مصادر لبنانية: الغارة الإسرائيلية على شقة سكنية في صيدا توقع 3 قتلى
يشير محللون إلى أن التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، والتي بدأت بهجوم انطلق من غزة في أكتوبر 2023 وامتد إلى جنوب لبنان وسوريا، قد أحدثت تحولًا جيوسياسيًّا كبيرًا أدى إلى تفكيك ما يعرف بـ"الهلال الشيعي" الممتد من طهران إلى شرق البحر المتوسط.
وهذه التحليلات تؤكد ضرورة نزع سلاح الفصائل والميليشيات في المنطقة، وحصره بيد الأنظمة الرسمية للدول.
وفي هذا السياق، يرى الخبراء أن التوترات المتزايدة بين الساحل السوري وريف دمشق، مرورًا بالعراق وفصائل الحشد الشعبي، وصولًا إلى حزب الله في لبنان، تعكس ملامح "شرق أوسط جديد"، هذا الشرق الأوسط الجديد، بحسب المحللين، يحمل سمات مغايرة تمامًا لتلك التي شهدتها المنطقة في العقود الماضية.
وفي تصريحات خص بها "إرم نيوز"، أشار الدكتور صفوان القدسي، الممثل الإقليمي لمعهد "ذي نيشن" الأمريكي للدراسات السياسية، إلى أن تصاعد العنف في سوريا في الآونة الأخيرة يعد نتيجة متوقعة لانهيار نظام الأسد، الذي كان يشكل الركيزة الأساسية للهلال الشيعي المدعوم من إيران.
وأوضح القدسي أن سقوط هذا المشروع الإيراني تزامن مع ظهور موجة جديدة من التغيير السياسي في المنطقة، وصفها بـ"الربيع الثاني"، مشيرًا إلى أن هذا "الربيع" يختلف عن موجة الربيع العربي الأولى، إذ يتميز بسمات أكثر براغماتية.
ومن جانبه، عدَّ ياسين الدويش، الخبير في الحركات الدينية، أن الأحداث في سوريا والعراق تعكس "عودة جديدة للتوجهات السياسية ذات البعد الديني، ولكن من بوابة مغايرة".
وأشار إلى أن المشروع الإيراني في المنطقة انهار بسرعة، ما فتح المجال أمام ظهور نماذج سياسية بديلة، مثل حزب العدالة والتنمية التركي.
وأضاف الدويش أن التحركات الدولية الحالية، بما في ذلك الضغوط الأممية لنزع سلاح الميليشيات مثل الحشد الشعبي في العراق، تشكل جزءًا من توجه أوسع يهدف إلى بناء نظام إقليمي مستقر خالٍ من المظاهر المسلحة التي تخرج عن سلطة الدولة.
وأوضح أن الجهود الأممية، بقيادة الممثل الخاص للأمم المتحدة محمد الحسن، تهدف إلى دمج الميليشيات في المؤسسات الرسمية كخطوة أساسية لتحقيق هذا الهدف.
كما شدد الدويش على أهمية المشاورات الجارية مع السلطة الدينية في العراق لضمان نجاح هذه المبادرات، مؤكدًا أن هذه الخطوات ليست مجرد إجراءات شكلية، بل هي جزء من مشروع إقليمي جديد يهدف إلى إنهاء حالة الفوضى وبناء نظام أكثر استقرارًا في المنطقة.
