عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
العالم العربي

مزقته الكلاب.. أمّ فلسطينية تبكي ابنها المريض (صور)

مزقته الكلاب.. أمّ فلسطينية تبكي ابنها المريض (صور)
امرأة فلسطينية نجت من غارة إسرائيليةالمصدر: رويترز
17 يوليو 2024، 10:58 ص

كشفت أمٌّ فلسطينية أن جنود الجيش الإسرائيلي  سمحوا لكلب بوليسي بنهش جسد ابنها المصاب بمتلازمة دوان، و"تمزيقه" في غزة أمام عينيها. وفق شبكة "بي بي سي".

محمد بهار ابن الرابعة والعشرين ربيعا، كان مصاباً بمتلازمة داون والتوحد، عاش في حضن عائلته، وكانت ملاذه عندما يتعرض للتنمر أو الضرب في المدرسة. وعندما بدأت الحرب في قطاع غزة كان محمد يشعر بالخوف من صوت القنابل، وكانت عائلته دائما ما تهدّئه بقولها: إن "الأمور ستكون على ما يرام".

وبينما يجد محمد صعوبة في الحركة، ويقضي أياماً جالساً على كرسي، كان أبناء أخيه قريبين منه لتقديم المساعدة في حال احتاج لأي شيء.

4ef1f3bf-c316-42c8-b468-0b63e4e87709

وتقول والدة محمد، نبيلة بهار، التي تبلغ من العمر 70 عاماً لـ"بي بي سي": "محمد لم يكن يعرف كيف يأكل أو يشرب أو يغيّر ملابسه، أنا التي أغيّر حفاظاته، وأنا التي أطعمه، لم يكن يعرف كيف يفعل أي شيء بنفسه".

وكان الجيش الإسرائيلي يتقدم داخل حي الشجاعية لملاحقة مقاتلي حركة حماس، لكن عائلة بهار تعبت من التنقل.

وبنبرة متعبة، عدّدت نبيلة، وهي أرملة، منازل أقاربها التي لجؤوا إليها فرارًا من الحرب.

وتردف نبيلة: "لقد قمنا بالإخلاء حوالي 15 مرة، ذهبنا إلى منزل ابني جبريل، ولكن بعد ذلك قُصف، وذهبنا إلى ساحة حيدر، وقُصفت، ذهبنا إلى حي الرمال، وقُصف، وكذلك ساحة الشوا".

وتروي نبيلة: "كنا تحت الحصار لمدة سبعة أيام، كانت الدبابات والجنود تحيط بالمنزل، وكان محمد يقضي وقته على الأريكة؛ إذ لا يحب الجلوس في أي مكان آخر".

6fa5f332-63a7-4ca9-aac6-5a640797545d

وبالنسبة لمحمد، كانت الحرب تعني له أصواتاً عالية وعنيفة، حيث يهتز كل شيء بسبب انفجار القذائف القريبة، ولا يملك تفسيرا لما يجري حوله.

وتستذكر والدته: "كان يشعر بالذعر ويقول أنا خائف، خائف".

وتضيف: "كان يعتقد أن شخصاً ما يريد أن يضربه، كان خائفاً دائماً، كنا نحيط به ونواسيه، لم يفهم الكثير، كان التوحد يجعل الأمر صعباً جداً عليه".

f33cca18-7907-472c-b9fd-27ac3f06980a

وفي الثالث من يوليو/ تموز، وفقًا لما ذكرته العائلة، داهم الجيش الإسرائيلي منزلهم في شارع النزاز في حي الشجاعية، وتروي الأم: "كان هناك عدد من الجنود ومعهم عشرات الكلاب البوليسية".

وتضيف نبيلة أنها في البداية سمعتهم "يقتحمون الغرفة ويحطمون كل شيء فيها" قبل أن يصل جنود برفقة كلب بوليسي إلى الغرفة التي يوجدون فيها.

وأوضحت أنها تحدثت معهم وهي تشير إلى محمد، وقالت: "إنه معاق، معاق، ارحموه فهو معاق، أبعدوا الكلب عنه".

وتقول الأم بكثير من الحزن، إنها رأت الكلب وهو يهاجم ابنها محمد. وتروي: "هاجمه الكلب وعضّ صدره ثم يده. لم يتكلم محمد، فقط كان يتمتم: لا، لا، لا". 

وتضيف: "عض الكلب ذراعه وسال الدم، أردت الوصول إليه، لكنني لم أستطع، لم يتمكن أحد من الوصول إليه، وكان يربّت على رأس الكلب، ويقول: كفى كفى، وفي النهاية، أرخى يده، وبدأ الكلب في تمزيقه وهو ينزف!".

في تلك اللحظة، أخذ الجنود محمد إلى غرفة أخرى، بعيداً عن الكلب، وحاولوا علاج جروحه.

أصيب محمد، الذي كان يعتمد دائما على عائلته للمساعدة، برعب شديد بعد أن أصبح تحت رعاية جنود مقاتلين كانوا للتو يخوضون معارك عنيفة في الشوارع.

تقول الأم: "أخذوه ووضعوه في غرفة منفصلة وأغلقوا الباب، أردنا أن نرى محمد، لنرى ما حدث له".

db81a673-624e-4ae7-88bf-a8e7807b4d8e

وتضيف: "طلبوا أن نبقى هادئين، ووجهوا أسلحتهم نحونا، وضعونا في غرفة منفصلة، وكان محمد وحيداً في غرفة أخرى، وقالوا: سنحضر طبيباً عسكرياً لعلاجه، ثم وصل الطبيب ودخل إلى غرفة محمد" بحسب نبيلة.

وتصف ابنة أخت محمد، جنى بهار (11 عامًا) كيف توسّلت الأسرة إلى الجنود لمساعدته، قائلة: "أخبرناهم أن محمد ليس على ما يرام، لكنهم قالوا إنه بخير".

وبعد عدة ساعات، أُمرت العائلة بالمغادرة تحت تهديد السلاح، تاركة محمد وحده مع الجنود، ومع إصرار أفراد العائلة وتوسلهم، اعتقل الجيش اثنين من إخوته، ولم يُطلق سراحهما بعد، فيما توجه باقي أفراد الأسرة إلى مبنى كان قد تعرض للقصف في وقت سابق لاستخدامه كمأوى.

وبعد أسبوع عادت العائلة إلى مكان الحادثة الذي أصبح يؤرق جبريل شقيق محمد. أخرج جبريل هاتفه المحمول، وشارك مع المصور مقطع فيديو يوثّق الحادثة.

وتظهر في الفيديو جثة محمد ملقاة على الأرض ومحاطة بالدماء، كما تظهر ضمادة جروح على ذراعه ربما استُخدمت لإيقاف النزيف الشديد، ويشير جبريل إلى قطع القماش التي استُخدمت في تضميد الجروح، ويبدو عليها الدم. وفق "بي بي سي".

ويروي جبريل: "كانوا يحاولون وقف النزيف، ثم تركوه دون خياطة أو رعاية، قاموا بالإسعافات الأولية فقط، كما ترون، محمد كان ميتًا بعد أن تركوه وتخلّوا عنه، كنا نظن أنهم أخذوه، ولكن تبيّن أنه كان ينزف وحده في المنزل طوال هذا الوقت، وبالطبع تركه الجيش".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC