سانا: ميليشيا حزب الله تستهدف بقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة منازل في قريتي زيتا والمصرية غرب حمص

logo
العالم العربي

خبير لـ"إرم نيوز": الجولاني أعيد تأهيله على يد ضابط مخابرات بريطاني بارز

خبير لـ"إرم نيوز": الجولاني أعيد تأهيله على يد ضابط مخابرات بريطاني بارز
الدكتور آصف ملحمالمصدر: إرم نيوز
11 ديسمبر 2024، 7:03 ص

كشف مدير مركز "جي إس إم" للأبحاث والدراسات، الدكتور آصف ملحم، أن نقطة تحول "هيئة تحرير الشام" في فصل ظهورها الجديد مع الأحداث السورية، جاءت مع إعادة تأهيل زعيمها أبو محمد الجولاني، منذ سنوات على يد ضابط استخبارات بريطاني بارز، ليقدمه في ثوبه الجديد من خلال تحسين صورته إعلامياً أمام الغرب.

وأوضح ملحم في مقابلة خاصة مع "إرم نيوز"، أن مخاطر تقسيم سوريا في الفترة المقبلة، تكمن في عدة مشاهد من بينها، عدم قدرة هيئة الحكم الانتقالية الحالية خلال الفترة القادمة، على إقناع جميع المكونات السورية بأنها تعمل على بناء دولة تضم الجميع؛ ما سيؤدي إلى صدامات داخلية أو انقسام جغرافي.

ولفت إلى مخاوف متعلقة بتغيرات ديموغرافية في سوريا، في ظل وجود عناصر أجنبية بالفصائل المسلحة من الأوزبك والطاجيك والألبان والأيجور، والتي قد تأتي بمطالبتهم مستقبلاً بتقسيم يراعي وجودهم في سوريا.

وأشار ملحم إلى أن نوايا الفصائل التي باتت مسيطرة على الحكم في سوريا غير معلومة فيما يخص مواجهة إسرائيل بعد أن دخلت وتمادت في الأراضي السورية حتى باتت على مشارف العاصمة، ولكن هذه الفصائل المسلحة في جميع الأحوال لا تمتلك القدرة التسليحية التي تستطيع من خلالها مواجهة إسرائيل.

أخبار ذات علاقة

الجولاني: مخاوف الغرب من سوريا بعد الإطاحة بالأسد "لا داعي لها"

وتاليا نص الحوار:

كيف تمت عملية تأهيل هيئة تحرير الشام للقيام بما شهدته سوريا في أقل من أسبوعين؟

البداية كانت في 31 مايو/ أيار 2021، من خلال لقاء جوناثان بأول، الذي كان حينئذ ضابطاً في الاستخبارات البريطانية "MI6"، مع أبو محمد الجولاني، واتفقا أن يوقف الأخير هجماته ضد الدول الغربية، مقابل تحسين صورته أمام الجمهور الغربي، عبر ترتيب لقاء معه، وبدأ تغيير ثوبه وتأهيله عبر 3 سنوات، وكانت الانطلاقة لتحقيق ذلك بتغير مظهره ليخرج في شكل وثوب لا يشبه المتشددين، مرتدياً لباساً عصرياً، وتأهيله لهذا الدور، ليبدأ التجهيز لهذه العملية، والقيام بتجديد مسار "هيئة تحرير الشام" بالشكل الذي ظهرت عليه مؤخراً في الأحداث بسوريا.

كيف ترى وجود اللاعبين الإقليميين والدوليين مع مشهد التغيير الذي جرى في سوريا مؤخراً؟

فيما يتعلق باللاعبين الإيراني والروسي، يبدو أنه جرى اتفاق بين جميع الأطراف على استبعادهما من هذه المعادلة، فالفصائل السورية لن تقبل بأي وجود إيراني على الإطلاق، وهم يرفعون الشعارات المناهضة لطهران، وقد يكون لديهم مشكلة بالتعامل مع روسيا، في ظل الاتهام الموجه لموسكو، بأنها أجهضت الثورة في بداياتها عام 2011، وقد تكون المجموعات ليست صاحب قرار سياسي، وقد لا تحصل على مناصب سياسية تجعلها تتخذ قراراً في التعامل مع هذه الأطراف.

