بعد "بيجر حزب الله".. هل تلجأ إسرائيل للتفجيرات الإلكترونية ضد محور إيران؟

يثير الهجوم غير المسبوق، على أجهزة اتصال يستخدمها عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني، تساؤلات إن كانت إسرائيل ستلجأ للحرب الإلكترونية ضد أهداف أخرى لمحور إيران، وسط توتر متصاعد بين الطرفين في المنطقة.

"يمكن لأي قوة في العالم مهاجمة أي موارد لقوة أخرى وتعطيلها إلكترونيا في الوقت الحالي، لأن كل شيء بات مرتبطا بشبكة الإنترنت أو أي نظام اتصال آخر، وربما تتفوق إسرائيل بهذا المجال"، بحسب ما يرى اختصاصي الأمن السيبراني، سليم الأحمد.

ويقول الأحمد لـ"إرم نيوز" إن "الهجمات الإلكترونية بات بإمكانها ضرب أي شيء وشن حرب بلا دماء، مثل تعطيل الخدمات الحكومية مثلا، أو قطع الإنترنت عن دولة ماء، أو حتى قطع التيار الكهربائي وخدمات المياه".

وأضاف :"ربما إيران تمتلك فريقا إلكترونيا قويا، لكن لا أعتقد أن الجماعات التابعة لها تمتلك الإمكانيات نفسها، وهو ما قد يعرضها إلى هجمات مشابهة لما حدث في لبنان".

وعلق الأحمد على حديث البعض بأن الهجوم في لبنان ليس سبرانيا باعتباره خرقا أمنيا لسلاسل التوريد، مشيرا إلى أن إسرائيل قد تكون تجسست أو اخترقت بيانات "حزب الله" وحصلت على معلومات حول صفقة أجهزة "البيجر" و"الآيكوم"، فضلا عن استخدام تقنية إلكترونية في تفجيرها.

وتوقع استخدام إسرائيل للأسلحة السيبرانية في أعمال مثل التشويش أو تعطيل شبكات التواصل لدى الطرف الآخر.

ويستبعد الخبير السيبراني إمكانية استخدام الحرب الإلكترونية في إسقاط طائرات مدنية نظرا لخطورة ذلك، لكن المحلل السياسي، حسن الخالدي، يرى أن إسرائيل "لا تعترف" بأي خطوط حمراء في المواجهات مع خصومها.

وقال الخالدي لـ"إرم نيوز": "على سبيل المثال لو شعرت إسرائيل أن إيران سترسل شحنة صواريخ لحزب الله بواسطة طائرة مدنية، لن تتردد في إسقاطها بهجوم سيبراني أو عسكري".

وأشار إلى أن "الهجوم في لبنان كشف عن ثغرات خطيرة في محور إيران قد تستغلها إسرائيل لتوجيه ضربات سيبرانية أوسع لإجبار أعدائها على الاستسلام".

يأتي ذلك، بعد ساعات من هجوم نسب إلى إسرائيل، تسبب في تعطيل الخدمات في محطات الوقود في العاصمة طهران.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن مجموعة قرصنة إلكترونية على صلة سابقة بإسرائيل أعلنت أنها نفذت هجوماً تسبَّب في تعطيل محطات وقود بإيران.

 وأكد الخالدي أن أضرار الهجمات ليس بالضرورة أن يكون بشريا أو ماديا، ويمكن أن يكون الهدف "خلق حالة من الفوضى بين نظام وشعبه".

وأوضح أن إسرائيل نجحت في تعطيل خدمات التواصل بين عناصر "حزب الله" بعد هجوم البيجر، وقد تكون أيضا تتجسس على شبكات الهاتف الأرضي التي بنتها الميليشيا في لبنان بعد حرب "تموز" عام 2006.

بدوره، توقع المحلل السياسي، عامر ملحم، تعرض ميليشيات إيران لموجات جديدة من التفجيرات على غرار مع حصل مع "حزب الله".

وقال لـ"إرم نيوز" إن "حادثة البيجر، تعني أن إسرائيل قادرة على اختراق سلاسل التوريد لإيران وميليشياتها، مما قد يضعنا أمام حرب جديدة لم نشهدها من قبل".