مكتب ميقاتي: لبنان سيستدعي السفير الإيراني احتجاجا على تصريحات قاليباف

logo
العالم العربي

خبراء: "عملية البيجر" محاولة إسرائيلية لاستعادة الردع

خبراء: "عملية البيجر" محاولة إسرائيلية لاستعادة الردع
مشهد من عمليات الإسعاف في لبنان بعد حادثة "البيجر"المصدر: رويترز
18 سبتمبر 2024، 7:39 ص

أكد خبراء أن الهدف الإسرائيلي من عملية "البيجر اللبناني" هو محاولة لاستعادة الردع الذي تهشم بعد الفشل في غزة والضفة الغربية بعد عام من الحرب، إضافة إلى أن البيئة الدولية والإقليمية لا تدعم خيار توسيع دائرة الصراع باتجاه عملية عسكرية جديدة مع حزب الله، مرجحين أن العملية مرتبطة باختراق استخباري في قيادات حزب الله.

وأشاروا إلى أن المؤشرات الأولية تدعم خيار أن حزب الله سيرد على هذه العملية بطريقة قد تكون مختلفة عن رده الأخير وبشكل قد يكون أكثر دقة وانتقائية لأهداف إسرائيلية عالية القيمة، لا سيما أن سياقات العملية مرتبطة بمخططات نتنياهو والجدل في إسرائيل حول شن هجوم واسع على حزب الله في لبنان.

اختراق استخباري

وفي السياق نفسه بين المحلل السياسي الدكتور عمر الرداد: من الواضح أن العملية التي تمت باستهداف شبكة مستخدمي أجهزة بيجر تعود لحزب الله هي عملية "مخابراتية بامتياز"، مؤكداً أنها استندت لمعلومات استخبارية، ويرجح أنها مرتبطة باختراق استخباري في صفوف قيادية بحزب الله وداخل الجهة المصدرة للشبكة وهي إيران على الأغلب، لا سيما وأن السفير الإيراني في بيروت من بين الجرحى وهو من مستخدمي هذه الشبكة.
 
وأضاف الرداد في حديثه لـ إرم نيوز، أن سياقات العملية مرتبطة بمخططات نتنياهو والجدل في إسرائيل حول شن هجوم واسع على حزب الله في لبنان، بحجة أنه تم تخفيض مستوى التهديد الذي تمثله حركة حماس بعد مرور ما يقارب العام على انطلاق الحرب بعد طوفان الأقصى.

وقال الرداد:"نتنياهو يدرك أنه إذا كانت هناك خلافات داخل إسرائيل حول مواصلة الحرب في غزة، فإن توفير الأمن لسكان شمال إسرائيل يحظى بإجماع من غالبية الرأي العام الإسرائيلي".

كيف سيرد حزب الله؟

وأكد الدكتور الرداد أن حزب الله سيرد على هذه العملية، وهو ما تؤكده تصريحات لقيادات من حزب، غير أن تساؤلات ستبقى مفتوحة بما فيها شكل ومستوى هذا الرد وهل سيكسر قواعد الاشتباك بين الجانبين، وتذهب المنطقة لحرب واسعة؟

ومن جانبه، قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تعليق له لـ"إرم نيوز" حول تطورات الأحداث في لبنان بأن هناك سيناريوهين حول التفجير الذي حصل لأجهزة المناداة "بيجر"؛ إذ يشير السيناريو الأول إلى أن مادة متفجرة زرعت في الأجهزة في أثناء استيرادها من الخارج لحساب حزب الله، فيما السيناريو الآخر يشير إلى أن التفجير تم بهجوم سيبراني أدى إلى رفع حرارة بطارية الليثيوم؛ ما أدى إلى انفجارها، وأشار أبوزيد إلى أن السيناريو الأكثر احتمالا هو أن يكون التفجير حصل بهجوم سيبراني من خلال إرسال موجات عالية التردد أدت إلى تسخين البطارية؛ ما أحدث انفجار أجهزة البيجر.

وحسب أبوزيد ما يعزز هذا الخيار أن انفجار الأجهزة جاء متزامناً في جميع الأجهزة بالتوقيت نفسه، وهذا لا يكون إلّا من خلال إرسال موجة رادارية واحدة بالوقت نفسه للأجهزة كلها، فالأمر الآخر والأهم أن الصور والمقاطع التي بثت لبعض الإصابات تشير إلى أن التفجير لم يكن بحجم يوحي بوجود مادة متفجرة، كما أن إسرائيل تملك الوسائل والتقنيات الفنية لمثل هذا الهجوم السيبراني من خلال الوحدة 8200 ومقرها شمال تل أبيب، وكانت تعرضت لهجوم من قبل حزب الله في أثناء الرد على مقتل القيادي فؤاد شكر.

استعادة الردع 

وأضاف أبوزيد أن الهدف الإسرائيلي من هذا الهجوم هو استعادة التفوق والردع الذي تهشم بعد الفشل الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية ورد حزب الله في عمق الأراضي المحتلة، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى ضرورة توجيه عملية غير تقليدية في الوقت الذي يدرك فيه المستوى العسكري والأمني عدم القدرة على الذهاب إلى عملية عسكرية تقليدية؛ بسبب الخسائر التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي في غزة وحالة إنهاك القوات، إضافة إلى أن البيئة الدولية والإقليمية لا تدعم خيار توسيع دائرة الصراع باتجاه عملية عسكرية جديدة مع حزب الله.

وأشار أبوزيد إلى أن المؤشرات تدعم خيار أن حزب الله سيرد على هذه العملية بطريقة قد تكون مختلفة عن رد الحزب الأخير وبشكل قد يكون أكثر دقة وأكثر انتقائية لأهداف إسرائيلية عالية القيمة. 

وختم أبوزيد أن الهدف الإسرائيلي غير المعلن من العملية هو خلق ذريعة لسحب جزء من قطاعاته من غزة بعد الخلاف الذي وقع مؤخرا بين السياسيين من اليمين وجنرالات الجيش المطالبين بضرورة الانسحاب جزئيا من غزة ونقل الثقل العسكري إلى الشمال.

أخبار ذات علاقة

الكشف عن هوية ومقر الشركة مصنعة "بيجر حزب الله" الذي فجرته إسرائيل

 

وأسفرت عملية تفجير البيجر عن 9 قتلى ومئات من عناصر ميليشيا "حزب الله" اللبناني، لإصابات متفاوتة الخطورة، حيث طالت العملية عناصر الميليشيا في عدة مناطق في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت والبقاع وجنوب لبنان، فيما هرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى المستشفيات المحيطة.

وتعهّد "حزب الله"، صباح اليوم الأربعاء "مواصلة" عملياته العسكرية ضدّ إسرائيل إسنادا لقطاع غزة، وذلك غداة انفجار أجهزة اتصالات بأيدي عناصره في مناطق مختلفة من لبنان بصورة متزامنة؛ ما خلّف نحو ثلاثة آلاف جريح وتسعة قتلى على الأقلّ، بحسب "فرانس برس".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC