحو البقاع بهدف محاصرة حزب الله؟

توغل إسرائيلي كبير 

ذكرت مصادر سورية أن دبابات إسرائيلية مصحوبة بآليات توغلت وشرعت بشق طريق ترابي عسكري في منطقة الجولان داخل الأراضي السورية، وتظهر صور بثها ناشطون، عمليات تجريف أراض وحفر خنادق في المنطقة المحاذية للسياج الحدودي.

كما أظهرت الصور الآليات مصحوبة بقوة عسكرية مؤلفة من 6 دبابات من نوع "ميركافا" وجرافتين عسكريتين برفقة عدد من الجنود الإسرائيليين دخلوا الأراضي السورية.

ويبلغ عمق الخندق، وفقاً للمصادر، بين 5 أمتار إلى 7 أمتار، ووضعت عليه نقاط مراقبة بحيث تتوزع كل نقطة بمسافة تقدر بكيلومتر واحد على كامل الحدود مع وجود جنود وطرق إمداد وإخلاء عسكرية.  ويمتد الطريق بدءاً من الشمال، مقابل بلدة عين التينة وينحدر جنوباً حيث وصل العمل غربي بلدة أوفانيا في القنيطرة.

وتقدر المسافة المتوقع العمل عليها من الشمال إلى الحدود السورية الأردنية أكثر من 70 كيلومتراً بطريق متعرج كان في البداية يبعد عن الحدود الإسرائيلية 200 متر تقريباً بينما توسّع مقابل بلدتي أوفانيا والحرية ليصل إلى أكثر من ألف متر داخل الأراضي السوريةَ.

 وتعد هذه الخطوة خرقا لاتفاق "فض الاشتباك" الموقع في 1974 بين سوريا وإسرائيل، في أعقاب حرب أكتوبر/ تشرين الأول، خاصة وأن الطريق الجديد يقع شرق "خط برافو" الذي حدده الاتفاق.

وتتزامن التطورات على جبهة الجولان مع تهديدات أطلقها زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان، بتوجيه ضربة استباقية لسوريا، واحتلال جبل الشيخ (حرمون) لمنع أي هجوم مستقبلي على مبدأ "تدفيع الثمن" على حد زعمه.

وقال ليبرمان، "يجب أن تتلقى سوريا رسالة تحذير واضحة، مفادها أنه إذا استمرت بالسماح باستخدام أراضيها كقاعدة خلفية وكمركز لوجستي لأعدائنا، سوف ننتزع منهم جبل الحرمون السوري بكل بساطة، ولن نتخلى عنه حتى إشعار آخر".

واعتبر أن الطريق لمنع "الكارثة التالية" هي توجيه ضربة استباقية ونقل المعركة إلى أرض العدو، موضحاً أن أبسط مثال هو تحذير دمشق بكف تقديم المساعدة لإيران، وتهديدها باحتلال جبل حرمون.

أخبار ذات علاقة

"هآرتس": 40 ألف مقاتل ينتظرون إشارة نصر الله قرب الجولان

 

مؤشرات ورسائل

يلفت مراقبون للتطورات الأخيرة إلى أن ما يجري يؤشر إلى أن إسرائيل قد تلجأ إلى توسيع نطاق عملياتها في الجنوب السوري، وربما تفكر في مرحلة لاحقة بالدخول بريًّا في سبيل إبعاد إيران وقواتها أو حلفائها من تلك المنطقة، وتفكيك الخلايا الأمنية والعسكرية التي شكلها الإيرانيون هناك.

لكن الكاتب السياسي السوري مازن بلال، يرى في التطورات الأخيرة على جبهة الجولان، استجابة سياسية للتبدلات المحتملة بعد الحرب، أي إنهاء مسألة فصل القوات والدخول باتفاقيات جديدة أو الضغط عسكرياً على سوريا.

ويقول بلال لـ "إرم نيوز" إن إسرائيل تتذرع بوجود عسكري افتراضي لحزب الله في الجولان، مضيفا أن هذا الأمر مستبعد اليوم، على الأقل لأن الروس غير موافقين عليه، لكن إسرائيل تريد نفي الاحتمالات كافة.

إلا أن مصادر عسكرية أكدت أن التحركات الإسرائيلية تأتي تزامناً مع تراجع دور القوات الروسية في المنطقة؛ ما يمنح إسرائيل مجالاً أوسع للمناورة.

وأضافت المصادر أن "انسحاب بعض القوات الروسية من مناطق قريبة من الجولان قد يزيد من هشاشة الوضع الأمني على الحدود؛ ما يجعل إسرائيل قادرة على التحرك من دون مواجهة عوائق كبيرة".

 وهنا يرى بلال أن هذه المعلومات عن الانسحاب الروسي غير موثقة، لكن الواضح أن موسكو تريد تحييد نفسها عن الصراع الدائر عسكرياً.

ويشير بلال إلى أن أحد أهداف إسرائيل اليوم، هو منع سوريا من إعادة بناء تحصيناتها مجدداً، مثل تلك الموجودة في "تل الحارة"؛ لأنه كان مرصداً رئيساً في مراقبة الجبهة قبل أن تخربه المجموعات المسلحة.

 وينفي بلال أن تكون الغاية من الخطوة الإسرائيلية البدء بعملية التفاف على حزب الله في البقاع، مضيفا أنه "بالمعنى العسكري يمكن أن يجري الالتفاف من إصبع الجليل، أو حتى من الشمال الغربي للجولان وليس من المناطق الجنوبية الغربية المواجهة لحوران."

ويتخوف الكاتب السياسي السوري من أن تكون هذه الخروقات لخط الفصل والاستفزازات الإسرائيلية لسوريا مقدمة لتهيئة الجبهة الجديدة أو الحرب الإقليمية، والتي يمكن أن يتم زج سوريا فيها حتى إن كانت لا تريدها، ويحذر من أن هذا الأمر قد يعني وجود قوات إيرانية نظامية وليس مستشارين عسكريين كما هو اليوم.

تحضيرات وخطة إسرائيلية

العميد المتقاعد علي مقصود، يرى من جهته، أن التحضيرات التي تتم على الحدود من جهة الجولان مرتبطة بالخطة التي وضعتها إسرائيل للمعركة البرية على جبهة جنوب لبنان، وإعادة مستوطني الشمال بالقوة والوصول إلى ما وراء الليطاني.

ويقول مقصود لـ"إرم نيوز" إن أحد السيناريوهات المطروحة يركز على القيام بعملية التفاف عبر الجولان من محور الغجر ومزارع شبعا، وفيما لو حصل فإنه مقدمة لتحقيق اختراق على جبهة لبنان بناء على التقديرات التي وضعتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أمام المستوى السياسي.

الخبير العسكري السوري، يشير إلى أن المهمة الرئيسة التي يركز عليها الجيش الإسرائيلي اليوم هي عملية التفافية لفصل البقاع عن جنوب لبنان.

ولكن مقصود يلفت إلى استعدادات سوريّة لمثل هذا السيناريو، ويقول إن دمشق لديها أربع فرق عسكرية في الجولان عُزِّزت بقوات أخرى، ولديها وسائط نيران مضادة للدروع من كورنيت وأخواتها ومنظومات دفاعية قوية.

أخبار ذات علاقة

"قصف البقاع بعنف".. هل يمهد لاجتياح إسرائيلي بري من الجولان؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC