ترامب: ستكون هناك مهلة نهائية لبدء وقف النار في أوكرانيا

logo
العالم العربي

تمرد ضد ماكرون بسبب حرب غزة.. أيام سوداء تنتظر الدبلوماسية الفرنسية  

تمرد ضد ماكرون بسبب حرب غزة.. أيام سوداء تنتظر الدبلوماسية الفرنسية   
14 نوفمبر 2023، 10:43 ص

لم يعد التصدع في جهاز الدبلوماسية الفرنسية خافيا على أحد، خاصة مع مواقف الرئيس ماكرون المتذبذبة من حرب غزة. مع ذلك لم يتوقع أحد أن يصل الوضع إلى تمرد سفراء فرنسيين على سياسة دولتهم إزاء هذه الحرب، بل ويوقّعون رسالة يتهمون فيها رئيسهم بالإساءة لصورة فرنسا وإفقادها مصداقيتها، ويلوحون بـ"التصعيد".

فهل تنتظر دبلوماسية فرنسا أيّاما سوداء؟

في العديد من شوارع العالم وخاصة بالمدن العربية، رفعت حشود المتظاهرين الداعمين لغزة، صورة الرئيس الفرنسي ماكرون، ليس تأييدا له، ولكن لاتهامه بالتواطؤ مع حكومة نتنياهو المتهمة بقتل المدنيين.

فسفراء فرنسا في البلدان العربية والمغاربية يعيشون وضعا صعبا، حيث تجوب محيط مقرات سفاراتهم مظاهرات حاشدة تتهمهم كفرنسيين بالانخراط في الحرب ضد الفلسطينيين. يقول بعض سفراء هذه البلدان "يتم اتهامنا أحيانًا بالتواطؤ في الإبادة الجماعية".

ورد ذلك في تصريحات لدبلوماسيين فرنسيين تحدثوا لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.



ونقلت الصحيفة أن عشرة سفراء فرنسيين على الأقل وقّعوا رسالة يعربون فيها عن أسفهم من التحول في موقف فرنسا الداعم لإسرائيل، موقف يقولون إنه لم يفهم في بلدان الشرق الأوسط منذ بدايته.

وأضافت نقلا عن دبلوماسيين فرنسيين أن الغضب في الشرق الأوسط والمنطقة المغاربية ليس فقط على واشنطن ولندن ولكن أيضا على باريس، والدليل - حسبهم – تلك المظاهرات الحاشدة التي تجوب محيط مقرات سفاراتهم في البلدان التي يتمركزون بها.

التأييد المطلق لإسرائيل

ومنذ اندلاع الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل سارعت فرنسا للإعلان عن الدعم المطلق للدولة العبرية، فبدءا من منع مسيرات مؤيدة للفلسطينيين والسماح بتلك الداعمة لإسرائيل، إلى معاقبة كل من اتهم بـ "معاداة السامية" وصولا إلى مقترح ماكرون المثير للجدل، والمتمثل في توسيع التحالف الدولي للقضاء على داعش ليشمل حماس.

المقترح مجهول الملامح والهوية، أثار ضجة كبيرة في فرنسا، حيث اعتبره سياسيون خطوة نحو المجهول، يقوم بها رئيس لا يقدّر مخاطر وتداعيات المواقف الرسمية الفرنسية من الحرب.

ووفقا لصحيفة "لوفيغارو" فإن هذا المقترح غذى غضب السفراء "المنشقين"، خاصة وأن ماكرون لدى زيارته إسرائيل لمشاركتها "الوجع" أبدى موقفًا دون استشارة الدبلوماسية الفرنسية، وكلها كانت من الأسباب التي أثارت استياء الدبلوماسيين الفرنسيين المتمركزين في بلدان الشرق الأوسط والمنطقة المغاربية.

ويرى السفراء الساخطون أن هذا المقترح الفرنسي للقضاء على حماس بغض النظر عن كونه فكرة صعبة التنفيذ، فقد تسبب في عدم الفهم في الشرق الأوسط.



لوموند: "تصدع الدبلوماسية الفرنسية"

صحيفة "لوموند" الفرنسية العريقة بدورها سلطت الضوء على تصدعات في الدبلوماسية الفرنسية بسبب مواقف الرئيس من حرب غزة.

ونقلت الأسبوع الماضي، أن الموقف الذي اتخذه ماكرون بشأن الصراع في غزة دون التشاور أحيانا مع وزير خارجيته يثير قلقا في الوزارة ويهدد الدبلوماسية الفرنسية بالتصدع.

