عاجل

وزير الدفاع الإسرائيلي: المرحلة الجديدة من الحرب تنطوي على فرص ولكنها تحمل مخاطر جسيمة

logo
العالم العربي

"استياء وإحباط".. استطلاع يوضح موقف اللبنانيين من "حزب الله"

"استياء وإحباط".. استطلاع يوضح موقف اللبنانيين من "حزب الله"
مقاتلو حزب الله في استعراض بالضاحية الجنوبية لبيروتالمصدر: أرشيف - غيتي
12 يوليو 2024، 3:08 م

تناول تحليل إخباري، نظرة اللبنانيين إلى ميليشيات حزب الله، وأثرها على أي حرب جديدة في المنطقة.

وأفاد التحليل الذي نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية استنادًا إلى نتائج استطلاع أجرته الشبكة البحثية غير الحزبية "الباروميتر العربي" بأن ميليشيا حزب الله تقاتل في بلد يقف "على حافة الهاوية" منذ أن شهد الاقتصاد اللبناني انهيارًا شبه كامل في عام 2019.

والاستطلاع أجري في الفترة ما بين فبراير/شباط وأبريل/نيسان من العام الجاري، وشمل جميع مناطق لبنان، وأظهر أن المواطنين العاديين يواجهون تحديات هائلة. 

ووفق الباحثين ماري كلير روش ومايكل روبنز من الشبكة البحثية، فإن الأوضاع في لبنان تدهورت إلى حد كبير، خاصة في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تأجيج الإحباط الشديد والغضب بين اللبنانيين العاديين من الطوائف جميعها.

أخبار ذات علاقة

خبير: يدا إسرائيل "مكبّلتان" بشأن الحرب مع "حزب الله"

 

ويقول حوالي 80 بالمائة من المواطنين اللبنانيين إن توفر الغذاء والقدرة على تحمل تكاليفه يمثل مشكلة حاليًا في البلاد.

كما أفاد 68% من المستطلعة آراؤهم بأن الطعام ينفد في بعض الأحيان، أو في كثير من الأحيان قبل أن يتمكنوا من شراء المزيد في الشهر الذي يليه.

وعبر المشاركون في الاستطلاع عن أدنى مستوى من الرضا على الإطلاق بين نظرائهم في سبع دول عربية أخرى أجرت الشبكة البحثية استطلاعات مماثلة فيها، وخصوصا فيما يتعلق بتوفير المياه والكهرباء والوصول إلى الإنترنت والرعاية الصحية، حسبما ذكرت "فورين أفيرز". 

وكان المشاركون اللبنانيون أيضًا الأكثر احتمالًا للقول إنهم تعرضوا لانقطاع التيار الكهربائي أسبوعيًا وهو ما يزيد بمقدار 43 نقطة على ثاني أسوأ أداء، في الأراضي الفلسطينية، التي شملها الاستطلاع قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول.

"أمل ضئيل في المستقبل" 

وبحسب استطلاع الشبكة البحثية، يعتقد 13% فقط من المواطنين اللبنانيين أن الوضع سيتحسن خلال السنتين أو الثلاث سنوات القادمة.

ومن بين السكان العرب الذين شملهم الاستطلاع، كان المشاركون اللبنانيون هم الأكثر احتمالا للقول إنهم أسوأ حالا من آبائهم (أكثر من 50 في المائة)، كما ويعتقد 28 في المائة فقط أن أطفالهم سيحصلون على نوعية حياة أفضل مما يعيشونه.

وشدد الباحثان على أن "لبنان كان بلداً شديد الانقسام حتى قبل السابع من أكتوبر الماضي وحتى بعد انتهاء الحرب الأهلية في البلاد، حيث أدى  صعود ميليشيا حزب الله في العقود الثلاثة الماضية إلى تغيير جذري في توازن القوى باعتباره الطرف غير الحكومي الأكثر تسليحا في العالم، والذي تم تصنيفه كمنظمة إرهابية من قبل معظم الدول الغربية".

وأضافا: "تعمل الميليشيا داخل لبنان كحزب سياسي قانوني وكقوة أمنية فهي تحكم فعليًا جزءًا كبيرًا من البلاد، وخاصة في الجنوب والشرق". 

وأردفا: "كما يقدم الحزب الخدمات الأساسية لأولئك الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها، والتي عادة ما تقدمها الحكومة الوطنية ما يشكل دولة داخل دولة" .

ويوضح استطلاع "الباروميتر العربي" أنه على الرغم من كونه قوة دافعة في السياسة اللبنانية، إلا أنه لا يحظى بدعم واسع النطاق في جميع أنحاء البلاد، لكنه يحظى بمستويات عالية من الدعم بين السكان الشيعة في البلاد، الذين يتركزون في الجنوب والشرق.

وتابع التحليل: "من المثير للاهتمام أن نتائج الاستطلاع توضح أن الدعم لدور حزب الله في الشؤون الإقليمية ارتفع بين اللبنانيين غير الشيعة في أعقاب الحرب في غزة، وفي حال غزت إسرائيل لبنان لمهاجمة حزب الله، فمن المرجح أن يرتفع الدعم للمنظمة أكثر".

مسألة ثقة 

وبحسب الاستطلاع، فإنه على الرغم من النفوذ الكبير الذي تتمتع به ميليشيا حزب الله في لبنان، إلا أن عدداً قليلاً نسبياً من اللبنانيين يؤيدون الحزب.

وأفاد 30% فقط بأن لديهم ثقة كبيرة جدا أو كبيرة بحزب الله، في حين قال 55% إنهم لا يثقون بالحزب على الإطلاق وتختلف مستويات الثقة بشكل كبير بحسب الطائفة.

