الدفاع الروسية: تصدينا لهجوم أوكراني على حقل للغاز في القرم
قال رامي القليوبي، الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن القواعد الروسية في سوريا لن توجه نيران أسلحتها صوب "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها، مشيرا إلى عدد الجنود بهذه القواعد أصبح قليلا جدا.
وأضاف القليوبي في حوار مع "إرم نيوز"، أن "سقوط نظام الأسد مفاجأة كبيرة غير متوقعة، بعد أن أظهر درجة كبيرة من الهشاشة وعدم ولاء الجيش للسلطة التنفيدية".
وتاليا نص الحوار:
سقوط نظام الأسد بهذه السرعة خلال أكثر من أسبوع، شكل صدمة كبيرة لروسيا التي استثمرت على مدى عقد من الزمان جهودًا دبلوماسية وعسكرية ومالية كبيرة لتدعيم سلطة الأسد، وقبل بضع سنوات تم التوصل إلى حل وسط بين اللاعبين الدوليين والإقليميين، مثل: روسيا وتركيا وإيران، عن طريق إجلاء المسلحين إلى إدلب وعودة الحياة إلى طبيعتها في أغلب المناطق السورية. لكن الآن أظهر نظام الأسد الذي سقط درجة كبيرة من الهشاشة وعدم ولاء الجيش للسلطة التنفيدية. وهذا لا شك مثَّل صدمة كببيرة لموسكو.
لا أتوقع أن توجه القواعد العسكرية الروسية أسلحتها نحو هيئة تحرير الشام؛ لأن عدد الجنود الروس بها أصبح قليلًا بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية، كما أنه فعليًّا على مدى 3 سنوات أصبحت أوكرانيا هي محور اهمامات روسيا وليست سوريا، كذلك السيناريو الأقرب إلى الواقعية هو التوصل إلى اتفاق مع هيئة تحرير الشام؛ لأن التاريخ يعلمنا أنه لا عداوة دائمة ولكن هناك مصالح دائمة.
الوجود الروسي في سوريا بعد سقوط نظام الأسد سوف يتوقف على اعتبارات عدة في مقدمتها اتفاقيات بين روسيا والنظام السابق، تضمن بقاء روسيا في سوريا لمدة نصف قرن من خلال قواعدها العسكرية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستذهب السلطة الجديدة في سوريا بعد تشكيلها إلى إلغاء تلك الاتفاقيات أو ربما تلتزم بالاتفاقيات السابقة.
لا شك أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تتبادلان دومًا الاتهامات بدعم الإرهاب، لكن كل طرف له رؤيته، وهذا التراشق يعتبر طبيعيًّا مثلما كان هناك تسابق مع الزمن للانتصار على تنظيم داعش في سوريا قبل بضع سنوات.
روسيا بالأساس منشغلة في أوكرانيا وهذا أدى إلى تراجع سوريا على سلم أولويات السياسة الخارجية الروسية، وصحيح أن روسيا حققت انتصارًا كبيرًا في سوريا قبل بضع سنوات، وحصلت على قاعدتين في المياه الدافئة في البحر المتوسط، وكذلك استطاعت أن ترد جزءًا من أمجاد الاتحاد السوفيتي السابق، ولكن فعليًّا أوكرانيا كانت النقطة الأضعف في السياسة الخارجية الروسية؛ لأن الغرب استطاع أن يزرع دولة معادية لروسيا على حدود روسيا مباشرة، ولذلك فإن الأولوية لروسيا في المرحلة الراهنة هي أوكرانيا.