ووفق الصحيفة، "يشعر العشرات من الدبلوماسيين الفرنسيين بالقلق إزاء الدعم غير المشروط لإسرائيل، ويخشون التأثير العميق على صورة فرنسا وأمنها في السنوات القادمة".

وأضافت "لوموند" أن الدبلوماسيين دعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ولفتت إلى أن سياسات الرئيس الفرنسي قسّمت وزارة الخارجية إلى محاور وضاعفت من قلق "طاقم مديرية شمال أفريقيا والشرق الأوسط" الذين يزداد إحباطهم لأنّ الصراع الدائر في غزة وموقف ماكرون منه يغذي اليوم الانقسام التقليدي داخل وزارة الخارجية، مع أنصار "الخط الأطلسي" المؤيد تاريخيا لإسرائيل.

تعليقات الإعلام الفرنسي على ما اعتبروه فشل فرنسا في التعاطي مع حرب غزة بسبب مواقف ماكرون المتعثرة، تنسجم مع ما يعكسه الرئيس بوضوح من تناقضات في مواقفه وتصريحاته، وهو الذي يعرب عن تأييد مطلق لإسرائيل في حربها على غزة، ثم يعود لاتهام البلد نفسه بقتل المدنيين.

فرنسا ماكرون التي أعلنت وقوفها مع إسرائيل في حربها على حماس دون مراعاة لحياة المدنيين، وامتنعت عن دعم الأصوات الداعمة لوقف فوري للنار في القطاع، رغم تحذيرات ودعوات المنظمات الأممية، فجأة طالبت لأول مرة بوقف النار.



بعدها بفترة وجيزة فاجأ الرئيس الفرنسي الجميع وصدم الدولة العبرية نفسها، خلال لقاء أجرته معه شبكة بي بي سي يوم الجمعة الماضي. حيث انتقد إسرائيل ودعاها لوقف القصف الذي يقتل المدنيين، وقال" في الواقع اليوم ثمة مدنيون يُقصفون. هؤلاء الأطفال هؤلاء النساء هؤلاء الكبار في السن يتعرضون للقصف والقتل".

تصريحات أثارت ضجة في فرنسا والعالم، ومعها غضب إسرائيل التي أكد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن ماكرون ارتكب "خطأ فادحا". ليسارع الرئيس الفرنسي إلى إطفاء ما أشعلته تصريحاته من حرائق، ويبادر بالاتصال بالرئيس الإسرائيلي ليوضح كلامه.

وكشفت الرئاسة الإسرائيلية أن ماكرون أكد في اتصال مع نظيره الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أنه "لم تكن لديه نيّة اتهام إسرائيل بتعمد إيذاء مدنيين أبرياء في إطار الحملة ضد منظمة حماس الإرهابية"، حسبما نقلت "فرانس برس.

خسارات ماكرون

ومهما كانت محاولات ماكرون في استدراك الموقف، فإنها لم تحقق المأمول من التصويب، بحسب مراقبين، فالجميع يعلم الآن أن موقفه إزاء إسرائيل غير متوازن، كما أن التصريح المسيء لأي طرف في الحرب لم يكسبه ود الطرف الآخر.

في المقابل فإن هذه التصريحات المتناقضة ألّبت عليه سفراءه في أكثر من عشر دول، يتهمونه بتبني مواقف مخالفة تماما للموقف الفرنسي التقليدي المتوازن بين الفلسطينيين والإسرائيليين. يحدث هذا بعد أن خسر ماكرون نواب كتلة حزبه في البرلمان، حيث تمرد عليه البعض واشتكوا الفجوة بينه وبينهم.

ومهما كانت الدوافع وراء تذبذب تصريحات ماكرون وبالتالي تذبذب مواقف فرنسا، سواء هي نتيجة التعرض لضغوط دبلوماسية، أو استدراك لتصريحات غير محسوبة، يبقى أن أحد هذه الأسباب المؤكدة هو الخوف من انتقال الحرب من الشرق الأوسط إلى فرنسا. البلد الذي تعيش به أكبر الجاليات اليهودية والعربية المسلمة والمهاجرين، والتي سجلت بينهم احتكاكات منذ انطلاق حرب غزة، بينها أكثر من ألف اعتداء ضد السامية.



أخبار ذات صلة

دعوة ماكرون إلى تحالف دولي ضد حماس تثير انقساما في فرنسا

           
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات