رئيس وزراء كوريا الجنوبية: حرائق الغابات هي الأسوأ في تاريخ البلاد والوضع ليس جيدا
كشفت الضربة الإسرائيلية على إيران عن قدرات تل أبيب على "تحييد" منظومات الدفاع الجوي الإيرانية ولو بشكل جزئي، قبل وبعد الهجوم، وهو ما يرى خبراء أنه رسالة تحذير شديدة لإيران من عمليات قصف لاحقة، ليست مرتبطة بالهجوم الحالي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن من بين الأهداف التي ضربها منظومات صواريخ "أرض – جو"، وقدرات جوية لإيران "كانت تهدف إلى تقييد حرية العمل الجوية لإسرائيل في إيران"، مشيرًا إلى أن "أهداف الغارات تحققت".
ورغم تقارير عدة عن إبلاغ طهران مسبقًا بالهجوم، وتخلي إسرائيل عن عنصر المفاجأة في الرد، وتقديرات إسرائيلية وأمريكية عن "رد مُصمّم" بما يتيح لطهران إخفاء خسائرها، يشير الخبراء إلى أن رسائل عدة حملها الهجوم.
أضرار جسيمة
وقال المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، رون بن يشاي، إن "إسرائيل دمرت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية التي كان من المفترض أن تصدّ الضربات الجوية والهجمات الصاروخية على المراكز العسكرية الأكثر حساسية في إيران بشكل كامل وشديد".
وأضاف أن "أنظمة الدفاع الجوي هذه كان من المفترض أن تحمي العاصمة طهران والمنشآت والمصانع العسكرية الموجودة في محيطها".
وتابع بن يشاي، بأن "ذلك يمكن تقديره بشكل واضح؛ لأن الإيرانيين لم يعترضوا تقريبًا أي صاروخ أُطلق عليهم، ولا حتى طائرة مقاتلة إسرائيلية، رغم اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء الإيرانية".
وقال إن "تدمير الدفاعات الجوية سيجعل قادة إيران يفكرون مرتين قبل مهاجمة إسرائيل مجددًا؛ لأن الهجوم على الأهداف الإيرانية في ثلاث مناطق تسبب في إحداث ضرر حقيقي بالقدرات العسكرية الإيرانية، والإشارة إلى النظام بأنه مكشوف ومعرض للخطر".
"اختبار" القدرة
ويرى المحلل السياسي، إياد جودة، أن إسرائيل حاولت بشكل واضح ومعلن تحييد الدفاعات الجوية الإيرانية أو اختبار تحييدها خلال الهجوم، سواء تلك الموجودة في سوريا أو في إيران، ضمن اختبار عملي على القدرة على توجيه ضربة عسكرية لإيران.
وقال جودة في حديث لـ"إرم نيوز" إن "تحييد الدفاعات كانت خطة مركبة قبل الهجوم من خلال تعطيلها عبر هجوم سيبراني وتنفيذ خطة الإعماء، أو المزج بينهما، بما يتيح لإسرائيل فحص إمكانية تنفيذ ضربات لاحقة ضد إيران، أكبر وأهم من الضربة الحالية".
وأضاف أن "إسرائيل استهدفت أيضًا منظومات دفاع جوي إيرانية بشكل مباشر، ما يضمن تحييدها في حال شن إسرائيل هجمات لاحقة على إيران"، مشيرًا إلى أنه لا يمكن الجزم حتى اللحظة بمدى النجاح الإسرائيلي في إلحاق الضرر بالدفاعات الجوية الإيرانية.
وأوضح أن "التقارير حول إبلاغ إسرائيل مسبقًا لإيران بأهداف الهجوم، إن صحت، فإنها تشير إلى فشل أكبر في صد الهجوم أو الحد من تأثيره"، مشددًا على أنه من المبكر تقييم نتائج الهجوم بشكل دقيق.
"هجوم منظم"
وقال الخبير في الشأن العسكري الفريق، قاصد محمود، إن "الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الذي وقع قبل عدة أسابيع يأتي بشكل منظم ومخطط للغاية، ويحول دون إحراج إيران وإجبارها على توجيه ضربة جديدة لإسرائيل".
وأوضح محمود، لـ"إرم نيوز"، أن "الأهداف العسكرية التي ضربتها إسرائيل تخالف التهديدات التي أطلقها الساسة الإسرائيليون فيما يتعلق بتوجيه رد قوي وغير مسبوق على الهجوم الإيراني"، لافتًا إلى أن الرد صُمم لضمان عدم إيقاع أي خسائر كبيرة لدى الإيرانيين.
وأضاف أن "إسرائيل والولايات المتحدة تدركان أن الدفاعات الجوية وأجهزة الإنذار المبكر الإيرانية ضعيفة أمام أي ضربة عنيفة للجيش الإسرائيلي، ويبدو أن ذلك دفع تل أبيب وواشنطن لإبلاغ طهران بالاستعداد للضربة وبطبيعتها، حتى لو على حساب التخلي عن عنصر المفاجأة"، وفق تقديره.
وتابع أن "الهجوم هدفه سياسي بالدرجة الأولى، وطبيعة الأهداف ستحول دون اندلاع حرب إقليمية، وهو الأمر الذي يرغب فيه جميع الأطراف"، لافتًا إلى أن الأضرار التي لحقت بإيران ليست كبيرة لتفكر في الرد على الضربة الإسرائيلية.
وبيّن أن إسرائيل قدمت الكثير من التنازلات في ضربتها العسكرية، خاصة ما يتعلق بعنصر المفاجأة، وأنه من الواضح علم الإيرانيين بكافة التفاصيل، مؤكدًا أن ذلك سيفتح فصلاً جديدًا من فصول المواجهة غير المباشرة بين تل أبيب وطهران.