الأمم المتحدة: نحو 500 ألف شخص نزحوا في قطاع غزة منذ انتهاء وقف إطلاق النار
يقترب الجيش الإسرائيلي من إنهاء عملياته العسكرية البرية في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، الأمر الذي فتح باب التساؤلات حول ما الذي حققته إسرائيل من العملية التي بدأت عقب انتهاء الهدنة الإنسانية، واستمرت أكثر من شهرين.
وبدأ الجيش الإسرائيلي عمليته البرية في المدينة مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وذلك في إطار المرحلة الثانية من حربه على قطاع غزة، معتبرا أن الهدف الأساس للعملية تفكيك كتيبة خان يونس التابعة للجناح المسلح لحركة حماس.
وأكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون، أن "تقديرات المؤسستين الأمنية والعسكرية تشير إلى قرب انتهاء العملية البرية في خان يونس"، لافتين إلى أن قوات الفرقة (98) ستكمل مهمتها في المنطقة قريبًا، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.
ونقلت الإذاعة عن المسؤولين، قولهم، إن "هناك بضعة أهداف متبقية في المنطقة، ومن المتوقع أن تصل إليها القوات خلال الأيام المقبلة، وأن الجيش يقترب من حسم موقفه بشأن ما إذا كان سيطلق عملية عسكرية برفح".
وأضاف المسؤولون الإسرائيليون: "يتعين على القيادة العليا في المستويين العسكري والسياسي بعد الانتهاء من عملية خان يونس، أن يقرروا ما المهمة التالية للفرقة 98، وهل ستتجه نحو رفح أم لا".
ورأى خبير الأمن القومي، اللواء محمد عبد الواحد، أن "إسرائيل حققت إنجازات محدودة من عمليتها العسكرية في خان يونس"، مشيرًا إلى أن هذه العملية تمت على مرحلتين الأولى قبل الهدنة الإنسانية والثانية بعدها.
وأوضح عبد الواحد، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "التركيز الإسرائيلي على المدينة كان في المرحلة الثانية، وذلك على إثر فشل الجيش في تحقيق الأهداف الظاهرية بالمرحلة الأولى والمتمثلة بإضعاف حماس والقبض على قيادتها وتحرير الرهائن".
وأشار إلى أن "الأهداف الأساسية للجيش الإسرائيلي من عملية خان يونس تتمثل في ضرب البنية التحتية للمدينة، وجعلها غير صالحة للحياة، وبالتالي تصبح جميع مدن القطاع بمثابة مستعمرة بشرية غير صالحة للحياة".
وبين عبد الواحد، أنه "وبالرغم من النجاح الجزئي لإسرائيل؛ إلا أن العملية العسكرية بخان يونس لم تؤدِ لتفكيك حماس"، قائلًا: "الجناح المسلح للحركة لا يزال يمتلك قوة عسكرية يمكنه من خلالها أن يهدد إسرائيل".
وأضاف: "حماس لا تزال محتفظة بجزء ليس ببسيط من قدراتها العسكرية، وهو الأمر الذي يجعل إسرائيل مصرة على اجتياح رفح واستكمال عملياتها العسكرية بمختلف مدن القطاع"، مبينًا أن عملية رفح ستزيد الضغط على الحركة.
من ناحيته، يرى الخبير في الشأن العسكري، واصف عريقات، أن "إسرائيل وإن كانت تروج لتحقيقها انتصارات عسكرية في خان يونس وتدمير الجناح المسلح لحماس بالمدينة؛ إلا أنها فعليًا لم تحقق النجاحات المطلوبة".
وقال عريقات، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "الجيش الإسرائيلي الذي روج على مدار الأشهر الماضية، لانتقال قيادة حماس ورئيس الحركة يحيى السنوار من غزة لخان يونس، لم ينجح في الوصول إلى أي منهم، وهو الأمر الذي يعتبر فشلًا أمنيًّا وعسكريًّا ذريعًا".
وأضاف: "بتقديري إسرائيل تريد الانتقال لمرحلة جديدة من الحرب أملًا في الحصول على المكاسب السياسية والعسكرية التي يريدها رئيس وزراء حكومتها بنيامين نتنياهو، وتؤدي إلى اتخاذه قرارا بوقف الحرب لا يمس بمسيرته السياسية".
وأكد أنه "دون اعتقال كبار قيادة حماس أو اغتيال أحد منهم داخل غزة، لا يمكن القول بأن إسرائيل نجحت في عملياتها العسكرية"، لافتًا إلى أن النجاح الوحيد للجيش الإسرائيلي يتمثل في جعله القطاع منطقة غير صالحة للحياة.
وتابع: "بتقديري الجيش الإسرائيلي تمكن فقط من إضعاف قدرات حماس العسكرية دون القضاء عليها، وربما تحتاج الحركة لسنوات من أجل إعادة ترميم ما دمرته الحرب، إلا أن العمليات الإسرائيلية لن تنهي حماس عسكريًّا، حسب تقديره.