8 نقاط اخترقت "كلمة البيجر" لنصر الله

في كلمة مصورة، مدتها نحو 56 دقيقة، ظهر الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، مساء أمس الخميس، متعب الوجه، مقرًا بالخسارة في حادثة استهداف أجهزة الاتصال في لبنان، ومتوعدًا إسرائيل بـ"القصاص"، إلا أن ما أخفته كلماته في ثناياها أعقد من تشعبات ملف جبهة الشمال، وكذلك تفاصيل المرحلة المقبلة من الحرب.

ولأن نصر الله اعتاد توجيه رسائل، عبر كلماته، ولكن الاستفاضة في التوصيف، والإطالة في شرح أهداف الجيش الإسرائيلي من تفجير "البيجر و"ووكي توكي"، جرّا الحديث إلى زوايا أخرى.
وفي حادثة كبيرة كهذه قُتل فيها 37 شخصًا، وأصيب نحو 3 آلاف آخرين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، يستدعي الأمر وقائع ومواقف مغايرة، مع أنه يمكن ملاحظة 8 "مآخذ" في كلمة نصر الله.

1- "تناقض واعتراض"

في الوقت الذي اعتبر فيه نصر الله، أن الهجوم السيبراني الذي تعرضت له لبنان "غير مسبوق لا في هذه الحرب ولا في دول العالم" وكان "ضربة قاسية"، إلا أنه اعترف في الوقت نفسه بأن هذا الأمر طبيعي في الحروب.. وهنا تناقض بين جملتين متعارضتين في سياق واحد؛ فما دام كل شيء مباحًا في الحروب، فلماذا يعتبره "غير مسبوق"، على أقل تقدير؟

2- "آداب الحرب"

اعتاد "حزب الله" توجيه الاتهام لإسرائيل بأنها تتعامل بشكل "لا إنساني ولا أخلاقي"، مع السكان في لبنان، ولكن السؤال الذي يُثار هنا: ما الجديد في الموضوع، فمنذ متى كانت "العلاقة الأخلاقية" في أوجها بين "العدوين"، وما الجديد في تلك التهم التي يعتبرها نصر الله نوعًا من التصعيد؟

3- "لا استقرار في المصطلحات"

بهدوئه المعتاد في أغلبية خطاباته، استفاض نصر الله في توصيف الحادثة، معتبرًا إياها "مجزرة"، في تباين بين مصطلحين استخدمهما دون أن يستقر على رأي معتمد؛ "مجزرة الثلاثاء "أم "مجزرة الأربعاء"، أو ما الاسم الصحيح لما حدث، هل كان هجومًا إرهابيًا أم مجزرة؟.

 4- "هدف إسرائيل"

قال نصر الله إن إسرائيل فشلت في تحقيق هدفها "كاملاً، والمتمثل في نيتها قتل 5 آلاف شخص، إلا أنه أوضح في نفس اللحظة أن "النيات الصادقة" أفشلت جزءًا من أهداف الجيش الإسرائيلي.. وما بين تعطيل الهدف كاملاً أو جزئيًا فرق كبير.

5- "التنظير"

لُوحظت الغزارة في إرسال رسائل طمأنة وإدخال التهدئة في النفوس، في حدث من المفترض أن تحتكم فيه العواطف بحدها الأقصى إلى العقل، بالتركيز على المآلات، وما الذي تخفيه هذه الحرب على المتضررين، أو ما التصرف الصحيح في هذا النوع من الحروب.

6- "جدار الصوت"

المثير في كلمة نصر الله، كان خرق الطيران  الإسرائيلي جدار الصوت، خلال حديثه، على علو منخفض، مرتين على الأقل، في أجواء لبنان.

7- "الاختراق الإلكتروني"

تعرض أمين عام "حزب الله" لسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، لما قاله إنه بـ"الجهد والجهاد" يمكن مواجهة التطور التكنولوجي لدى إسرائيل، رغم أنه كان بالإمكان الاستفادة من هذه الأزمة بتقوية عناصره تقنيًا، لا سيما أن مسار الحروب تغير في العصر الحالي.

8- "عواطف"

لعب نصر الله على عواطف مؤيديه بقوله إن إسرائيل لن تقدر علينا، بسبب "العمق المعنوي والثقافي والإيماني لدى الناس"، علمًا بأن الأحداث تتطلب مواقف سريعة، وحلولاً ناجعة قابلة لأي ردّ على هجوم إسرائيل، مع أن الردّ على اغتيال القيادي البارز فؤاد شكر، لم يتم بعد.