"AP" عن مسؤولين: أوكرانيا ستقترح وقف إطلاق نار محدود خلال المحادثات مع أمريكا في السعودية
لم يكن وقع مَشاهد العودة إلى شمالي غزة مريحًا بالنسبة لعدد من المسؤولين الإسرائيليين، رغم أن ذلك يمثل جزءًا من اتفاق أعقب 15 شهرًا من الحرب التي دمرت القطاع، وأسفرت عن عشرات آلاف القتلى، وكان "شمال غزة" إحدى أبرز عقبات التفاوض.
تشكل العودة إحباطًا لأحد أهم أهداف الحرب على غزة، التي تجسدت في خطة عُرفت بـ"خطة الجنرالات"، التي تهدف للسيطرة على شمالي القطاع وإفراغه، بل وتشكل "استسلامًا تامًّا" حسب الوصف الذي استخدمه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.
بن غفير، وصف مشاهد العودة بأنها من صور "الجزء المهين" في الصفقة مع حماس، وذهب أبعد من ذلك ليصف مشاهد عودة آلاف النازحين إلى الشمال بالقول: "ليس هذا ما يبدو عليه النصر المطلق بل هو الاستسلام التام".
بينما كان إعلان الجيش الإسرائيلي بتقييد الدخول إلى الشمال مَشيًا في الساعات الأولى، مؤشرًا على مخاوف من تلك العودة، وقد أوضح في بيان أن "نقل المسلحين أو نقل الأسلحة إلى شمال القطاع يُعد خرقًا للاتفاق".
لماذا شمال غزة؟
بعد نحو عام على بدء حرب غزة، وقبل الإعلان عن "خطة الجنرالات" بدأت إسرائيل عمليًّا تنفيذ تلك الخطة، وفي الـ5 من أكتوبر من العام الماضي، أطلقت عملية في شمالي قطاع غزة، ترافقت مع حصار مطبق، شمل حتى الدواء والغذاء، وأبقت منفذًا باتجاه الجنوب، للمساعدة على تهجير السكان إلى هناك.
وحين كشف الإعلام العبري تفاصيل الخطة، كان واضحًا أن تلك الإجراءات، تهدف إلى "تفريغ" الشمال بشكل كامل، وتحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة. وذلك بالاستفادة من الظرف المحلي والدولي الذي كان يسمح بتنفيذ خطة كتلك.
يُشكل شمال غزة هاجسًا لدى إسرائيل وخاصة منذ سيطرة حماس على القطاع، عام 2005 ولاحقًا تحويله إلى أحد مراكزها المهمة، إذ يضم أبرز التجمعات التي تعد معقلًا للحركة:
مخيم جباليا
ضمن قطاع غزة الذي يصنف على أنه الأكثر اكتظاظًا سكانيًّا في العالم، يُعد مخيم جباليا الأكثر اكتظاظًا في القطاع، وأحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
ورغم حضور حركة حماس في مناطق أخرى من شمالي القطاع، كما في بيت لاهيا، وبيت حانون، فإن لمخيم جباليا أهمية كبرى لدى أطراف الصراع جميعها، بدأت منذ صعود اسمه إلى التداول الإعلامي العالمي عقب انتفاضة الحجارة عام 1987، ليتحول إلى أبرز معاقل الحركة.
لسنوات طويلة كانت تحاول إسرائيل تطويق حركة حماس في شمالي القطاع، وهو ما دفعها لاجتياحه مرات عدة كان الفلسطينيون فيها يدفعون الأثمان، وتبقى سيطرة الحركة وقواها، كما تتطور أسلحتها.
ومنذ الأيام الأولى للحرب التي بدأتها حماس عبر ما سمَّته "طوفان الأقصى"، كان شمال القطاع، بشكل عام وجباليا ومخيمها خصوصًا، هدفًا لقصف غير مسبوق في تاريخ الصراع.
واليوم؟
وسط الخسائر الكبيرة التي تلقتها حماس، والدمار غير المسبوق لغزة التي كان عليها أن تدفع مجددًا الثمن في الأرواح، كان لافتًا إعلان الحركة أن "عودة النازحين تمثل انتصارًا للفلسطينيين، وهزيمة لإسرائيل".
وفي المقابل، تعالت أصوات في إسرائيل تتلاقى مع مواقف حماس، كان أكثرها وضوحًا موقف بن غفير.
إلا أن تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، كان يحمل موقفًا مغايرًا، رغم أنه يستبطن القلق الإسرائيلي من فشل "خطة الجنرالات"، إذ هدد عبر حسابه في "إكس" كل من "ينتهك" القواعد، وقال: "لن نسمح بالعودة إلى واقع ما قبل السابع من أكتوبر".