إذن لمن يكون القرار بعد أن استطاعت تغيير المشهد والتحكم فيه بسوريا خلال أيام؟

الوضع في مفترق طرق، إذا راعت هيئة الحكم الانتقالي في سوريا حالياً، المصالح مع روسيا وإيران، فقد تكون ذاتها في صدام مع هؤلاء المسلحين الذين هم عبارة عن مجموعة من المقاتلين لا يمتلكون فكراً سياسياً، فهم مجرد أشخاص قيل لهم إن هناك عدوا لكم اسمه بشار الأسد، فحملوا السلاح وذهبوا إلى القتال، ولكن يجب أن نضع في الاعتبار وجود النخب التي تريد استلام السلطة في سوريا على خلفية هذا الحدث، قد تكون عاقلة وتنظر إلى روسيا على أنها دولة قوية، وإيران كدولة مهمة في الشرق الأوسط، ويكون التعامل معها وفقاً للإطار المنضبط.

0b1026d6-3301-466d-aaaf-9e76c9aa4f0c

ولكننا الآن أمام مشهد يحكمه السلاح وليس النخب السياسية؟

دائماً في هذا النوع من الثورات تحدث أزمات بين القادة العسكريين الذين يرون أنهم من قادوا التحرير أو الثورة، في إطار الترتبات المتعلقة ببناء دولة، وهنا سيحدث صداماً بين قادة الفصائل المسلحة أنفسهم من جهة، نظراً لأنها من مشارب وتيارات مختلفة، وهناك قادة آخرون لديهم مراكز قوة، وقد يحدث بينهم من جهة ثالثة صدام مع السلطة الانتقالية، وهذا حدث عدة مرات في الكثير من البلدان، لذلك فإن الواقع معقد، وللأسف إذا لم تستطع هيئة الحكم الانتقالية إقناع جميع المكونات السورية بأنها تعمل على بناء دولة تضم الجميع، سيكون التقسيم أحد الخيارات الصعبة. 

9452441f-f712-4fd7-a940-22770a6b02e7

هل من الممكن أن تترتب تداعيات بين الفصائل المسلحة ومكونات سورية أخرى؟

يبدو أن ما جرى في سوريا متفق عليه بين اللاعبين الإقليميين والدوليين  ومستقبل سوريا سينحصر بشكل كبير في أزمة ثقة بين الأطراف الداخلية، لا يوجد أحد يثق في آخر الآن داخل سوريا، ونتحدث عن المشهد الحالي، من قاد هذه العملية هو أبو محمد الجولاني، وهو مصنف على قوائم الإرهاب الدولية، ويقود منظمة مصنفة كذلك وهي "هيئة تحرير الشام"، بمعنى أنه تم إسقاط نظام بيد مجموعة إرهابية مدعومة من تركيا ودول غربية، وهذا واضح في الأسلحة التي بحوزة هذه المجموعات، أسلحة غربية ومتطورة، في ظل دعم مادي قوي، لذلك نحن أمام تيار ممزوج من "داعش" و"القاعدة" وصولاً إلى "جبهة النصرة"، وهذا ما سيجعل هناك صعوبة في أن تثق فيهم بقية المكونات السورية والأقليات كافة.