ويقول 85% من المستطلعة آراؤهم من الطائفة الشيعية إن لديهم ثقة كبيرة جدا أو كبيرة بحزب الله، وبالمقارنة، فإن تسعة في المئة فقط من السنة والدروز، على التوالي، وستة في المئة من المسيحيين يقولون الشيء ذاته.

ويشدد الاستطلاع على أن الثقة في ميليشيا حزب الله ارتفعت بين الشيعة بمقدار سبع نقاط، لكنها ظلت دون تغيير بين المسيحيين والسنة والدروز.

وأكد أنه لا يوجد دعم واسع بين اللبنانيين لدور حزب الله في السياسة الإقليمية، ويقول الثلث فقط إنهم يوافقون أو يوافقون بشدة على أنه من الجيد للعالم العربي أن يشارك حزب الله في السياسة الإقليمية. 

ومن المرجح أن تشير هذه الزيادة إلى التعاطف مع موقف حزب الله تجاه إسرائيل، لكنها لا تعبر  بالضرورة عن الدعم العميق للجماعة نفسها، وفق رأي المجلة.

كما ويحمل 36% من اللبنانيين وجهة نظر إيجابية للغاية أو إيجابية إلى حد ما تجاه إيران، مع ظهور الانقسام الطائفي مرة أخرى في البلاد.

أخبار ذات علاقة

بطرق اتصال بدائية.. "حزب الله" يتجنب تكنولوجيا إسرائيل المتطورة

 

وشددت "فورين أفيرز" على أن التحول نحو إيران، وخاصة بين الطوائف غير الشيعية في لبنان قد اقترن بانهيار الدعم للولايات المتحدة. 

وقال ماري كلير روش ومايكل روبنز إنه "ما من شك في أن مكانة حزب الله تتشكل من خلال نظرة اللبنانيين إلى الوضع في غزة، لكن وعلى الرغم من المكاسب التي حققها الحزب، فإن سياساته وأفعاله لم تسفر عن الكثير من الدعم عبر الطوائف".

وأضافا أنه على المستوى الوطني، يشعر 12% فقط من المواطنين اللبنانيين بأنهم أقرب إلى حزب الله كحزب سياسي.

عدو عدوي 

ووفق المجلة الأمريكية، فإنه نظراً لأهمية الحرب في غزة، فإن إحدى نتائج الاستطلاع المثيرة للدهشة إلى حد ما هي أن اللبنانيين كانوا وحدهم من بين السكان العرب الذين تم استطلاع آرائهم في سبع دول عربية منذ سبتمبر 2023، الذين قالوا إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يجب أن تعطي الأولوية للتنمية الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط على حساب القضية الفلسطينية.

ورأى كاتبا التحليل أن هذه النتيجة تؤكد مدى اليأس الذي وصلت إليه الظروف في لبنان.

وأشارا إلى أن المشاركين اللبنانيين متقبلون بشكل عام لفكرة تلقي المساعدة من الجهات الأجنبية، فقد أيد 62% الصفقة التي أبرمتها الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي في عام 2022 لإنقاذ البلاد، على الرغم من أن بعض شروطها قد لا تحظى بشعبية.

وذكر أن "اللبنانيين يلجؤون إلى الجهات الفاعلة الأجنبية لأن الأزمة السياسية والمالية المستمرة في بلادهم دمرت ثقة المواطنين في حكومتهم وإيمانهم بزعمائهم الدينيين". 

وقد أعرب المواطنون اللبنانيون المستطلعة آراؤهم عن أدنى مستوى من الثقة في القادة السياسيين والمؤسسات في أي دولة شملها استطلاع الباروميتر العربي.

وأردفت المجلة أنه "من المثير للاهتمام أن المؤسسة العامة الوحيدة التي يُنظر إليها على أنها تتمتع بمصداقية كبيرة هي القوات المسلحة اللبنانية، التي تتمتع بثقة 85 في المائة من المشاركين - وهي نسبة أعلى بكثير من مستوى حزب الله أو أي جهة فاعلة أخرى، ويعرب أعضاء جميع الطوائف عن مستويات مماثلة من الثقة في الجيش اللبناني". 

وتابعت: "بالتحذير من أنه وبينما تفكر إسرائيل وحزب الله من احتمال تصعيد الصراع بينهما، فإنه يتعين  عليهما أن يأخذا في الاعتبار السياق الذي قد تندلع فيه حرب جديدة في ظل فترة من عدم الاستقرار الشديد في لبنان".

واستكملت: "بينما يظل المواطنون اللبنانيون إلى حد كبير يشعرون بالقلق من حزب الله وإيران إلا أن بعضهم يوافق على نحو متزايد على قتال حزب الله ضد إسرائيل بعد أن أصيبوا بالرعب إزاء الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة".

وحذرت من أنه من المرجح أن يترسخ منطق (عدو عدوي هو صديقي) بشكل أكثر صرامة إذا اختارت إسرائيل شن حرب أكبر ضد حزب الله.

وأضافت أن "شن حملة عسكرية إسرائيلية في لبنان من شأنه أن يؤدي إلى تضخيم كافة الصعوبات التي يواجهها المواطنون العاديون، وسوف يرى الكثيرون منهم في دعم حزب الله وسيلة عملية للدفاع عن وطنهم".

وختمت: "لكن في المقابل إذا اعتبر اللبنانيون أن ميليشيا حزب الله هي الطرف الذي تسبب في توسيع الحرب إلى لبنان، فقد يخسر الدعم المحدود الذي اكتسبه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من السكان غير الشيعة في لبنان، لكن دون أي تغيير إيجابي في وجهات النظر تجاه إسرائيل، وهو ما من شأنه أن يترك العديد من اللبنانيين معارضين لكلا الطرفين الرئيسين في الحرب".

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC