خلافات بين مجلسي النواب والدولة تهدد تشكيل "حكومة موحدة" في ليبيا

أعلن المجلس الأعلى للدولة في ليبيا رفضه لقرار مجلس النواب فتح باب الترشحات لرئاسة الحكومة القادمة، في تطور يثير تساؤلات حول ما إذا كان سيعرقل مساعي تشكيل حكومة موحدة تمهد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

ووصف المجلس الذي يرأسه محمد تكالة قرار مجلس النواب الليبي بـ "الأحادي"، داعياً إلى ضرورة التمسك بالتوافق من أجل "تفادي هذه الخطوات الأحادية التي من شأنها تكرار الفشل وتكريس حالة الانقسام"، وفق قوله.

وجاء قرار مجلس النواب الليبي، في وقت يترقب فيه الشارع توحيد السلطة التنفيذية، حيث توجد في البلاد حكومتان متنافستان الآن، الأولى في الشرق برئاسة أسامة حماد، والثانية في الغرب يرأسها عبد الحميد الدبيبة.

ويرى نائب رئيس حزب الأمة الليبي، أحمد الدوغة، في تصريح، لـ"إرم نيوز"، أن "العمل السياسي في البلاد "عبارة عن تقاسم مصالح، وعندما يشعر أحد المجلسين بأنه خارج هذه المصالح يبدأ بالاعتراض".

 وقال الدوغة، "إن الفشل في تشكيل الحكومة من الأساس أو أن تُشكل بدون موافقة مجلس الدولة، عندئذ ستُعَاد نفس التجارب السابقة وهي ستحظى باعتراف الشرق ورفض الغرب".

وتشهد ليبيا منذ أشهر جموداً سياسيًّا يحاول مجلس النواب ومجلس الدولة كسره عن طريق تشكيل حكومة جديدة؛ لطي صفحة الانقسام الحكومي الذي يسود البلاد حاليا.

وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الليبية غازي معلى، إن "مطلب مجلس النواب بتشكيل حكومة ليس بالجديد، لكن الآن مررنا إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة قبول التزكيات، الآن هناك على الأقل 3 أو 4 مرشحين لديهم تزكيات من مجلس النواب يسعون إلى الفوز بمنصب رئيس للحكومة الجديدة".

وأضاف معلى، لـ "إرم نيوز"، أن "عقيلة صالح يبحث عن عدد كبير من التزكيات يفوق ثلثي نصاب مجلس الدولة، أي 90 عضواً حتى يكون عقد مجلس النواب لجلسة تكون شرعية، وأعتقد أن تكالة يريد تعطيل تشكيل حكومة جديدة، وإذا ما تم النجاح في جمع 90 تزكية من مجلس الدولة فإن ذلك سيقطع الطريق أمام تكالة".

وتابع: "في المقابل هناك لقاء مرتقب بين رئيسي مجلس النواب ومجلس الدولة في 4 أو 5 أغسطس/ آب القادم؛ وبالتالي فإن العملية التي قام بها عقيلة صالح مدروسة، وأعتقد أن فرص نجاح تشكيل حكومة جديدة كبيرة جدا".

وقال إن "المجتمع الليبي ينتظر تشكيل حكومة موحدة بفارغ الصبر"، لافتاً إلى أن "الميليشيات لن تقاتل هذه المرة من أجل الدبيبة لأنه لا يوجد ولو ميليشيا واحدة في ليبيا مستعدة الآن للدخول في مواجهة من أجل أشخاص".