 ما معنى عدم الثقة هنا؟

الأكراد على سبيل المثال، على الرغم من عدم حدوث اشتباكات بين هذه الفصائل والأكراد حتى الآن في شمال شرق سوريا، لكن الواضح أن هذه الفصائل موالية لتركيا المعلومة نواياها التوسعية والعدوانية تجاه شمال شرق الفرات، لذلك فإن الأكراد لا يثقون في تركيا، بالإضافة إلى ذلك فإن المكونات الأخرى قد تسلّم للأمر الواقع. ولكن كيف سيكون الحكم بحسب الدستور المنتظر، هل سيكون دستوراً يتناسب مع تيار أصولي معين مثل ما قامت به طالبان في أفغانستان؟ إذا حدث الأمر بهذه الطريقة لن توافق الأقليات؛ ما يترتب عنه صدام أو انقسام جغرافي، ليتحول الأمر إلى عملية تقسيم، فضلاً عن أن هذه الفصائل المسلحة من بينها عناصر غير سورية، من الأوزبك والطاجيك والألبان والأيجور، فكيف سيكون التعامل معهم، هل سيتم تجنيسهم؟؛ ما يؤثر على ديموغرافية البلاد، والخوف من مطالبة هؤلاء الأجانب في الفصائل المسلحة مستقبلاً بتقسيم مستقبلي يراعي وجودهم في سوريا، ويجب أن نقف هنا أيضاً أمام طريقة استفادة إسرائيل من التطورات ومدى تعامل تلك الفصائل مع ذلك مؤخراً.

أخبار ذات علاقة

بعد المعارك والاجتياح.. الفصائل السورية تواجه المهمة "الأكثر تعقيدا"

ما توقعاتك لإطار التعامل من جانب تلك الفصائل مع إسرائيل في هذا الصدد؟

إسرائيل استغلت الأحداث، وقامت بإدخال مدرعاتها وقواتها إلى داخل سوريا، وهناك علامات استفهام حول تعامل الفصائل المسلحة الذين استطاعوا إسقاط النظام، فهل سيذهبون إلى الجولان ليحاربوا إسرائيل؟، بالطبع ستقع تلك الفصائل المسلحة في معضلة أمام الشعب، أنهم يمتلكون كل هذا السلاح ولم يواجهوا التعدي واحتلال الأراضي السورية.

7fe352e6-e70c-41fd-99df-326117a80e6f

كيف تقيّم موقفها في مواجهة عملية عسكرية إسرائيلية جوية وتقدم بري على مشارف دمشق؟

إسرائيل استغلت الفوضى في سوريا، لا توجد سلطة مركزية أو ضبط للأمور، والأولوية القصوى لدى هذه الفصائل تأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين، ومنع أي اشتباكات أهلية بين مكونات المجتمع السوري، ومن ثم هذه الفصائل لا تكون قادرة على فعل أي شيء أمام إسرائيل، فضلاً عن أن ما لديها من أدوات عبارة عن سلاح فردي خفيف غير قادر على مقاومة الطيران الإسرائيلي، لذلك بغض النظر عن غموض موقف الفصائل من عدمه، فإن إسرائيل استغلت هذا الظرف، وفي ظل اختلاف اتجاهات هذه الفصائل، ليس معلوماً نوايا هذه الفصائل في مواجهة إسرائيل من عدمه ومدى موافقتها على ما تقوم به إسرائيل أم لا، ولكن في النهاية هي غير قادرة على مواجهة إسرائيل في الظروف الحالية، في ظل تدمير تل أبيب مقدرات الجيش السوري والمراكز البحثية.

بما أن غالبية التفسيرات تقول إن تركيا هي التي حركت هذه الفصائل. كيف قامت بإخفائها طوال السنوات الماضية؟

تركيا استخدمت تلك الفصائل المسلحة في العديد من الصراعات في "ناغورني قره باغ"، وأيضاً في أوكرانيا، وفي شبه جزيرة القرم وليبيا، ولكن أصبحوا عبئا عليها، وللتخلص منهم وجهتهم إلى سوريا، وكان توجيههم في الأساس "تحرير الشام" لمحاربة "الأكراد" حتى تستطيع أنقرة ابتزاز دمشق ودفعها إلى التطبيع معها، وقت وجود بشار الأسد، ولكن الخطة تغيرت وكانت العملية التي بدأت في الشمال السوري، وكانت بدايتها بسقوط حلب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات