ترامب: سمحنا لدول عدة بأن تصبح كبيرة وثرية على حسابنا ولن أسمح بحدوث ذلك مجددا
رغم تمنيات الفرقاء السياسيين في ليبيا بإتمام المصالحة الوطنية، إلا أن هذا الهدف لا يزال صعب المنال ما يثير تساؤلات حول أسباب عرقلته.
ويسود خلاف الآن بين المجلس الرئاسي ومجلس النواب حول المصالحة الوطنية، وذلك بعد سنوات شهدت فيها البلاد جولات من الحرب الأهلية التي تركت جراحاً يصعب غلقها بين بعض المدن والفرقاء السياسيين والعسكريين أيضاً.
وفي الأثناء تستمر الجهود الأممية والدولية في ليبيا من أجل تنظيم انتخابات عامة تعثر إنجازها في 24 ديسمبر / كانون الأول من العام 2021، لكن لم يتم تحقيق أي اختراق في هذا الملف الشائك.
وتتداخل العديد من الأطراف في ملف المصالحة الوطنية في ليبيا على غرار المجلس الرئاسي والبرلمان والاتحاد الأفريقي، ولا يزال الترقب سيد الموقف لإمكانية تنظيم مؤتمر عام بشأن المصالحة.
وعلق نائب رئيس حزب الأمة الليبي أحمد الدوغة، على الأمر بالقول إن "المصالحة كمبدأ مطلب كل الليبيين بصفة عامة ومن ضمنهم السياسيين، لكن المصالحة كي تكون فعالة وناجحة يجب أن تكون هناك عدالة".
وأضاف الدوغة لـ"إرم نيوز"، أنه "يجب تحقيق العدالة للمتضررين أيضاً، ولكن مصالحة هكذا دون عدالة لا يمكن أن تلقى قبولاً، وهذا الشرط الأساسي لتحقيق المصالحة، العدالة أولاً ثم المصالحة".
وأردف أن "قانون البرلمان للمصالحة الوطنية هو إجراء قانوني إن لم يلقَ قبولاً في القاعدة الشعبية وخصوصاً الفئات المتضررة، سيبقى حبراً على ورق".
وأخيراً، عين مجلس الأمن الدولي مبعوثة أممية جديدة إلى ليبيا، هي وزيرة الخارجية الغانية السابقة هانا تيتيه، وسط محاولات لكسر الجمود السياسي الذي تعرفه البلاد.
ويرى محللون أن هناك العديد من الأسباب التي قادت مساعي تحقيق المصالحة الوطنية إلى طريق مسدودة.
واعتبر المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، أن "هناك أسباباً عدة أدت إلى عدم تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا على الرغم من الدعوات إليها من قبل السياسيين، ومنها الخلافات بين الأطراف السياسية المختلفة والتي قد تؤدي إلى عدم الرغبة في المصالحة".
وأوضح المهدوي لـ"إرم نيوز"، أن "هناك كذلك أسباباً اقتصادية ومنها توزيع الثروات وهي محور خلاف بين الأطراف الليبية".
وأشار إلى أن "الفساد السياسي والاقتصادي الذي خلق حاله من عدم الثقة بين الليبيين والتدخلات الخارجية وعدم الدعم الدولي الكافي، كلها أسباب أدت إلى عدم حدوث أي تقدم في ملف المصالحة الوطنية في ليبيا".
ولفت المهدوي إلى أن "الحلول في اعتقادي لتحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا هو إطلاق حوار وطني شامل وحقيقي بين الأطراف السياسية الليبية ومكافحة الفساد وحشد الدعم الدولي الكافي والتوزيع العادل للثروات وتحقيق العدالة وجبر الضرر".