ترامب: ستكون هناك مهلة نهائية لبدء وقف النار في أوكرانيا
أثارت تصريحات وزير الخارجية السوداني الجديد علي يوسف، التي أطلقها في مقابلة مع قناة الجزيرة، عاصفة من الانتقادات والجدل الداخلي والخارجي.
وأعلن يوسف خلال المقابلة، استعداد حكومته لمنح قواعد عسكرية على البحر الأحمر للقوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، روسيا، الصين، وفرنسا، مما اعتُبر دعوة مفتوحة لتحويل السودان إلى ساحة صراع عالمي.
وأتت تصريحات يوسف بعد 7 أيام فقط على تعيينه من قبل قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، بالمنصب خلفا لحسين عوض علي محمد.
تصريحات تثير جدلاً
في الوقت الذي يكافح فيه السودان للخروج من أزماته الداخلية، يرى محللون أن هذه التصريحات تُعد بمثابة بيع صريح للسيادة الوطنية.
فقد وصف المحلل السياسي محمد المختار، في تصريح لموقع "التغيير" الخطوة بأنها امتداد لعقلية النظام القديم التي لا تزال تتحكم في السلطة، مشيرًا إلى أنها ليست سوى تكرار لمحاولات سابقة من قِبل الرئيس السابق عمر البشير، الذي عرض بدوره إنشاء قواعد روسية مقابل الحماية من الضغوط الغربية.
من جانبهم، أعرب سودانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم، متهمين الحكومة بفتح أبواب البلاد لتدخلات أجنبية تهدد الأمن القومي.
ووصف البعض هذه التصريحات بأنها "بيع السودان بالمزاد العلني"، مما يزيد من تعقيد المشهد الداخلي الذي يعاني أصلاً من الانقسامات السياسية والصراعات المسلحة.
أبعاد دبلوماسية كارثية
التصريحات لم تتوقف عند الدعوة لإنشاء القواعد العسكرية، بل تضمنت اتهاماً صريحاً للإدارة الأمريكية بالتآمر ضد الجيش السوداني. وهو ما اعتبره دبلوماسيون خطأً جسيماً يضر بالعلاقات الخارجية للسودان.
وقال أحد الدبلوماسيين إن الوزير أظهر ضعفاً واضحاً في التعامل مع القضايا الحساسة، مشيرًا إلى أن إجاباته المتقطعة وغير الواضحة أكدت عدم أهليته للتعامل مع وسائل الإعلام في هذه المرحلة الحرجة.
ردود فعل دولية وعقوبات أمريكية
وتأتي تصريحات يوسف، بعد أسابيع من تطور لافت في الموقف الأمريكي تجاه قوات البرهان، حيث فرضت واشنطن عقوبات على الفريق أول ميرغني إدريس سليمان، الرجل القوي في منظومة الصناعات الدفاعية، والذي يُعتبر من أبرز داعمي عبد الفتاح البرهان.
وأكدت الخارجية الأمريكية أن الجيش السوداني يواصل أولويته لشراء الطائرات المسيّرة من إيران وروسيا بدلًا من العمل لتحقيق السلام، مما يشير إلى أن واشنطن باتت أكثر حزمًا في تحميل القيادة العسكرية السودانية مسؤولية استمرار الصراع.
هذه العقوبات ليست مجرد إدانة، بل تعدّ خطوة عملية تهدف إلى خنق الموارد المالية للجيش السوداني، مما يضع مزيدًا من الضغط على البرهان لإعادة التفكير في استراتيجيته.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك قد يجبر القيادة العسكرية على الدخول في مفاوضات جدية، خاصة مع ازدياد العزلة الدولية حول السودان.
ما وراء التصريحات
ترى الأوساط السياسية أن تصريحات وزير الخارجية السوداني تعكس محاولة يائسة لكسب التأييد الدولي بأي ثمن، في ظل رفض المجتمع الدولي للتجاوزات التي يرتكبها الجيش السوداني بحق المدنيين.
وقالت إنه من الواضح أن حكومة البرهان تبحث عن حلفاء خارجيين يضمنون بقاءها، حتى لو كان ذلك على حساب سيادة البلاد.
وأكدوا أن هذه الاستراتيجية تنطوي على مخاطر كبيرة، ففتح الباب أمام القوى الكبرى لإنشاء قواعد عسكرية قد يحوّل السودان إلى بؤرة صراع إقليمي ودولي، في منطقة استراتيجية تعج بالتوترات.
كما أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى مزيد من التوتر مع الدول الإقليمية التي ترى في البحر الأحمر مصلحة أمنية حيوية.