31 قتيلا على الأقل في غارة للجيش السوداني على مسجد الأحد في ولاية الجزيرة

logo
العالم العربي

خبراء: استهداف "القرض الحسن" يبدد فرص التهدئة في جبهة لبنان

خبراء: استهداف "القرض الحسن" يبدد فرص التهدئة في جبهة لبنان
غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبيةالمصدر: رويترز
22 أكتوبر 2024، 5:51 ص

توقع محللون سياسيون تعثر فرص التفاوض "غير المباشر" بين إسرائيل وحزب الله، بعد الاستهداف العسكري من جانب تل أبيب لفروع مؤسسة "القرض الحسن"، الذراع المالية والاقتصادية لحزب الله.

ووجهت إسرائيل ضربات قاصمة بالقصف الممنهج لمؤسسة القرض الحسن المعروفة بأنها تعد "وزارة مالية" حزب الله، باستهداف 31 فرعاً منتشرة لها في شتى بقاع لبنان، حيث توجد البيئة الحاضنة التي تتعامل بشكل مباشر مع هذه المؤسسة ومصارفها.

وبحسب خبراء، فإن "القرض الحسن" بنك غير قانوني يمارس الأعمال المالية والمصرفية في لبنان، دون غطاء، سواء من المصرف المركزي اللبناني أو باعتمادات من بنوك خارجية، وهي شركة خاصة غير قانونية تمارس الأعمال المالية بالتوازي مع الاقتصاد اللبناني، فضلاً عن عدم سدادها ضرائب للمؤسسات الحكومية مثل بقية الشركات والمصارف.

نشوة تل أبيب

ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، الدكتور خالد العزي، أن عمليات الاستهداف القوية للفروع المنتشرة لمؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله جعلت التفاوض الدبلوماسي اليوم بعيداً للغاية في ظل تراكم النشوة لدى تل أبيب باعتبار نفسها الأقوى التي تحقق انتصارات وتضرب في العمق.

وأوضح العزي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن استهداف "القرض الحسن" بهذه الطريقة يكشف أن إسرائيل لا تريد التوغل داخلياً، لأن هناك بنك أهداف "قاتلة" تجاه حزب الله، وهو ما يظهر أن خطة تل أبيب مع حزب الله هذه المرة تختلف عن حرب 2006 التي اعتمدت على المواجهات وإطلاق الصواريخ؛ ما جعلها مؤلمة وقتئذ للعدو الإسرائيلي الذي يرى اليوم في حرب 2024 فرصة مختلفة.

وذكر العزي أن الذهاب إلى التفاوض أمر غير مقبول؛ لأن إسرائيل تقطع أوصال لبنان وتهجر مئات الآلاف من المناطق، وهذا إرباك للحكومة والدولة، ما يذهب بالتفاوض إلى وقت آخر، لن يأتي إلا بانتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما تستغله إسرائيل التي تمضي في هذه الوضعية بتمهيد عملية شل قدرات طهران.

وتابع أن أحد الجوانب الأساسية المتعلقة بشل قدرات طهران مرتبط برغبة تل أبيب في قطع الطريق على أي هجوم سيترتب على الضربة المنتظر توجيهها إلى إيران، ما يتطلب التعامل مع الأذرع، ومنها حزب الله، من خلال عملية "قص العشب"، لتكون التهديدات على الداخل الإسرائيلي غير قوية، بعد إتمام الرد المنتظر تجاه إيران.

وأردف العزي أن أهمية مؤسسة القرض الحسن بالنسبة لحزب الله لا تختلف عن الجناح العسكري والأمني، لكونها الممول الأساسي، ولذلك فإن استهداف فروعها من جانب إسرائيل بغرض إخراج هذه المؤسسة من الخدمة يجعل الحرب قائمة على الجبهات كافة؛ ما يغلق الطريق على أي حل دبلوماسي.

ردود انتقامية

من جهته يؤكد المحلل السياسي، ميشال أبو نمر، أن مؤسسة القرض الحسن هي الذراع المالية الاقتصادية لحزب الله، ولا تقل بأي شكل في أهميتها عن الذراع العسكرية، ولذلك فإن هذه الضربات الممنهجة التي توزعت على فروعها، سيكون لها آثار بالغة في هجمات وردود انتقامية في الداخل الإسرائيلي من جانب حزب الله.

وتوقع أبو نمر، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن يكون رد حزب الله وتعامله هذه المرة باستهداف مؤسسات اقتصادية أو ما قد يحقق خسائر مالية لإسرائيل.

وأكد أن أهمية "القرض الحسن" محورية ويعتبر دورها في الوقت الحالي فاصلاً على عدة مستويات تتعلق بتمويل ذوي المقاتلين في الفرق العسكرية التابعة للتنظيم من جهة، وأيضاً توفير الاحتياجات التي تعتمد على المال بشكل كبير، لمن هم مشردون أو مهجرون من البيئة الحاضنة.

وأشار إلى أن هذا يمثل ضغطاً على حزب الله في الأساس، ومن المؤكد أن هذا الحمل سيتضاعف مع ضرب تلك المقار.

وذكر أبو نمر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رأى أهمية كبيرة في قصف تلك الفروع؛ لما لذلك من تأثيرات معنوية في الأساس على البيئة الحاضنة لحزب الله في الداخل، وما وراء ذلك من جر قدم إيران إلى المواجهة في بعض المواقع.

وأردف أن انعدام الحل الدبلوماسي أمر تراهن عليه إسرائيل إلى حد كبير، وترى أن الدخول في هذا النفق سيكون لصالحها على المستوى القريب، بالتعامل مع موارد مالية سواء لإيران أو أذرعها، لما سيأتي به ذلك من انعكاسات على البيئة الحاضنة في المقام الأول.

واستكمل بأن ما كان يدور من محاولات تفاوض غير مباشرة بين حزب الله وإسرائيل سينعكس عليها استهدافات فروع "القرض الحسن" سلبياً، وسيكون لذلك ردود فعل من جانب حزب الله باستهداف الداخل الإسرائيلي.

أخبار ذات علاقة

"القرض الحسن".. ما علاقتها بـ”حزب الله" ولماذا تستهدفها إسرائيل؟ (وثائقي إرم)

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC