ذهب تقرير لصحيفة "التلغراف" إلى أن سياسة الرئيس بايدن في الشرق الأوسط، المتمثلة في تحقيق هزيمة دائمة بتنظيم داعش، عفا عنها الزمن، وتُعرّض حياة الأمريكيين للخطر، خاصة مع تواصل حرب غزة التي حوّلت المنطقة إلى بؤر من التوتر، من الحدود الإسرائيلية اللبنانية إلى البحر الأحمر.
وأوضح التقرير، أنه رغم تمكن القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة، والتي يبلغ عددها حوالي 45 ألف جندي، من البقاء بعيدًا عن الأحداث، إلا أنه لا يمكن قول الشيء نفسه عما يقرب من 3400 جندي أمريكي منتشرين في جميع أنحاء العراق وسوريا، والذين اضطروا إلى تجنّب النيران الدورية من الميليشيات المدعومة من إيران في كلا البلدين. والأسوأ من ذلك أن القوات تتحمل مخاطر غير ضرورية، ولا تحتاج ببساطة إلى التواجد هناك.
وأضاف تقرير "التلغراف" أن الخطأ بدأ في حقبة "ترامب" الرئاسية، عندما قرر إبقاء القوات الأمريكية في مكانها، لتحقيق أهداف كانت إما بعيدة المنال أو غير مرتبطة على الإطلاق بمهمة مكافحة داعش؛ وعدم الاكتفاء بنجاح عملية الرئيس "أوباما" التي أفضت، بالتعاون مع القوات المحلية، إلى تحرير العراق وسوريا من تنظيم داعش.
وجاء الرئيس "بايدن" ليُضاعف الخطأ بإصراره على "هزيمة دائمة" خيالية لتنظيم داعش، وهي أقصى ما يمكن تحقيقه. ولم توضح الإدارة بشكل كامل ما تنطوي عليه "الهزيمة الدائمة" فعليًا، أو ما هي الموارد الأمريكية التي ستحتاجها، أو المدة التي ستستغرقها، أو ما إذا كان من الممكن تحقيق هذا الهدف.
ولفت التقرير إلى أن كل ما نعرفه عن الجماعات الإرهابية يشير إلى أن القضاء على داعش عسكريًا، واجتثاثها من جذورها من المرجح أن يكون قضية خاسرة وإهدارًا للموارد.
ورغم أن تنظيم داعش سيواصل شنّ هجمات غير معقدة ضد قوات الأمن العراقية والجيش السوري والمقاتلين الأكراد، إلا أن الولايات المتحدة، باختصار، فعلت كل ما بوسعها في العراق وسوريا، وأن مبررات وجودها انتهت.
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني لصحيفة "وول ستريت جورنال" هذا الشهر، وهو ليس مخطئًا بحسب التقرير: "نعتقد أن مبررات التحالف الدولي قد انتهت".
ورجّح التقرير أن فكرة عودة تنظيم داعش إلى ما كان عليه قبل 2014 محض خيال ومبالغة غير واقعية؛ لأن لديه العديد من الأعداء والقليل من الحلفاء.
وخلص التقرير إلى أن مهمة الولايات المتحدة في العراق وسوريا، حاليًا، تتمثل في حماية نفسها من الهجمات التي لم تكن لتحدث ببساطة لو لم تكن القوات الأمريكية في العراق وسوريا في المقام الأول، وأن الوقت قد حان للتوقف عن تقديم الأعذار للبقاء والخروج.