ترامب: اليابان ستأتي اليوم للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية وتكلفة الدعم العسكري
أثارت جرائم مفزعة شهدتها تونس في شهر رمضان، دعوات إلى إعادة تطبيق عقوبة الإعدام ما أحيا الجدل حول هذه العقوبة، التي توقفت البلاد عن تنفيذها منذ نحو عقدين من الزمن.
ودعت النائبة في البرلمان التونسي ريم المعشاوي، إلى معاقبة مغتصبي وقتلة الأطفال بـ"الرجم بالحجارة حتى الموت" في الساحات العامة.
وجاءت دعوة النائبة بعد جرائم هزت الشارع في تونس كان أهمها ذبح الطفل هارون الذيبي البالغ من العمر 4 سنوات في محافظة القصرين وسط غرب البلاد.
واعتبر المحلل السياسي نبيل الرابحي، أن "عقوبة الإعدام منصوص عليها بالقانون التونسي لكنها تعتبر ملغاة لأنه لم يتم تنفيذ أي حكم إعدام رغم صدور العديد منها منذ سنة 1991".
وقال الرابحي لـ "إرم نيوز"، إن "التنفيذ الفعلي للإعدام يعود إلى السلطة التنفيذية أي رئيس الجمهورية، السلطة القضائية تحكم بهذه العقوبة لكن يجب أن تكون هناك موافقة من قبل رئيس الجمهورية، والجدل الدائر في تونس الآن حول هذه العقوبة مرده أن رئيس الجمهورية قيس سعيد في اجتماع مجلس الأمن القومي منذ سنوات أي منذ توليه الحكم، قالها صراحة أنه لا يعارض تنفيذ هذه العقوبة وهنا أثير الجدل".
وأكد أن "منظمة العفو الدولية على سبيل المثال أصدرت بيانا واعتبرت في ذلك انتكاسة في مجال حقوق الإنسان، ما يبقي على الجدل قائما خاصة أن في أكبر الديمقراطيات في العالم وهي الولايات المتحدة هناك بعض الولايات التي تنفذ حكم الإعدام".
وأضاف الرابحي أن "الجرائم تضعنا أمام معادلة صعبة وهي هل أن رئيس الجمهورية سيعارض رغبة وإرادة التونسيين بتنفيذ هذه العقوبة في مواجهة الجرائم البشعة؟ لذلك علينا أن ننتظر موقف الرئيس سعيد".
أما المحلل السياسي هشام الحاجي، فقال إن "هناك جدلا بالفعل بسبب جرائم لا تخلو من البشاعة شھدتھا تونس في الأسابيع الأخيرة ولا يوجد مؤشر واحد يدل على إمكانية توقفھا في الأيام القادمة".
وأضاف الحاجي لـ"إرم نيوز"، أن "بعض علماء النفس الاجتماعي كاللبناني مصطفى حجازي يعتبرون أن تفشي العنف داخل مجتمع ھو المرحلة الأولى مما يسميه العدوانية المرتدة للذات والتي تعقبھا مرحلة ثانية ھي العدوانية التي تتجه إلى المؤسسات السياسية".
واعتبر أن "الحل لا يكمن في تشديد العقوبات أو تخفيضھا بل في إعادة النظر في سبل تأكيد العيش المشترك، ھناك تفكك شامل للھياكل والعلاقات وعنف في الخطاب السياسي والاتصالي وحتى الإشھاري مع حالة من التسيب والتھور والإحساس بالمجھولية إلى جانب استبطان ثقافة العنف والقتل وھذا ما يفسر ظاهرة الإجرام العنيف".
وتوقع الحاجي أن "يبقى الوضع على حاله في عدم تطبيق عقوبة الإعدام".