ترامب: لن نتسامح مع عرقلة الحوثيين للملاحة
يرى خبراء أن كلّا من حركة حماس وإسرائيل ستروّجان لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة على أنه انتصار لإحداهما على الأخرى.
وبحسب الخبراء، فإن حركة حماس ستروج لانتصارها من خلال عدم قدرة إسرائيل على الوصول إلى المحتجزين وتحريرهم على مدار 15 شهرا، رغم إمكانياتها العسكرية والاستخباراتية بدعم أمريكا والغرب، وأنها ما زالت حاضرة وحاكمة في القطاع. في حين ستدّعي تل أبيب أنها الرابحة بالتسويق للقضاء على تهديد حركة حماس للمستوطنات، والتوصل إلى إخراج الرهائن، وأنها ذاهبة للحرب من جديد لاحتلال القطاع وضم الضفة الغربية، مع وجود الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في البيت الأبيض، بعد تحرير كافة المحتجزين.
"شو" سياسي
وتقول الباحثة السياسية الفلسطينية، الدكتورة تمارا حداد، إن غزة وضحاياها وقعوا أسرى في صراع حركة حماس وإسرائيل على صورة "المنتصر" و"المهزوم" في إطار بروباجاندا و"شو" سياسي، سيتم التسويق له من الجانبين.
وأوضحت حداد في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن حركة حماس ستروّج بشكل مكثف لصورة قدرتها على "الصمود" على مدار عام ونصف العام، وأنها لم ترفع الراية البيضاء أو تنكسر في ظل ضغط إسرائيل للاستسلام، في حين أن أهل غزة هم من كانوا يدفعون الثمن بدمائهم وتحويل حياتهم إلى جحيم.
وأكدت حداد أن حركة حماس في إطار صورة هزيمة إسرائيل أمامها، ستعمل على إظهار سياقات بأنها ما زالت موجودة في قطاع غزة كإدارة وحكم، وأن تل أبيب لم تستطع إخراج الرهائن عسكريا، وأنها رضخت في النهاية للخيار السياسي.
أما إسرائيل، بحسب حداد، فستروّج على أنها المنتصرة في هذه الحرب، عبر إعلانها القضاء على خطر وجود حركة حماس في غزة ، وأنها أنهت أي تهديد كان يواجه المستوطنين من الحركة من داخل القطاع.
وأشارت إلى أن أبرز أشكال إظهار إسرائيل على أنها "منتصرة"، الحديث خلال الفترة القادمة عن أنها حررت الرهائن، وأن ما وقّعت عليه عبارة عن هدنة وليس اتفاقا لوقف إطلاق النار، وأنها بعد إخراج كافة المحتجزين، ستعود من جديد.
ترويج الانتصار
فيما يرى الخبير في الشؤون الدولية، محمد أشتاتو، أن كلا من إسرائيل وحركة حماس، انكسرتا في هذه الحرب الطويلة، ولكن الأخيرة ستستطيع استغلال مسارات أساسية في هذه الحرب للترويج على أنها "المنتصرة"، وأن إسرائيل مهزومة، وفي صدارة ذلك ملف المحتجزين.
وبين أشتاتو في حديث لـ"إرم نيوز"، أن المحتجزين الإسرائيليين كانوا سببا في استمرار الحرب لأكثر من 15 شهرا، سلكت تل أبيب كافة المسارات العسكرية والاستخباراتية، وفي النهاية لم تستطع الوصول إليهم، ليكون خروجهم عبر اتفاق، وهو المشهد الذي ستقدم حركة حماس نفسها من خلاله على أنها "المنتصرة".
واستكمل أشتاتو أن صورة انتصار حركة حماس وإظهار إسرائيل على أنها "المهزومة" عبر عجز تل أبيب عن تحرير الأسرى عبر السلاح، سيكون أهم مشهد تروّج له الحركة، ليس فقط في دوائرها ومحيطها، ولكن سيصل تأثير هذا الترويج إلى الداخل الإسرائيلي، خاصة أن تل أبيب منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حتى يناير/ كانون الثاني 2025، استعملت كافة الوسائل التي بحوزتها من أسلحة وتكنولوجيا وطائرات أمريكية، ولم تصل إلى أي هدف في النهاية، بالعثور على خيط للمحتجزين.
وأضاف أشتاتو أن إسرائيل دخلت في غزة وحاصرت حركة حماس وسوّت القطاع بالأرض وقتلت الآلاف، ولم تستطع الوصول إلى الرهائن حتى مع استخدام أحدث وسائل التتبع والتجسس بمعاونة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول غربية، ولم تصل إلى أثر للمحتجزين حتى كان الذهاب من جانب تل أبيب إلى وقف الحرب بعد أن فعلت كل شيء ولم تصل إلى الأسرى.