بايدن: أمريكا لم تكن على علم ولم تشارك في الهجوم على بيروت

logo
العالم العربي

"اتهام الخارج".. حيلة البرهان للهروب من الأزمات

"اتهام الخارج".. حيلة البرهان للهروب من الأزمات
البرهان يلقي كلمته أمام "عمومية الأمم المتحدة"المصدر: رويترز
27 سبتمبر 2024، 5:10 م

لجأ قائد الجيش السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان، إلى نهج الرئيس السابق عمر البشير، بتوزيع الاتهامات على الخارج هروبًا من الأزمات الداخلية، بحسب محللين سياسيين.

وأشار المحللون، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى الأزمات التي يعانيها البرهان جراء الحرب الطاحنة التي يخوضها مع قوات الدعم السريع.

نسخة مكررة

المحلل السياسي عمار الباقر قال إن خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الخميس، بدا كأنه نسخة مكررة من الخطابات التي كان يقدمها الرئيس السابق عمر البشير أمام المنصة ذاتها.

وأوضح أن البرهان كال الاتهامات في خطابه للأمم المتحدة ومجلس الأمن وطالب بإصلاحهما، فضلًا عن مهاجمة دول في الإقليم والعالم، وهو الأمر ذاته الذي ظل يردده البشير حتى لحظة سقوط عرشه.

وأضاف أن "البرهان عقب توليه قيادة الجيش كانت أمامه فرصة كبيرة للبحث الجاد في الأزمة السودانية مع جميع الأطراف الداخلية وتقديم التنازلات المطلوبة لوضع حد للأزمة المتطاولة، لكنه عوضًا عن ذلك اختار أن يسير في السياسات التي أوصلت نظام البشير إلى طريق مسدود، حتى سقط في 2019".

وأشار إلى أن عناصر نظام البشير عادوا إلى مفاصل الدولة عقب انقلاب البرهان على الحكومة الانتقالية بقيادة عبدالله حمدوك، في 2021، وبعد الحرب أصبحوا يسيطرون على الدبلوماسية السودانية.

وأكد أنهم هم من كتب خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما جعله متطابقًا مع خطابات البشير.

"طلبات العاجز"

من جهته قال المستشار في قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، إن خطاب البرهان أعدته مجموعة الحرب في الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني.

وأضاف على منصة "إكس" أن "مجموعة الحرب أجرت اتصالات مع عدد من الدول والمنظمات لدعم خطاب البرهان، ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث اتفقت كل خطابات رؤساء الدول على المطالبة بتفعيل آلية لإيقاف الحرب".

وقال طبيق إن المعلومات تفيد بأن البرهان في حالة نفسية سيئة بعد الهزائم الكبيرة للجيش والجماعات الإرهابية والمستنفرين والحركات المرتزقة، المتحالفة معه، في كل محاور الخرطوم.

ووصف مطالبة البرهان بتسليم أسلحة قوات الدعم السريع، بأنها "أحلام وطلبات العاجز".

وأوضح طبيق أن "خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هو خطاب الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وأن اللجنة التي أعدت الخطاب وصاغته عرضته على الأمين العام للحركة الإسلامية، علي كرتي، لإجازته بالصورة النهائية".

وأضاف أن "الخطاب لا يمثل الشعب السوداني الذي يستمر طيران جيش البرهان في قصفه بالبراميل المتفجرة، ويقتل مئات النساء والأطفال، ويحشد ويدرب آلاف الإرهابيين لارتكاب مزيد من الجرائم ضد المدنيين".

وأشار إلى أن الشعب السوداني كان يتطلع إلى خطاب مسؤول يتحدث عن مفاوضات جادة تفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار، والانخراط في عملية سياسية شاملة لمعالجة جذور الأزمة السودانية التي صاحبت بناء الدولة منذ الاستقلال.

وقال إن "البرهان أصبح دُمية في أيدي دول محور الشر التي تدعم الإرهاب في الشرق الأوسط، وتدعم الجماعات الإرهابية في السودان بالسلاح والمسيرات، وتزود الطائرات الحربية بالوقود والصواريخ والبراميل المتفجرة، لإعادة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني للسلطة".

مشروع ذاتي

ويرى المحلل السياسي عادل بشير أن معاداة البرهان للخارج تعود لمجموعة سياسية مرفوضة من العالم تتحكم في قرار حكومة الجيش التي تتخذ من مدينة بورتسودان عاصمة لها.

وقال بشير إن "هذه المجموعة ظلت ترسم لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان سير تحركاته الخارجية، وكيفية تعامله مع المبادرات الدولية الساعية لوقف الحرب بالسودان".

وأضاف أن "البرهان يتبنى مشروعًا ذاتيًا يخص مجموعة صغيرة تختطف مؤسسات الدولة، وأن جميع العالم يرى ذلك، ولكنه عوضًا عن الاعتراف بالأخطاء والتراجع عنها يذهب في اتجاه معاداة الجميع والإصرار على السير في الطريق العدمي".

وذكر أن "البرهان ظل يراوغ في وقف الحرب عبر التفاوض، وظل يوزع الاتهامات داخليًا وخارجيًا، وعقب انهيار مفاوضات منبر جدة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ذهب إلى قادة دول منظمة إيقاد، وطلب منهم إدراج السودان على أجندة المنظمة الأفريقية، قبل أن يعود ويتهم إيقاد أيضًا بالانحياز لقوات الدعم السريع، ثم يقاطع مبادراتها قبل أن يجمد عضوية السودان في المنظمة الأفريقية".

وأشار إلى أن البرهان عاد بعد ذلك، وأرسل نائبه شمس الدين كباشي، إلى العاصمة البحرينية المنامة، لعقد محادثات سرية مع نائب قائد قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو، في يناير/ كانون الأول الماضي، ثم نفض يده منها أيضًا.

وذكر أن البرهان بعدما وجد كل منابر التفاوض اتفقت على نتيجة واحدة وهي عزل أنصار نظام البشير من المشهد السوداني والقبض على المطلوبين منهم للعدالة، عاد مرة أخرى للتباكي على منبر جدة الذي انسحب منه في وقت سابق.

وأسفر النزاع الدائر في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل أكثر من 16650 سودانيًا في جميع أنحاء البلاد، ونزوح ما يفوق 10 ملايين شخص، لجأ مليونان منهم إلى الدول المجاورة.

أخبار ذات علاقة

السودان.. العطا يثير الشكوك بنوايا "انقلاب ناعم" على البرهان

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC