فايننشيال تايمز: الصين تقطع استثماراتها الجديدة في شركات الأسهم الخاصة الأمريكية

logo
العالم العربي

عودة العائلات العراقية من مخيم الهول.. بوابة للأمن أم مأزق جديد؟

عودة العائلات العراقية من مخيم الهول.. بوابة للأمن أم مأزق جديد؟
مخيم الهولالمصدر: (أ ف ب)
06 يناير 2025، 3:28 م

تُطمئن السلطات العراقية بشأن عودة مئات العائلات من مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة جنوب مدينة الموصل، مؤكدة أن سجلات العائدين خالية من أي ارتباط بتنظيم داعش.

ورغم ذلك، أعرب برلمانيون أيزيديون ونشطاء حقوقيون عن قلقهم من احتمالات وقوع أحداث انتقامية، أو مشكلات أمنية قد تترتب على هذه العودة، خاصة في قضاء سنجار.

أخبار ذات علاقة

وسط مخاوف من "شبح داعش".. العراق يسعى لحسم ملف العالقين بمخيم "الهول"

 وبحسب وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، فإن 450 عائلة عراقية من مخيم الهول السوري ستعود إلى مخيم الجدعة خلال الأيام القليلة المقبلة، ضمن برنامج أطلق عام 2021 بهدف إعادة جميع العراقيين الموجودين في المخيمات السورية إلى البلاد.

 وبهذا الصدد، قال النائب الأيزيدي، محما خليل، إن عودة هذه العائلات "تشكل إهانة للضحايا الأيزيديين الذين عانوا من جرائم تنظيم داعش"، محذرًا من أن "عودتهم قد تؤدي إلى نشوب صراعات جديدة بين السكان المحليين".

وخلال الأعوام الماضية، وصلت دفعات سابقة من العائلات العراقية إلى البلاد قادمة من مخيم الهول، إلا أن وصول الدفعة الجديدة المرتقبة بالتزامن مع سقوط النظام السوري وصعود فصائل المعارضة المسلحة، أثار مخاوف ترتبط بتغير المعادلة الأمنية في المنطقة، وعزز احتمالية تسلل عناصر متشددة بين العائدين.

إجراءات أمنية معقدة

بدوره، قال ضابط في مستشارية الأمن القومي العراقي، إن "عملية نقل العائلات العراقية من مخيم الهول تخضع لإجراءات أمنية معقدة، تبدأ من لحظة إدراج أسمائهم في قوائم العودة، حيث يتم التحقق من البيانات باستخدام أنظمة متطورة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد أي ارتباطات محتملة بتنظيم داعش أو جهات متطرفة أخرى".

وأكد الضابط الذي طلب حجب اسمه، أن "التدقيق لا يتوقف عند الحدود السورية العراقية، بل يمتد إلى مخيم الجدعة، حيث يتم إخضاع العائدين لفحوصات أمنية إضافية لضمان عدم وجود أي تهديد".

وأوضح الضابط، لـ"إرم نيوز"، أن "الإجراءات تشمل خطوات تنظيمية مثل مراقبة العائدين عبر أنظمة إلكترونية متقدمة لعدة أشهر داخل مخيم الجدعة، إلى جانب إشراك فرق متخصصة في إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي".

جهاز "الحسبة"

ويضم مخيم الهول حاليًا نحو 30 ألف عراقي، يشكلون النسبة الأكبر من سكانه، إلى جانب عائلات تنتمي لتنظيم داعش وأطفالهم.

والمخيم، الذي يمتد على مساحة 2.9 كيلومتر مربع، مقسم إلى 7 قطاعات، يُعد أكثرها خطورة القطاع الخاص بعناصر وأمراء تنظيم داعش الأجانب.

وبحسب التقارير، فإن هذا القطاع يمثل بؤرة للتطرف، حيث تنفذ داخله عمليات قتل تُديرها "الحسبة"، وهو جهاز تابع لنساء التنظيم ضد من يُتهم بالخروج عن التعاليم، كما يُعتقد أن حوالي 27 ألف طفل في المخيم يتعرضون للتلقين الأيديولوجي المتشدد، مما يجعل المخيم أشبه بأكاديمية لتخريج جيل جديد من المتشددين.

أخبار ذات علاقة

"أخطر مخيم".. العراق يعلن عدد مواطنيه العائدين من "الهول"‎

 لا صلة بتطورات سوريا

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الهجرة العراقية، علي عباس، أن "الوجبة الأخيرة القادمة من مخيم الهول جزء من برنامج مستمر منذ عام 2021، وغير مرتبطة بتطورات أوضاع سوريا".

وقال عباس، لـ"إرم نيوز"، إن هذه الدفعة "تأتي ضمن برنامج حكومي لتعزيز الأمن القومي، وإنهاء الملفات الشائكة مثل مخيم الهول وقضايا النزوح بشكل عام، حيث اتُخذت كل الإجراءات الأمنية واللوجستية لضمان نجاح العملية".

وأضاف أن "الوزارة سبق وأن نقلت دفعات سابقة إلى مخيم الجدعة في الموصل، وخضع العائدون هناك لبرامج إعادة تأهيل، تضمنت دروسًا تعليمية ونفسية، وتم دمجهم في مجتمعاتهم بنجاح، حيث أثبتت التجربة فعاليتها، وسنعمل على استكمال إعادة باقي العائلات الموجودة في مخيم الهول وفقًا للإجراءات المعمول بها".

وأشار عباس إلى أن "المخاوف التي يبديها البعض بشأن عودة تلك العائلات غير مبررة، خاصة أن جميع الأسماء تخضع لتدقيق أمني صارم قبل الشروع بنقلها إلى العراق".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات