مصدر أمني لبناني: لا يمكن الوصول للقيادي بحزب الله هاشم صفي الدين منذ غارة الجمعة

logo
العالم العربي

من حرب إلى حرب.. السوريون في لبنان يعيشون معاناة جديدة

من حرب إلى حرب.. السوريون في لبنان يعيشون معاناة جديدة
فارون من القصف قرب معبر حدودي بين سوريا ولبنانالمصدر: (أ ف ب)
05 أكتوبر 2024، 6:37 ص

قصة أخرى للنزوح يعيشها اللاجئون السوريون في لبنان، فبعد أن هربوا من أتون الحرب السورية عام 2011، يقعون اليوم تحت جحيم القصف الإسرائيلي على لبنان.

وتقدّر مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أعداد اللاجئين السوريين في لبنان بـ1.5 مليون لاجىء، يعيشون ظروفاً مزرية، ويعانون فيها الفقر وانعدام الخدمات الطبية والتعليمية ومقومات العيش الكريم.

أخبار ذات علاقة

لبنان.. غارات مكثفة على البقاع والضاحية الجنوبية (فيديو)

 

"الوطن بالنسبة إلي أصبح فرشة إسفنج وشادر يونيسيف"، يقول السوري أحمد، محاولاً كبح عبراته، وهو يجتاز معبر المصنع الحدودي، عائداً من لبنان إلى سوريا بعد سنوات عدة من اللجوء.

وفقد أحمد بيته في ريف دمشق بسبب القتال في المنطقة، وهو اليوم يفكر في طريق عودته أين سيستقر به الحال في الشام، هل في مركز "الحرجلة" أم في "الدوير" المخصصيْن لاستقبال النازحين من الحرب.

وقال أحمد لـ"إرم نيوز": "عشنا حدّ الكفاف في لبنان، وعانينا العنصرية والاستغلال والأجور المتدنية، لكننا تحملنا كل ذلك من أجل أطفالنا".

أجيال كاملة من اللاجئين كبرت في الخارج أثناء الحرب السورية، ويعاني بعضهم  فقدان الأوراق الرسمية، ومشكلة العبور بشكل غير شرعي للبنان، إضافة إلى مشكلات قانونية تتعلق بالخدمة الإلزامية، أو ملاحقات قضائية أخرى.

يضيف أحمد: "ما تعرضنا له أثناء القصف الإسرائيلي للأحياء السكنية في لبنان جعلني أفضل العودة للشام، حتى لو سكنت في خيمة مع عائلتي".

وخلال الأيام الأولى للحرب على لبنان، وصل عدد النازحين الذين عبروا الحدود اللبنانية باتجاه سوريا إلى أكثر من 100 ألف، تبعاً للأمم المتحدة، نسبة كبيرة منهم مهجرون سوريون، لكن لاحقا تضاعف هذا الرقم.

منذ بداية القصف الإسرائيلي على لبنان، جهزت محافظة ريف دمشق مراكز للإيواء، كما صدر قرار بإعفاء السوريين من الـ100 دولار التي يدفعها القادمون عادةً في المطارات والمعابر الحدودية.

البقاء أحياء

في عام 2021، وصفت الأمم المتحدة اللاجئين السوريين في لبنان بالقول: "يكافحون للبقاء على قيد الحياة".

وأضافت في بيان أصدرته بهذا الشأن أن "نسبة اللاجئين السوريين الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي بلغت 49%، واضطر ثلثا العائلات إلى تقليص حجم حصص الطعام والوجبات المستهلكة يومياً".

وذكرت أن "60% من العائلات تعيش في مساكن معرضة للخطر، مع ارتفاع الإيجارات وزيادة احتمالية الإخلاء".

وفي ظل هذا الواقع، لم يكن النزوح للمرة الثانية أمراً سهلاً على اللاجئين الذين يكافحون للبقاء أحياء، كما تقول الأمم المتحدة، فكيف هو الحال في تأمين تكاليف رحيل جديد "لا يملكون منها فلساً"، كما يقول أحمد.

أزمة اقتصادية

مشهد ازدحام النازحين السوريين واللبنانيين على المعابر الحدودية، قادمين باتجاه سوريا، "يدفع للأسى".

ويتوافد الفارون من الحرب تحت يافطة واحدة كُتب عليها "نازحون"، وهم يتساءلون إن كان السوريون الذين يعانون أسوأ أزمات اقتصادية قادرين على حمل القادمين من لبنان.

يختار بعض العائدين المبيت عند أقربائهم فترة من الزمن، حتى يتدبروا أنفسهم. ويفضل آخرون الذهاب مباشرة إلى مراكز الإيواء في ريف دمشق.

بينما قرر آخرون البقاء في لبنان مهما اشتدت الظروف، لأنهم غير قادرين على تحمل "سفر برلك" جديد.

ورغم القلة والفاقة، يقول الشاميّون: "بيت الضيق يتسع لألف صديق"، وتقول محافظة ريف دمشق إنها تحاول تأمين كل المتطلبات، بمساعدة بعض المنظمات الدولية التي قدمت آلافاً من الفرشات والبطانيات ومعدات المطبخ.

أخبار ذات علاقة

وزير لبناني: نخشى "غزة ثانية" في بلدنا

 

لكن الشتاء أصبح على الأبواب، كما يقول أحمد، وهو يشير إلى فرشات الإسفنج وشراشف منظمات الإغاثة التي يحملها مع عائلته.

فعندما يبدأ موسم الأمطار والبرد القارس، هل "تستطيع تلك الفرشات الرقيقة أن تكون وطناً لعائلتي؟"، هكذا يتساءل أحمد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC