وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 7 آخرين في قطاع غزة خلال 24 ساعة
قال خبراء ومحللون سياسيون إن القصف المكثف الذي نفذته الطائرات الإسرائيلية على قواعد عسكرية في سوريا، استهدف تدمير ما تبقى من بنى تحتية في قاعدتي حماة و تيفور "T4"، لمنع تركيا من استخدام هذه القواعد؛ مما يطرح سؤالًا كبيرًا حول الطريقة التي سترد بها أنقرة على تل أبيب.
ويُعد موضوع استخدام تركيا لقاعدة T4 العسكرية جزءًا من اتفاقية دفاع مشترك بين دمشق وأنقرة، تم التوافق عليها مبدئيًا منذ وصول النظام السوري الجديد إلى سدة السلطة برعاية تركية، ثم جرى برمجتها تنفيذيًا خلال زيارة أول وفد عسكري مخابراتي تركي لدمشق في يناير الماضي، ليصار إلى توثيقها رسميًا في زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لتركيا بعد ذلك بأيام.
وأشار المحللون إلى أن "التغول" الإسرائيلي في اختراق الحدود السورية بعد سقوط نظام الأسد، والقصف التدميري للسلاح السوري، وانتهاك مختلف المحظورات في استباحة الأمن والسيادة الوطنية السورية بشتى المبررات المفتعلة، جعل اتفاقية الدفاع المشترك بين دمشق وأنقرة، ومنها موضوع القاعدة العسكرية التركية في T4، تبدو ضرورة استراتيجية لردع التفرد الإسرائيلي في استباحة المنطقة، ويضمن لأي خريطة إقليمية جديدة ألّا تكون بالمقاسات الإسرائيلية الجبرية.
وأضاف المحللون أن قاعدة T4 التي بدأت تركيا بتجهيزها هذا الأسبوع، لها مدلول وازن في الجيوستراتيجية الإقليمية. فهي جزء من خط النفط السوري العراقي، إلى الجنوب الشرقي من محافظة حمص، وشرق محافظة ريف دمشق. ويقع قربها أيضًا مطار التياس العسكري المشهور الذي يحتوي على 54 حظيرة و3 مدرجات. ويعد أكبر مطار عسكري في سوريا.
واستذكر المحلل السياسي، الدكتور صفوان القدسي، أن ما نشر من تفاصيل عن المباشرة التركية بتجهيز قاعدة T4، كان معروفًا في الخطوط العريضة لمختلف دول المنطقة. فقبل ساعات من النشر، كانت إسرائيل أعلنت على لسان مصدر أمني قلقها من احتمال سماح الحكومة السورية لتركيا بإنشاء قواعد عسكرية داخل أراضيها: "إذا أُنشئت قاعدة جوية تركية، فسيُلحق ذلك ضررًا بحرية إسرائيل في سوريا. هذا تهديد مُحتمل نعارضه".
وكانت قاعدة T4، التي شنت عليها الطائرات الإسرائيلية غارات مكثفة أمس، هدفًا لعدة غارات جوية إسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة، واستهدفت إرسال رسالة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع بأن إسرائيل لن تسمح بأي تقييد لحرية تحركها في المجال الجوي السوري.
ويشير الدكتور القدسي في حديثه مع "إرم نيوز"، إلى أن التفاصيل التعبوية لقاعدة T4 تتفاوت من مصدر لآخر. "بعض المصادر الاستخبارية الغربية أفادت أن تركيا تعتزم تحويل القاعدة إلى منشأة للطائرات المسيرة. لكن مصادر أخرى قالت إن النظام الجوي الذي بدأت تركيا بناءه هو من طراز "حصار"، وهي عائلة من أنظمة صواريخ أرض-جو، قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، طوَّرتها شركتا “روكيتسان” و”أسيلسان” منذ عام 2007.
ويشير القدسي إلى أن تركيا لها تاريخ في بناء القواعد الخارجية التي تعتقد أنها ستساعد أنقرة على ترسيخ هيمنتها الجوية في المنطقة ودعم جهودها في الحضور الإستراتيجي، بوجود مبرر دائم وهو أولوية محاربة داعش، الذي لا يزال ينشط في سوريا.
أستاذ دراسات الشرق الأوسط، الدكتور مهنّا الدروب، وفي قراءته لحيثيات التجهيز التركي لقاعدة T4 السورية، يُسجل خصوصية ملفتة تتصل باحتمال نشر تركيا منظومة إس-400 الروسية، وهي المنظومة التي كانت الولايات المتحدة اعترضت على شراء تركيا لها، كونها عضوا في حلف الأطلسي.
وكانت أنقرة قررت شراء نظام إس-400 من روسيا بعد رفض الولايات المتحدة طلب تركيا شراء نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي باتريوت خلال رئاسة باراك أوباما.
وفي حديثه مع "إرم نيوز"، يشير الدكتور الدروب إلى أن تقارير أخيرة متواترة أشارت إلى استعداد واشنطن لحل هذا النزاع مع أنقرة عن طريق إعادة بيع صواريخ إس-400 إلى دولة أخرى.
ويرجح الدروب أن يتم نشر أنظمة إس-400 في سوريا كجزء من اتفاقية دفاع مشترك بين دمشق وأنقرة، وذلك بعد أخذ موافقة روسيا، الدولة المصنعة لهذه المنظومة الدفاعية المتقدمة، مؤكدًا أن نشرها سيسهم في استقرار المنطقة في ظلّ تصاعد الهجمات الإسرائيلية على المواقع العسكرية السورية وغيرها من دول المنطقة، حسب تقديره.