حزب الله يقول إنه قصف بالصواريخ تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في ثكنة "زرعيت"

logo
العالم العربي

عام على فاجعة درنة الليبية.. المدينة الحالمة التي أغرقها الطوفان (فيديو)

عام على فاجعة درنة الليبية.. المدينة الحالمة التي أغرقها الطوفان (فيديو)
آثار الدمار في درنة بعد الطوفانالمصدر: رويترز
10 سبتمبر 2024، 2:49 م

تصادف غدا الأربعاء، الذكرى الأولى لـ"فاجعة درنة" في الشرق الليبي، تلك المدينة الحالمة التي أغرقها الطوفان في 11 سبتمبر/أيلول من العام 2023.

لم تكن درنة المبتهجة بجريان واديها تعلم أن شريان حياتها سيُنهي بعد لحظات مظاهر الحياة كلها في المدينة التي عرفها الليبيون بحاضرة الثقافة والأدب والرقي والجمال.

وتسبب الإعصار "دانيال" الذي تشكل في البحر المتوسط، آنذاك بتساقط أمطار غزيرة غير مسبوقة على ليبيا، أجرت سيولا دمرت سدّي وادي درنة: "سيدي بومنصور"، و "البلاد"، اللذين يحبسان مياه الفيضان عن مدينة درنة ما تسبب بالفاجعة.

كيف انهار السد؟

تجمّع في حوض وادي درنة، وفق التقديرات، 115 مليون متر مكعب من المياه، بما يفوق قدرة السد الكبير خمس مرات، انفجر على إثره السد الأبعد "بومنصور" الواقع على بعد 13 كم من المدينة، ليجرف أمامه السد الأضعف "سد البلاد" الذي يبعد 1كم عن المدينة.

شكّل الماء القادم من أعالي درنة موجة تسونامي بارتفاع ثلاثين مترا جرفت أمامها كل ما واجهها، وقذفت ثلث المدينة بشوارعها وعماراتها، وأبنيتها ومن فيها إلى البحر، ليصبح العالم يوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2023 على فاجعة هزت أركان الإنسانية في كل مكان. 

تزامنأ مع الذكرى الاولى لفيضان وادي درنة الليبية . تلك الكارثة التي راح ضحيتها اكثر من 100 الف شخص . مشاهد تم توثيقها من كميرات مراقبة وثقت اللحظات الاولى لانفجار السد الاول ثم السد الثاني . مشاهد مرعبة تحبس الانفاس . دائما نقول بناء السدود خطير جدا خاصة في الاودية التى تتوسط المدن والقرى . alialobathani

Posted by Ali Alobathani on Sunday, September 8, 2024

طوفان هو أشبه بيوم القيامة، وفق ما يروي ناجون، فقد جرفت السيول أحياء كاملة، وعمارات من عدة طوابق بمن فيها، وتسببت في مأساة إنسانية غير مسبوقة، وأزمة نفسية حادة بين الأحياء.

ومما ضاعف أعداد الوفيات أن معظم السكان كانوا يخلدون إلى النوم عندما اجتاح الطوفان فجرا وسط المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان.

أخبار ذات علاقة

عام على الكارثة.. درنة من مدينة أشباح إلى "منجم للذهب"

 

حصيلة كارثية

الحصيلة كانت كارثية بكل المقاييس، فقد راح ضحية هذا الطوفان، وفق إحصائية للأمم المتحدة، ما يزيد عن 6 آلاف شخصً، وفُقد 8000، واضطر نحو 44800 شخص إلى النزوح، لتشكل هذه الكارثة أكبر الكوارث الطبيعية التي حلت بليبيا، بل وفي قارة أفريقيا. 

ومؤخرا أوضحت كلوديا جازيني، كبيرة المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، أن "مكتب المدعي العام في درنة سجل ما يزيد عن 6 آلاف حالة وفاة.

لكن الأسر المحلية تعتقد أن العدد الحقيقي أعلى بكثير، وربما يصل إلى 11 ألفًا، وفق وكالة "نوفا".

وفي حين لم يتم تحديد حجم الخسائر في الأرواح البشرية بشكل دقيق، فإنَّ التأثير الاقتصادي لعبور الإعصار "دانيال" عبر شرق ليبيا أصبح أكثر وضوحًا، بحسب صحيفة "لوموند الفرنسية.

ويقدر تقرير مشترك للبنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، نُشر في 24 يناير/ كانون الثاني، التكلفة الإجمالية للكارثة بنحو 1.7 مليار دولار، وهو رقم يمثل نحو 3.6% من الناتج المحلي الإجمالي الليبي لعام 2018.

ويوصف الإعصار "دانيال" بأنها "الأكثر دموية في أفريقيا منذ العام 1900". 

وأشارت الصحيفة إلى الخسائر في البنية التحتية المتداعية بشكل كبير، إذ جرى تدمير 675 كم من الطرق، و14 جسرًا، ومنشآت كهربائية مختلفة، والعديد من خطوط الضغط العالي، وجزء من شبكة معالجة المياه وإدارتها وتوزيعها، بقيمة إجمالية بلغت 404 ملايين دولار.

فاجعة ألقت على ليبيا المنهكة بالصراعات حملا آخر، فالفقد كبير، ولكن معدن هذا الشعب ظهر جليا من خلال "فزعة خوت" التي تداعت من كل مدن ليبيا لنجدة درنة التي أخذها الطوفان، وحوّل مدينة الياسمين إلى مدينة أشباح.

أخبار ذات علاقة

بأحكام تصل إلى 27 سنة سجنًا.. إدانة 12 مسؤولا بكارثة درنة

 

حداد وطني

وفي الذكرى الأولى للفاجعة، قالت البعثة الأممية للدعم في ليبيا، إن تحديد الحادي عشر من سبتمبر، يوم حداد وطني على درنة والمناطق المتضررة من الفيضانات يعبر عن الحزن العميق الذي يوحد الليبيين، ويسلط الضوء على الحاجة المستمرة إلى الدعم المستدام للمتضررين.

فيما اعتبرت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، جورجيت غانيون، أن "ما عاشه الأهالي في درنة والمناطق المحيطة بها قبل عام أمر مأساوي لا يمكن وصفه بالكلمات".

وقالت خلال زيارتها للمدينة يوم الاثنين إن "جميع الأسر المتضررة التي التقيت بها لا تزال تبكي ذويها الذين فقدوا أرواحهم، وتريد أن تعود حياتها إلى مجراها الطبيعي".

وفقاً لكلوديا جازيني، التي عادت مؤخراً من درنة، فإن التقدم المحرز في استعادة المناطق المتضررة مثير للدهشة.

وقالت جازيني في مقابلة مع وكالة "نوفا": "تم تنظيف الوادي الكبير، الوادي الذي يعبر المدينة، والذي تم تدميره بالكامل، وإزالة الأنقاض، وتم تجديد العديد من المباني في وسط المدينة".

وأضافت: "تم بناء آلاف الشقق السكنية، أو هي قيد الإنشاء، على أطراف المدينة وجسور جديدة تعبر الوادي، في حين يُعَاد بناء الطريق على طول الساحل، الذي دمر أيضاً".

واليوم وبعد عام من الكارثة، ها هي جهود الإعمار تسابق الزمن، لتعيد إلى درنة الزاهرة إشراقتها التي غيّبها الطوفان. 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC