مبعوث ترامب: المحادثات مع روسيا بشأن حرب أوكرانيا تنعقد الأحد المقبل في جدة
توقع خبراء في الشؤون الأمريكية والعلاقات الدولية، أن تتراجع طموحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن خطة تهجير أهل غزة، في ظل مواقف الدول العربية الرافضة للخطة، وسط انتظار بدائل جديدة.
وأوضح الخبراء، لـ"إرم نيوز"، أن خطة ترامب بشأن غزة تهدف إلى التهيئة لضم إسرائيل للضفة الغربية، وإنهاء صلاحية "حل الدولتين"، ودفع الدول العربية للقبول بأوضاع تتعلق بشكل معيشة الفلسطينيين في غزة، في ظل الرغبة باقتطاع إسرائيل لأجزاء من القطاع لتكون مناطق عازلة بشكل جديد، وتحييد حركة حماس عن حكم غزة، والتمهيد لتصورات تتم في هذا الإطار على مستوى التفاوض.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، قد قال مؤخرًا، إن مقترح ترامب بشأن تهجير سكان غزة، وتولي إدارة أمريكية للقطاع "هو الطرح الوحيد المتاح رغم معارضة بعض الأطراف".
وطالب روبيو المعارضين من شركاء أمريكا في المنطقة، بتقديم مقترحات بديلة عن مقترح ترامب، في حال وجدت، على حد قوله.
وبهذا الصدد، أكد الخبير في الشأن الأمريكي، الداه يعقوب، أن ترامب يحاول الضغط على الأردن ومصر "دول الطوق"، وكذلك السعودية، من أجل قبول خطته بتهجير سكان قطاع غزة، الأمر الذي يواجه برفض عربي موحد.
وأشار يعقوب إلى أن الموقف العربي أكده العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في لقائه العلني مع ترامب، بالتزامن مع إلغاء القاهرة للقاء المتوقع بين ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في واشنطن، إضافة إلى تمسك المملكة العربية السعودية برفض التهجير، وربط الرياض للتطبيع مع إسرائيل بحل الدولتين.
ويتوقع يعقوب، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن يتراجع مؤشر طموحات ترامب حول الورقة الخاصة بتهجير أهل غزة، نتيجة لتلك المواقف الثابتة والموحدة للدول العربية، لافتًا إلى ما يجري من تنسيق لعقد قمة عربية طارئة في القاهرة، والتي سترسخ هذا التنسيق.
وفي ظل المواقف العربية المنسقة بعمق، رجح يعقوب "تحوير" وتبديل موقف ترامب من جانب واشنطن، وتقديم خطط جديدة تلائم المواقف العربية التي تصر على عدم تهجير الغزيين.
ولفت إلى أن تصريح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حول تقديم بدائل من جانب الدول العربية لطرح ترامب، هو موقف من أعلى الشجرة، لكنه مؤشر على الانفتاح من الإدارة الأمريكية من أجل مواقف في هذا الصدد، يحدث حولها وفاق.
وتابع يعقوب: "تعودنا أن يكون لدى ترامب مواقف متطرفة يتعصب لها، لكن في النهاية عندما يكون هناك بدائل يبدأ الحديث عن التعامل معها"، مدللًا على ذلك بأن الرئيس الجمهوري بعد أن لوح بنوع من العقوبات على مصر والأردن، وعدم إرسال المساعدات في حال رفض المقترح، عاد بالقول إن هذا الموقف لم يعد يتبناه.
وفي ظل المواقف العربية، وتهديد المصالح الأمريكية إثرها، أعرب يعقوب عن اعتقاده بأن تبحث الإدارة الأمريكية عن بدائل لـ"التهجير"، لحفظ ماء وجه ترامب.
من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور خالد شيات، إن ترامب لم يكن يستهدف غزة في الأساس، فعينه على الضفة الغربية وتفريغ محتوى "حل الدولتين" عمومًا، والعمل على توحيد إسرائيل وضرب كل الحلول الأخرى لإقامة الدولة الفلسطينية.
وأوضح شيات، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن طرح تهجير سكان غزة هو المحرك لهذه الرؤية التي تستهدف "الضفة" و"حل الدولتين"، في محاولة أمريكية لدفع الدول العربية إلى القبول بأوضاع تتعلق بشكل معيشة الفلسطينيين في غزة، مع وضعها في يد السلطة الفلسطينية، وتحييد حماس عن حكم القطاع.
وأضاف أن الأمر الذي يهم ترامب كثيرًا هو تحييد حماس في غزة، وإيجاد بدائل سياسية في القطاع، وأن يكون هناك اقتطاع لأجزاء من غزة لصالح إسرائيل لتكون مناطق عازلة بشكل جديد، لافتًا إلى التمهيد لتصورات في هذا الإطار على مستوى التفاوض.
وقال شيات إن هناك بدائل ضيقة يدفع بها ترامب في ملعب الدول العربية، بغرض تقزيم القضية الفلسطينية وحضورها الدولي والحقوق المشروعة، من خلال إثارة أطروحات التهجير والضغط بها، وتعثر الأزمة بالحديث عن بدائل.
وأشار إلى أن ترامب عبر ما أثاره من طلب بدائل، يسعى لضرب إقامة الدولتين، وبالتبعية يكون الوفاء إلى القيم العنصرية التي يقوم عليها اليمين الأمريكي.