تنذر بـ"اشتعال الساحة".. قلق من ارتفاع أنماط العنف لدى مستوطني الضفة

حذرت مصادر عسكرية إسرائيلية، الأحد، من تحولات في أنماط العنف الذي يمارسه المستوطنون اليهود بالضفة الغربية بحق الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه تراجع وتيرة الاعتقالات التي تباشرها شرطة إسرائيل، وفق قناة "كان الـ11" العبرية.

ولاحظت المصادر تفاقم عنف مستوطني الضفة خلال العامين الماضيين، إلا أن الفترة الأخيرة تشهد تحولات، تقود إلى تدهور الأوضاع، مثل مبادرة المستوطنين بالاحتكاك مع الفلسطينيين بشكل يومي، وفي الوقت ذاته، تراجع الشرطة عن اعتقال المتورطين.

القناة العبرية تحدثت مع المصادر العسكرية التي حذرت من تصاعد حاد في الأعمال العنيفة التي يمارسها نشطاء يهود متطرفون على الأرض، حيث تشمل التحولات التي طرأت على أنماط العنف على سبيل المثال، أنها أصبحت علنية، أي أن المستوطنين يأمنون العقاب، ويشعرون أنهم يحظون بغطاء سياسي.

كل شيء مباح

التحول الآخر الذي حدث، وفق القناة، يتعلق بشعور المستوطنين المتطرفين بأن كل شيء مباح، وهو ما فسرته المصادر بأنه "ينبع من غياب إنفاذ القانون بالضفة الغربية وتراجع عمليات الاعتقال التي تباشرها الشرطة بحق المتطرفين".

 

وبيّنت المصادر أن النشطاء المتطرفين يحتشدون على مقربة من القرى الفلسطينية، ويبدؤون عمليات احتكاك بشكل يومي مع سكان هذه القرى.

أحداث "جيت"

ولاحظت المصادر أن المستوطنين المتطرفين "انتقلوا من مرحلة الشغب الذي يتمثل في كتابات على الجدران والسيارات، إلى أعمال شغب حقيقية وخروقات للنظام على نطاق واسع، ومحاولات تطبيق القانون بأيديهم، إضافة إلى حرق المنازل".

وكان قرابة 150 مستوطنًا ملثمًا اقتحموا قرية "جيت" في قلقيلية شمالي الضفة الغربية، قبل أيام، وأحرقوا منازل وسيارات فلسطينية، وقتلوا شخصًا واحدًا فيما أصيب آخرون.

وأظهرت التحقيقات أن المواطن الفلسطيني الذي قُتِل سقط بطلق ناري من سلاح أحد المستوطنين المتطرفين.

وأعلن البيت الأبيض، الخميس، أن هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية "غير مقبولة"، وطالب بوقفها.

وذكر جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أنه يتعيَّن على السلطات الإسرائيلية اتخاذ التدابير اللازمة لحماية كافة المجتمعات، ومحاسبة جميع مرتكبي أعمال العنف.

 

عصابات مسلحة

في غضون ذلك، نقل موقع "واللا" العبري، الأحد، عن اللواء (احتياط) غادي شامني، القائد السابق لفرقة غزة، أن هؤلاء المستوطنين يعلمون أن لديهم من يمثلهم بالكنيست، في إشارة إلى نواب الصهيونية الدينية، ودعا "الشاباك" إلى معالجة هذا الملف من زاوية "مكافحة الإرهاب".

ورأى أن أحداث قرية "جيت" تعد في غاية الخطورة، وقال إن المستوطنين ليسوا مجرد حفنة، وأن من يدعي ذلك، فهو يتحدث عن هراء.

وأضاف: "هناك مجموعات كبرى تضم هؤلاء المتطرفين، لديهم من ينوب عنهم بالكنيست والحكومة (الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش)، لا خيار سوى تغيير هذا الواقع، وعلى (الشاباك) الانخراط في مجالات لم يعمل عليها حتى الآن".

واستنكر استمرار تسمية المستوطنين المتطرفين بأسماء مثل "فتية التلال"، وقال: "يتعين تسميتهم بالعصابات المسلحة، على الشاباك أن يعالج الظاهرة مثلما يعالج الإرهاب".