بلومبيرغ عن مصدر: مخاوف من أن إسرائيل قد تتجاوز الحدود وتهاجم أهدافا أكثر من اللازم في إيران
بعد اغتيال زعيم حزب الله، حسن نصر الله، دخل لبنان في مرحلة من الترقب والتساؤل حول المستقبل.
وبينما احتفل بعض اللبنانيين بخبر مقتل نصر الله، يشعر آخرون بالقلق إزاء ما يمكن أن يحدث بعد رحيله.
رامي، شاب من بلدة الناقورة جنوب لبنان، عبر عن مخاوفه قائلاً: "لقد طوي الفصل الذي يسمى حزب الله، لكننا قلقون بشأن ما سيأتي بعد ذلك. هل سيتم استبداله؟ ماذا سيكون رد فعل التنظيم؟".
وترى مجلة "إيكونوميست" أن اغتيال نصر الله قد أدى إلى حالة من الفوضى داخل حزب الله، مشيرة إلى أن الجماعة تبدو في أضعف حالاتها.
ويعتقد هايكو ويمن، مدير مشروع العراق وسوريا ولبنان في مجموعة الأزمات الدولية، أن التنظيم يملك مؤسسات قوية، لكن خساراته المتتالية لقياداته ستؤثر بشكل كبير على قدراته واستراتيجياته في المستقبل، خاصة في ظل الاختراقات الاستخباراتية التي تعرض لها.
دعم غائب في لحظة الحسم
رغم التوقعات بتدخل إيران لدعم حزب الله في هذه الأزمة، إلا أن هذا الدعم لم يظهر بشكل ملموس، ما يعكس ربما تخوف القيادة الإيرانية من أن تكون هي الأخرى مخترقة.
وتقول محللة شؤون إسرائيل في مجموعة الأزمات الدولية، إيراف زونسزين، إن اغتيال نصر الله يمثل انتصارًا كبيرًا لإسرائيل على المستوى السياسي، لكن يبقى السؤال حول كيفية استغلال هذا الانتصار في تحقيق مكاسب دبلوماسية وأمنية دائمة.
نهاية حقبة أم بداية تحول؟
يعتقد المحللون أن مقتل نصر الله يمثل نقطة تحول قد تعيد تشكيل لبنان والمنطقة بأكملها.
فحزب الله لن يختفي من المشهد، لكنه بالتأكيد لن يظل كما كان.
ويبدو أن لبنان يقف على أعتاب مرحلة فارقة، بين إرث حزب الله الممتد لعقود وبين المتغيرات الإقليمية والدولية التي قد تفرض واقعًا جديدًا.
وترى مجلة "إيكونوميست" أن مقتل نصر الله سيؤدي إلى إعادة تشكيل لبنان والمنطقة بشكل لم يكن متوقعًا قبل عام.
وتؤكد المجلة أن الشخص الذي سيتولى القيادة الآن سيواجه التحدي الأكثر خطورة في تاريخ حزب الله الذي يمتد لأربعة عقود.
وتشير المجلة إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على أن إسرائيل تمكنت من القضاء على معظم القيادة العسكرية لحزب الله ومحو عقود من الخبرة في غضون شهرين، بل أيضًا على أن التنظيم تعرض لإهانة كبيرة أمام الشعب اللبناني، الذي أصبح مستاءً بشكل متزايد من هيمنة الحزب على السياسة الداخلية للبلاد.
